الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وستة وثمانون - ١٨ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وستة وثمانون - ١٨ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

كتاب تدمير لبنان: الهيمنة على الشرق الأوسط

نحن أمام كتاب ولد من رحم حرب تمّوز، رغم أن مادته قد تبلورت عبر سنوات طويلة تعود أحياناً إلى بداية القرن العشرين، وتؤسس المنظومات الحديثة في المنطقة والعالم. الكتاب هو: "تدمير لبنان: الهيمنة على الشرق الأوسط" للصحفي الفرنسي تيري ميسان.
والملفت أن هذا الكتاب، وعبر كتاب تدمير لبنان توغل في ماضي المشاريع الاستعمارية الكولونيالية وتداعيها زمن استقلال البلدان العربية، ما استدعى نشوء المشروع الاستعماري بصيغته الإمبريالية المتمثّل في الولايات المتحدة الأمريكية. من هنا، فإنّ الكتاب يؤكّد على البعد الإمبريالي لحرب تمّوز 2006، وأنّها كانت حاجة أمريكية ملحّة، تولّت (إسرائيل) القيام بها ففشلت، لتشكّل نتائج الحرب حلقة جديدة من تخبّط المشروع الأمريكي، وتداعي نظرياتها الإخلاقية والعسكرية في حروبها (المابعد بطولية)، حيث أثبتت حرب تمّوز فشل المنهج (الما بعد بطولي)، وأكّدت نجاعة خيار الشعوب في سعيها نحو مشاريعها التحررية، مع تأكيد الكتاب على أنّ المشروع الأمريكي رغم تراجعه ما زال قوياً وقادراً وساعياً إلى افتعال العديد من بؤر التوتّر والفتن في منطقة الشرق الأوسط.
يكشف هذا الكتاب في فصوله الأصل الحقيقي للنظام الصهيوني ويروي بالتفصيل مخططات واشنطن وتل أبيب ومشروعهما المسمى الشرق الأوسط الكبير، ويُحلل أوجه الغموض المتعلقة بالقرار 1559،  ويُلقي الضوء على دور عملاء الموساد في لبنان.
ويبرهن إنّ الهجمة الصهيونية على لبنان في صيف عام 2006 كانت مهيأة منذ وقت طويل من قبل الكيان المؤقت والولايات المتحدة المخططة والداعمة، ولكن الخطط الأكثر دقة لاتستطيع مقاومة المفاجآت وكل أمر غير منتظر.‏
ولفهم ماحصل للجيش الإسرائيلي الأكثر تجهيزاً في العالم، وكيف دخل في هذه المغامرة وانهزم منسحباً أمام المقاومة، لابد من العودة إلى نيسان  2003لأن ماحصل في هذا الوقت مقدمة لماسيحصل فيما بعد، نذكر من هذه المؤشرات: الغزو الأمريكي للعراق وسقوط بغداد، سعي الولايات المتحدة لتحقيق عدد من الأهداف في لبنان »انسحاب الجيش السوري من لبنان ونزع سلاح المقاومة، وفيما كانت أجهزة المخابرات الأميركية المركزية تنشط لتنفيذ المؤامرت ضد سورية والمنطقة، كان أركان القيادتين الأميركية والإسرائيلية يعدون مخططات العدوان على لبنان. ولكن بانتظار الظرف المناسب الذي جاء يوم 11 تموز 2006 إذ أعلنت المحطات أن حزب الله قد أسر جنديين
صهيونيين.
وهكذا بدأت الآلة العسكرية الإسرائيلية عدوانها على لبنان جواً وبحراً ثم براً، وحانت ساعة الحساب.. وانقشع غبار المعركة.. كارثة حلت بلبنان نتيجة سيل القذائف العشوائية الإسرائيلية ضد البشر والحجر، وانكسارات لقوات الجيش الذي لا يهزم.. وانتصار للمقاومة.
سعى  العدو الصهيوني إلى نفي واقع الأمور بالهزيمة، وتحمله مسؤولية قرار إصدار الأمر بالهجوم على لبنان.. وترنحت المؤسسات الإسرائيلية في البحث عن مسؤولين عن الفشل ككبش فداء.‏

البحث
الأرشيف التاريخي