الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وستة وثمانون - ١٨ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وستة وثمانون - ١٨ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

حزب الله انتصر مرتين

عملية الرضوان و الوعد الصادق

 

الوفاق /وكالات
نحن قومٌ لا نترك أسرانا ومعتقلينا في السجون".. معادلة رسخها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله (حفظه الله) في صراع المقاومة مع العدو الصهيوني، فكان العهد والوعد والرد من مجاهدي المقاومة الإسلامية لترجمة الأقوال بالأفعال بألا يبقى قيد في يد مجاهد أو أسير خلف قضبان العدو.
فبعد عمليات عدة حصل خلالها تبادل للأسرى عبر مفاوضات غير مباشرة بين المقاومة والعدو "الصهيوني"، جاءت عمليةُ الرضوان في السادس عشر من تموز/ يوليو عام 2008،عملية سبقتها مفاوضات مطولة أظهر خلالها حزب الله قدرات مبهرة في مجال التفاوض، إذ أبقى مصير الأسيرين سراً منذ عملية "الوعد الصادق" ولم يكتشف "الكيان المؤقت" موتهما إلا عند تنفيذ التبادل، سنتان من المفاوضات غير المباشرة، أدارها بصلابة ومتابعةٍ دقيقة القائد الجهادي الكبير الشهيد مصطفى بدرالدين (السيد ذوالفقار)، “أوهم” خلالها الوسيط الألماني أن أحد الجنديين لا زال حيّاً. ولكن بعد التبادل تابوتان أسودان ضمّا جثتي الجنديين، شكّلا صدمةً للمفاوض وكيان العدو ــ بمختلف شرائحه ــ في آنٍ معاً.
عملية الرضوان: المقاومة تسجل معادلة انتصار جديدة
 في 16 تموز/ يوليو عام 2008، وعند الساعة التاسعة والنصف صباحاً، بدأ تنفيذ المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى بين حزب الله والكيان الصهيوني، والتي أطلقت عليها قيادة المقاومة الإسلامية تسمية "عملية الرضوان"، إذ تم تسليم جثتي الجنديين الصهيونيين الأسيرين مارك ريغيف وإيهود غولد فاسر، إلى "الصليب الأحمر الدولي" عند نقطة رأس الناقورة الحدودية بين لبنان وفلسطين المحتلة. كما سبق هذه العملية في الـ 1 من حزيران / يونيو تحرير الأسير نسيم نسر من المعتقلات الصهيونية، مقابل تسليم حزب الله للكيان المؤقت صندوقاً يحتوي على رفات وأشلاء جنود صهاينة قتلوا في حرب 2006.
في موازاة ذلك، كانت سلطات الاحتلال  الصهيوني قد نقلت عند الخامسة فجراً الأسرى اللبنانيين الخمسة وعلى رأسهم عميد الأسرى العرب الشهيد القائد سمير القنطار، وماهر كوراني، وحسين سليمان، وخضر زيدان، ومحمد سرور، من سجن “شطة”، إلى النقطة المحدّدة، تمهيداً لتسليمهم إلى الوسيط الدولي، الذي سيسلمهم بدوره إلى حزب الله.
بتحرير الأسرى اللبنانيين كافة، يكون "حزب الله" قد استكمل انتصاره التاريخي على الكيان الصهيوني في حرب يوليو/ تموز 2006. فصفقة الأسرى التي سماها  الحزب " عملية الرضوان"  جاءت  لتعلن انتصاره عبر تحقيق ما كان يصبو إليه من وراء عملية اختطاف الجنديين الصهيونيين، وهو تحرير الأسرى، ولتعزز الفشل الاستراتيجي الكبير الذي لحق بالكيان الصهيوني قبل عامين بعد أن عجزت إسرائيل في تحقيق أي من أهدافها التي أعلنتها في حربها على لبنان.
فالحكومة الصهيونية وعلى  لسان رئيس حكومتها "إيهود أولمرت"، كانت قد أعلنت أن أحد  أهداف الحرب على لبنان هو استعادة الجنود من دون قيد أو شرط أو تفاوض. هذا الهدف تحقق فشله بعد إتمام عملية تبادل الأسرى بالكيفية والطريقة التي أرادها حزب الله، والذي كان قد أعلن منذ اليوم الأول لأسر الجنود، وعلى لسان أمينه العام سماحة السيد حسن نصرالله (حفظه الله)، أنّ الجنود الصهاينة لن يعودوا إلا بتفاوض غير مباشر، ولو اجتمع العالم كله! وبالفعل، هذا ما حصل ولم يستطع العالم كله إستعادة الجنود إلا عبر مفاوضات بشكلٍ غير مباشر انتهت باتمام صفقة عودتهم مقابل عودة أسرى المقاومة من كافة البلدان العربية وعلى رأسهم عميد الأسرى الأسير سمير القنطار. وبالتالي أنجز "حزب الله" وعده وانتصاره التاريخي الاستراتيجي على الكيان الصهيوني، ومُنيت إسرائيل بفشلٍ جديد يُضاف إلى سلسلة الهزائم التي أصيبت بها منذ اندحارها مهزومة من لبنان في مايو/ أيار 2000.
كسر محرمات القرار الصهيوني
وفى حزب الله بالوعد الذي قطعه أمينه العام السيد حسن نصر الله (حفظه الله) عندما قال: "نحن قوم لا ننسى أسرانا في السجون الصهيونية"، وتحقق هذا الوعد باستعادة رفات الشهداء اللبنانيين ونحو 160 شهيداً عربياً، وبذلك أثبت الحزب من جديد قدرته ومهارته وحنكة قيادته في عملية المفاوضات. أضف إلى ما سبق، أنّ "حزب الله" وعبر تاريخه الطويل في عمليات التفاوض مع العدو الصهيوني، استطاع وبجدارة كسر محرمات القرار الصهيوني القاضي بعدم إطلاق عميد الأسرى "سمير القنطار" الذي حكم عليه القضاء الصهيوني بالسجن لأكثر من خمسمئة عام، عدا عن المحكوميات المؤبدة.
كان من غير المسموح لأحد إدراج قضيته على طاولة المفاوضات، لأنه وفق العدو الصهيوني، قد تلطخت يداه بدماء الإسرائيليين، لكن استطاع حزب الله إجبار العدو الصهيوني على كسر هذا الخط الأحمر، حتى أن الرئيس الصهيوني شمعون بيريز قال، وهو يوقع على قرار العفو، إنّ «يدي ترتجف وأنا أوقع على العفو عن القنطار".
مشهد الذل والهزيمة وخيبة الأمل في الصحافة الصهيونية
مشهد الهزيمة والذل  ترجمه الكثير من المسؤولين وكتاب الصحافة الصهيونية، فاعتبر الصحافي  الصهيوني عوفر شيلح في صحيفة معاريف الصهيونية أن "صفقة التبادل مع حزب الله ساهمت في تهاوي قوة الردع الصهيونية التي أصابها الشرخ مجدداً"، وأن "نصر الله ليس أسير الردع الصهيوني، ففي إسرائيل الكل يعرف أن (حزب الله) هو الذي انتصر".
 أمّا الصحفي عمير ربابورت في صحيفة معاريف فقد اعتبر الصفقة  بأنها "مخجلة وعار على إسرائيل" وأضاف: «يخرج اليوم (حزب الله) معززاً من جوانب عدة بعد أن صمد في وجه الهجوم الإسرائيلي، فهو اليوم أقوى مما كان عليه عشية الحرب في 2006 من الناحية العسكرية، وكذلك مكانته السياسية قد تعززت في لبنان بعد أن حقق ما كان يصبو إليه بتحريره الأسرى اللبنانيين كافة بمن فيهم سمير القنطار".
أمّا مازاد في حزن اسرائيل، وضاعف من خيبة أملها في هذه الصفقة هو أن حزب الله سمى عملیة التبادل بعملیة "الرضوان"، في إشارةٍ واضحة إلى القائد العسكري البارز في حزب الله الحاج عماد مغنية الملقب بـ الحاج رضوان والذي اغتاله  العدو الصهيوني في سورية. ومن المعروف أن "الحاج رضوان" هو الذي أشرف بشكل مباشر على عملية الوعد الصادق في 2006، والتي أحرزت  فيها المقاومة نصراً تاريخياً استراتيجياً على العدو الصهيوني، فكان حقاً له أن يتكلل هذا الانتصار التاريخي بإطلاق اسمه على صفقة تبادل الأسرى...  
عملية الرضوان: يوم فرح في لبنان ويوم حزن وذلة في الكيان المؤقت
على الصعيد اللبناني، كانت مظاهر الفرح والبهجة والسرور في يوم يوم تبادل الأسرى حاضرةً على المستويين الشعبي والرسمي، الأمر الذي أضاف بُعداً جديداً لهذا الانتصار، خصوصاً بعد الاستقبال الرسمي والشعبي للأسرى المحررين بمشاركة الأطياف اللبنانية كافة.
وقد أقيم ثلاث احتفالات لاستقبال الأسرى، الأول أقامه حزب الله عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، والثاني رسمي حضره رؤساء الدولة والمسؤولين السياسيين، والثالث أقامه حزب الله في ملعب الراية بالضاحية الجنوبية استقبل خلاله السيد نصر الله الأسرى شخصياً، وحضره رئيس الجمهورية السابق العماد إميل لحود.
وعلی عکس ما هي علیه الصورة في لبنان فقد قررت الحکومة الصهیونیة إعلان يوم التبادل "یوم حزن وکآبة" وعدم الاحتفاء بعوده الجندیین الأسیرین واستبدال ذلک بإبداء الحزن والأسی، بما یتناسب مع ما قاله رئیس الوزراء الصهیونی ایهود أولمرت عندما اعتبر أن صفقه التبادل تبعث علی الشعور بالذل. وفي السياق نفسه أعلن العدو الصهيوني منطقة رأس الناقورة منطقة عسکریة مغلقة قبل إجراء عملیة التبادل، وفرض قيوداً على حرکة وسائل الإعلام. وخلافاً لما جرى في عملیة التبادل الأخیرة في العام ٢٠٠٤ فإن إعادة جثماني الجندیین لم تُبث بشکلٍ حي لا في الإذاعة  الصهيونية ولا في التلفزیون، کما لم تُلق کلمات عند استقبالهما. وتكمن خلفية القرار في الرغبة الصهيونية بعدم  المساهمة في منح" حزب الله" شعورا بأنه حقق إنجازاً خاصة ً أن الجندیین جثتان!.

 

البحث
الأرشيف التاريخي