كيف نغرس المنهج الحسيني في نفوس أبنائنا ؟
الوفاق / يمثِّل عاشوراء منعطفاً تاريخياً في حياة الأمة الإسلامية، فهو لا يعتبر حدثاً عابراً أو حادثةً قديمة، لأنَّ أثاره وما تركه من تداعيات ومواقف شكَّلت مفترقاً هاماً وأسس لمنهجية في الثورة والجهاد، وقد تحوَّل بفعل دلالاتها المتنوعة إلى مدرسة تربوية مُلهمة، خرَّجت أجيالاً من المتمسكين بمنهج أهل البيت (ع)، وثبَّتت قواعدَ وتعاليم وَفيرة ومتكاملة في السياسة والسلوك والأخلاق والتربية ومواكبة متطلبات الإنسان والمجتمع.
من هنا فإنّ التعاطي مع عاشوراء لا يتوقف عند ما جرى في التاريخ، ولا يقتصر على استحضار القصة من الماضي، وإنما يهدف إلى تربية الأجيال والمجتمع من منطلق ما حدث مع الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه في سيرهم ومسارهم إلى كربلاء وما جرى فيها وما تركته من أثار بعدها.
بما أنّ الأطفال والناشئة يمثِّلون شريحة هامة من المجتمع، ويتأهلون ليتصدروا المسؤولية المستقبلية فيه، فإنَّهم معنيون بدروس وعِبَر عاشوراء، لما لها من تأثير تربوي مؤثر ومؤسِس، وما يمكن أن تُشكِّل في رصيدهم المعرفي والثقافي الذي يحملونه في حياتهم وممارساتهم.
قضية الإمام الحسين (ع) منهج وأسلوب حياة
قضية الامام الحسين (ع) منهج وأسلوب حياة يجب أن يدرس في البيوت قبل المساجد والمآتم، حب الإمام (ع) حبٌ فطري يرضعه الطفل من حليب أمه ويترعرع عليه في صغره.
أيتها الامهات، اروِ لطفلك روايات قبل النوم واجعلي بطل قصتك الامام الحسين (ع) بطريقة جميلة ومبسطة حتى يفهمها الطفل، اجعلي من شخصية الحسين (ع) الفارس البطل المقدام المدافع عن الحق، أن يكون كهذه الشخصية الخارقة عند كبره، ربيه على أخلاق أباعبد الله وتحدثي مع ابنتك في رواياتك عن السيدة زينب (ع) تلك الأميرة الراقية صاحبة الأخلاق والمؤدبة والقوية التي تقف بوجه العدو بكل حزم وشموخ، اجعلي صفات السيدة زينب(ع) تنغرس في شخصيتها. يجب أن يكون لشهر محرم الحرام خاصية في بيوتنا نستقبله بلهفة ودمعة ورداء الحزن ليعرفوا أولادنا قيمة هذا الشهر ويطلعوا على مأساة آل البيت (ع) ويستذكروها في كل عام.
إن قضية عاشوراء هي رسالة إنسانية قدمها الإمام الحسين (ع) باستشهاده وسبي نسائه من أجل الحفاظ على الإسلام ومن أجل بث مبادئ نفيسة في قلوب البشرية وقواعد أساسها الإيمان بالله ورسوله وعترته(ع).
تربية منذ الصغر
لذا على العوائل الموالية لآل البيت (ع) وعلى وجه الخصوص الأم والأب بذل الجهد الكافي لغرس المبادئ الحسينية بجوهرها الحقيقي في نفوس أبنائهم منذ صغرهم حتى تنمو وتكتمل شخصياتهم وفقاً لهذه المبادئ والقيّم الخلاقة، وحتى نجعلها مشرقة ومتفتحة بالقيم والمبادئ الأساسية التي جاءت بها الثورة الحسينية المستمدة من كتاب الله الحق، ومن سيرة رسوله الحق وأهل بيته(ع) ، كونها لا تتناقض مع الأفكار والقيم والمبادئ الانسانية التي عرفتها الأرض منذ أن نشأ فيها الإنسان.