الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وأربعة وثمانون - ١٦ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وأربعة وثمانون - ١٦ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ٤

فيما أردوغان يحضّر لإستقبال بوتين..

استياء روسي من المواقف التركية الأخيرة

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الجمعة الفائت أن التحضيرات في تركيا جارية لاستقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، خلال شهر أغسطس/اب القادم، و قال أردوغان للصحفيين بعد صلاة الجمعة "نجري تحضيرات في تركيا لزيارة الرئيس فلاديمير بوتين بلادنا خلال شهر أغسطس" وبالنسبة لإتفاقية الحبوب أردف الرئيس التركي قائلا
"نحن متوافقون بالآراء حول تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، وأمين عام الأمم المتحدة أيضا أرسل رسالة للرئيس بوتين بهذا الخصوص"، ويأتي هذا الإعلان عن الزيارة المرتقبة للمرة الثانية فقد أعلن أردوغان سابقا وقبل قمة الناتو عن زيارة بوتين لتركيا، كما أن المتحدث باسم الكرملين نفى أن يكون هناك موعد محدد بين الجانبين واكتفى بالقول بأن الإتصالات جارية.
توترات تسبق أجواء اللقاء
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة مسبوقة بأجواء متوترة بعض الشيئ فهي تأتي بعد عدة مواقف أطلقها الرئيس أردوغان مؤخرا أقل مايمكن القول عنها بأنها لا تصب في مصلحة روسيا وإنما تستهدفها، فقبل قمة الناتو التي عقدت الأسبوع الماضي وجّه الرئيس رجب طيب إردوغان دعوة عاجلة إلى الرئيس الأوكراني زيلينسكي لزيارة تركيا ولم يكتفي بذلك بل أقدم على الإفراج عن قادة في كتيبة "أزوف" الأوكرانية الموجودين في تركيا بناء على صفقة تبادل أسرى بين الروس و الأوكران بضمانة تركية و كان من شروط روسيا بقاء قادة الكتيبة في تركيا حتى نهاية الصراع، إلا تركيا سمحت لهم بالعودة إلى أوكرانيا رفقة الرئيس زيلينسكي و هو ماعده الكرملين "انتهاكا للاتفاقيات المبرمة بين أنقرة وموسكو".
والذي أغضب الروس أيضا هي التصريحات و المواقف التي أطلقها أردوغان و تظهر فيها محاولات للتقرب من الغرب و لو على حساب العلاقة مع روسيا،  فخلال لقاءه مع  زيلينسكي في تركيا تحدث الرئيس التركي عن علاقات الصداقة بين روسيا و أوكرانيا و أضاف بأن أوكرانيا تستحق عضويتها في الناتو، وجاء الاستفزاز التركي الثاني أيضا بالاتفاقية التي تم توقيعها مع أوكرانيا و التي تقضي ببناء مجمع عسكري لتصنيع المسيّرات التركية في أوكرانيا وتطويرها، وغيرها من مجالات التعاون العسكري، و علاوة على ذلك فقد أبدى أردوغان مرونة بالنسبة إلى انضمام السويد إلى حلف الناتو و الذي يعد كخطوة تستهدف روسيا، لاسيما أن الحرب الروسيية الأوكرانية بدأت على خلفية السعي الأوكراني للإنضمام إلى حلف الناتو و يعد العمل الغربي لضم السويد إلى الحلف استهداف مباشر لروسيا.
استياء روسي
على الرغم من بعض التصريحات الروسية التي حاولت عدم تضخيم الموقف و التفهم لبعض الأمور و السعي لعدم انتقاد أنقرة بحدة، إلا أ، عدة مواقف و تصريحات روسية أخرى انتقدت ما وصفته القرارات الاستفزازية التركية فقد رأى المحلل الروسي سيرغي ماركوف، أن قرار أردوغان تسليم قادة كتيبة أزوف لزيلينسكي أرسل هزات داخل روسيا، لأن موسكو تتعامل مع الكتيبة كـرمز للنازية الجديدة في أوكرانيا وجرائم الحرب ضد الشعب الروسي. وكان رد فعل الكرملين الغاضب تعبيرا عن استياء الجمهور، خاصة بعد تصريحات قائد الكتيبة دينيس بروكوبينكو، بأنهم سيعودون للقتال.
وفي السياق أيضا صرح "فيكتور بونداريف" رئيس لجنة الدفاع والأمن في  مجلس الاتحاد الروسي الذي انتقد المواقف التركية بحدة، و وصف تركيا بأنها تتحول إلى دولة غير صديقة فعبر عن ذلك بقوله "تركيا تتحول تدريجيا وبثبات من كونها بلدا محايدا إلى بلد غير صديق".
المواقف التركية الأخيرة
لقد مرت العلاقة التركية الروسية خلال السنوات الأخيرة بالعديد من المطبات و التوترات السياسية و خصوصا فيما يخص القضية السورية و الإرمينية إلا أن الطرفان تمكنا من تجاوز هذه الخلافات لاحقا، نظرا للمصالح التي تجمع الطرفين، و كما عبرت إيفرين بالتا أستاذة العلوم السياسية في جامعة "أوزيجين" في إسطنبول إنه "من المبكر الحديث عن تحول تركيا باتجاه الغرب"، وما يجري حاليا هو تكيف مع الظروف، بما في ذلك الحاجة لجذب الاستثمارات، في وقت يعاني البلد من أزمة اقتصادية"،و أضافت بأن هناك تغير في الحاجات السياسة الخارجية والحاجات البنيوية للاقتصاد التركي، في إشارة إلى حاجة تركيا لجذب الاستثمارات الغربية، و من هذه المعطيات يبدو واضحا بأن ما يقوم به أردوغان هو السعي للبحث عن منفذ يساعده على تخطي الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي تعيشها بلاده لاسيما أن تركيا شهدت في السنوات الأخيرة ارتفاعاً في معدل التضخّم إلى أكثر من (80%).
البحث
الأرشيف التاريخي