الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان واثنان وثمانون - ١٣ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان واثنان وثمانون - ١٣ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ۲

قائد الثورة،داعياً للتوجه إلى التطور العلمي في التبليغ الديني:

التغافل سيقود الى تغيير الهوية الثقافية

 

 أكد قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، الأهمية القصوى لموضوع التبليغ الديني في عمل الحوزات العلمية، قائلا: ان التغافل عنه سيقودنا الى تغيير الهوية الثقافية.
كلام قائد الثورة الاسلامية جاء لدى استقباله حشدا من المبلغين وطلاب الحوزة العلمية في البلاد، صباح أمس الاربعاء في حسينية "الامام الخميني (رض)" في طهران، حيث أعرب سماحته عن القلق الذي يساوره تجاه قضية التبليغ الديني، معتبرا إياها حاجة مُلحّة تأتي في مقدمة الاعمال والمهام التي يجب ان تؤديها الحوزات العلمي،. وقال آية الله العظمى الإمام الخامنئي "نظرا للمعلومات التي تصلني من جهات عديدة، يساورني القلق تجاه التبليغ. ان مجالات التبليغ في البلاد هائلة ومتراكمة وواسعة جدا وحتى اذا ضاعفنا العمل عدة اضعاف، لا اعتقد بأننا سنغطيها ".
تهميش صوت نقل المعارف
وشدد سماحته ايضا بالقول: "نحتاج الى التبليغ، وايضا الى الوعظ، وايضا الى التحقيق. ان النظرة السائدة اليوم في الحوزات العلمية هي ان التبليغ يأتي في المرتبة الثانية من الاهمية، وان المرتبة الاولى هي للقضايا الأخرى مثل المقامات العلمية وامثالها. علينا ان نتجاوز هذه النظرة، فالتبليغ يأتي في الدرجة الاولى (من الاهمية). ولفت قائد الثورة الاسلامية الى رقي مستوى الفكر لدى الشباب وغيرهم من الفئات العمرية قياسا مع الماضي، رغم ان المستوى الفكري لدى الاجيال السابقة كان جيدا ايضا، قائلا: ان المستوى الذي بلغه الفكر الآن لا يمكن مقارنته بالماضي وان مستوى الفكر قد ارتقى لدى شبابنا واليافعين والمخاطبين، لكن هناك آفة في سوق الاصوات المزدحمة الافتراضية والاعلامية المتكدسة، وهذه الآفة هي تهميش صوت نقل المعارف من جيل الى جيل وفي داخل الأسرة، ففي السابق كان الآباء والأمهات يُعلّمون ابناءهم  الكثير لكن في هذه الضوضاء الاعلامية فان هذا الصوت أصبح ضعيفا.
إتّخاذ موقع هجومي
كما شدّد سماحته على ان التبليغ ليس الرد على الشبهات حصرا، وليس موقفا دفاعيا رغم ضرورة الدفاع، بل ان من يهاجمنا يملك مبادئ فكرية ويجب مهاجمة مبادئه، ففي التبليغ يجب اتخاذ موقع هجومي، وهذا يستلزم معرفة ساحة المواجهة، فعندما نرى استهداف اذهان الشباب بهذا الحجم الهائل من الشبهات يجب ان نعلم من يقف خلف هذا كله، فهناك احتمال قوي بوجود كواليس خلف هذا المشهد.
واضاف سماحته، ان ما يحدث اليوم في عصرنا الراهن هو امر غير مسبوق منذ اكثر من الف عام ومنذ عصر صدر الاسلام، وهو سيادة وحاكمية الاسلام وتشكيل مؤسسة سياسية تدير البلاد انطلاقا من الاسلام، هذا امر غير مسبوق وبالطبع سيشتد العداء للاسلام. ولذلك فان للتبليغ اهمية مضاعفة في زماننا نظرا لأن قوام النظام الاسلامي هم الشعب وايمانه ، واذا لم يكن الشعب لن يكون هناك نظام اسلامي، وايضا نظرا الى أن عصرنا  الراهن هو عصر التطور العلمي وهناك اليوم اساليب لنشر وبث الرسائل لم يخطر على بال أحد في الماضي، بدءا من اجهزة التلفاز والقنوات الفضائية وصولا الى الانترنت ومرحلة ما بعد الانترنت، والظواهر الجديدة مثل الذكاء  الصناعي وما شابه.
حرب اليوم حرب حضارية وعالمية
وتساءل سماحة قائد الثورة الاسلامية قائلا: في  هذه الاوضاع التي يسل العدو سيوفا مسنونة وبتارة لسفك الدماء، ماذا نريد ان نفعل؟ هنا يكتسب التبليغ أهمية مضاعفة ". ونوه قائد الثورة الى ان حرب اليوم هي حضارية وعالمية ولحسن الحظ فان الغرب اليوم معرّض للاضرار أكثر من أي وقت مضى ، مؤكدا ان المواجهة اليوم  هي بين جبهتين اولهما جبهة الجمهورية الاسلامية ، والأخرى هي جبهة الكذب والتضليل والتي تنتحل اسم "الليبرالية الديمقراطية" وهي بعيدة كل البعد عن الليبرالية وعن الديمقراطية . فاذا كنتم ليبراليون لماذا استعمرتم. استعمار قديم واستعمار حديث واستعمار حديث جدا، وأي ليبراليون انتم ... وأي دعاة للحرية وحرية التفكير أنتم ... عندما تستعمرون شعبا يبلغ عديده مئات الملايين مثل الشعب الهندي لسنوات مديدة تفوق المئة عام وتبقونه تحت تصرفكم وتستولون على كل ثرواته وتحولونه الى شعب فقير،  هل انتم ليبراليون ؟ أهذه هي الليبرالية؟.
شركات صنع الاسلحة
واضاف سماحته: "الفرنسيون ارتكبوا المجازر في الجزائر اكثر من مئة عام وقتلوا البشر، وربما عشرات آلاف القتلى في عدة سنين، انهم ليسوا ديمقراطيين بل يكذبون من اجل فرض بعض الانظمة على بعض البلدان، انهم يعارضون مئة بالمئة الديمقراطية التي لا تخدمهم، ان الذي قام بتلك الافعال في الجزائر والهند لازال يملك الخصال ذاتها ". واعتبر قائد الثورة الاسلامية اوضاع الشعب الاوكراني الاعزل والمسكين مثالا آخر لنوازع الغرب في الاستعمار والنهب وقال: ان هؤلاء مستعدون لتعريض شعب مسكين ودون مأوى مثل الشعب الاوكراني الى الخطر من اجل ملء جيوب شركات الاسلحة الاميركية، ليقاتل هو ويقتل، من اجل بيع الاسلحة وملء جيوب شركات صنع الاسلحة. ولفت الإمام الخامنئي ايضا الى تواجد الاحتلال الاميركي في سوريا، قائلا: "ان حكومة مثل اميركا، تسرق النفط السوري على مرأى الجميع، ان هؤلاء هم كما هم، ولم يتغيروا ان هؤلاء جبهة واحدة، وفي مواجهتم يقف النظام الذي يتكئ على الاسلام ويستلهم من الاسلام، ليناهض الاستكبار والاستعمار والتدخل في مصالح الشعوب العديدة، والآن فان هاتين الجبهتين تقفان وجها لوجه ". وشدد سماحته على "ان المواجهة اليوم هي مواجهة حضارية وعالمية ويجب ان نعلم من نواجهه، ولحسن الحظ فان الغرب اليوم معرّض للاضرار أكثر من أي وقت مضى".

البحث
الأرشيف التاريخي