الفن المقاوم.. إثارة وطنية الشعوب وقهر المحتل
كما للبندقية تأثير في ساحة المعركة، للفن المقاوم أيضاً دور كبير في شحن المشاعر الوطنية وإثارة حماس المقاومين للنيل من المحتل، وفعلياً نجح الفلسطينيون في ذلك منذ الإنتداب البريطاني حين لجأوا للأغاني الثورية لمقاومة المحتل في الثلاثينيات.
وكالعمليات الفدائية التي كانت ضمن منهجية حركة حماس في مقاومة الاحتلال الصهيوني فإنها عملت على إنشاء فرق إنشادية تحث الشباب على مقاومة المحتل، عبر كلمات تحمل العزة والكرامة تدفعهم للإستخفاف بالعدو ومواجهته في أرض المعركة بأسلحتهم البسيطة.
ولم يقتصر الفن الحمساوي على الأناشيد الثورية، بل تدرج، وكان المسرح حاضراً منذ البدايات لحث الجماهير على مقارعة المحتل، وبعد التقدم في السنوات، حاولت الحركة أن تضع بصمتها في إنتاج الأفلام والمسلسلات لتكون ناطقة باسم المقاومة ولاقت إنتاجاتها رواجاً كبيراً وعُرضت في منصات عربية وإسلامية.
عندما نستعرض تأثير الأعمال الفنية المقاومة نرى أنها كيف أحدثت نقلة نوعية في إعادة القضية الفلسطينية للواجهة عبر نقل انتهاكات المحتل بواسطة الأفلام والمسلسلات الدرامية وحتى الأغاني الثورية للعرب والمسلمين.
الثقافة الثورية
وعلى صعيد البدايات للعمل الفني الحمساوي، ذكر سابقاً محمد ثريا، رئيس الإنتاج الفني، أن حماس أولت الفن الإسلامي اهتماماً كبيراً منذ البدايات، موضحاً أن مؤسسي الحركة اعتبروا الفن الإسلامي جزءاً من عملهم المقاوم وأشرفوا على الأعمال الفنية التي كانت في البدايات تتمثل في المسرح والأغاني الوطنية.
فن محارب
كما تعتبر الأغنية الوطنية أحد أشكال مقاومة الاحتلال فلا يستطيع، مهما بذل من جهد، منع انتشارها أو مراقبتها والحد من تأثيرها؛ فهي ترفض الظلم الواقع على الفلسطيني من تنكيل وتشريد وسجن وهدم بيوت.
وباتت بالنسبة للمحتل لا تقل شراسة عن السلاح، لذا دوماً يلاحق الفنانين الوطنيين ويزجهم في السجون، عدا عن محاربة الأغنية الوطنية اليوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومحاولة حذفها، لكن الفلسطيني كعادته عنيد يعيد عرضها بأساليب مختلفة تشحذ همم الشباب.
يقول الفنان حمزة أبو قينص: إن للفنان الفلسطيني دورا كبيرا في شحذ همم الناس ولفت أنظار العالم للقضية الفلسطينية، موضحا أن الوقت الحاضر أوجب على الفنان الملتزم الارتقاء بالأعمال لتواكب التطور وتصبح مقبولة ومسموعة من شريحة كبيرة لتعزيز الثقافة الثورية والوعي في الداخل والخارج.