أفلام ايرانية تجتاح دور السينما الروسية
اهتمام الروس بالفن والسينما الإيرانية
الوفاق/ للفن والثقافة مكانة مميزة لتعريف البلد، خاصة ايران التي لها تاريخ وثقافة عريقة، وصناعاتها اليدوية تشتهر في جميع أنحاء العالم، كما أن الأفلام الإيرانية أيضاً تواجه إقبالاً كبيراً في الدول التي يتم عرضها فيها، وهذا ما حصل أخيراً في روسيا.
انطلق الأسبوع الثقافي الإيراني في روسيا من 4 يوليو/تموز واستمر حتى 9 يوليو/تموز الجاري في موسكو وسانت بطرسبرغ، وقد لقي استحساناً من قبل أهل الثقافة والفن في هذه المدن.
كان معرض "الفنون الإيرانية: من التقاليد الأصيلة إلى الصناعات الإبداعية" في مركز معارض "ودنخا" بموسكو حدثاً آخر في الأسبوع الثقافي الإيراني بروسيا، والذي أقيم بحضور وزيري ثقافة البلدين وبمشاركة اكثر من 50 فناناً من ايران واختتم فعالياته مساء السبت 8 يوليو، وتضمن هذا المعرض ثلاثة أقسام للحرف اليدوية والسجاد والصناعات الإبداعية (ألعاب الكمبيوتر).
بالإضافة إلى هذا الحدث، كان إقامة حفلتين موسيقيتين إيرانيتين في موسكو وسانت بطرسبرغ أحد البرامج العامة الأخرى لهذا الأسبوع.
وعقد محمد مهدي إسماعيلي وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، أثناء زيارته إلى روسيا، اجتماعات بهدف تطوير العلاقات الثنائية، فضلاً عن اجتماعات مع علماء إيران وأكاديميين في موسكو.
خلال هذه الزيارة، منحت الجامعة الروسية الحكومية للعلوم الإنسانية دكتوراه فخرية لوزير الثقافة والإرشاد الإسلامي. كما التقى إسماعيلي مع بعض علماء الإسلام والإيرانيين الروس وشاركوا في لقاءات حميمية مع فناني بلدنا الذين قدموا إلى موسكو للمشاركة في الأسبوع الثقافي وأيضاً مع مسؤولي المؤسسات الثقافية الإيرانية في روسيا.
وخلال رحلته إلى سانت بطرسبرغ، زار خزينة المخطوطات الإيرانية وقسم إيران في متحف الأرميتاج، وأقيمت حفلة موسيقية إيرانية بحضوره في قاعة كابيلا بالمدينة.
الجمهور الروسي يعطي الأفلام الإيرانية درجة ممتاز
انتهى مساء الأحد برنامج عرض أفلام إيرانية مختارة في سينما "ایلوزیون" بموسكو كجزء من برامج الأسبوع الثقافي الإيراني في روسيا، ورحب الجمهور الروسي بالحدث ومنح الأفلام الإيرانية علامات
ممتازة.
وقال المستشار الثقافي الإيراني في موسكو مساء الأحد: في هذا الحدث، تم عرض أربعة أفلام روائية وفيلم رسوم متحركة واحد في سينما "ایلوزیون" بموسكو في الفترة من 6 إلى 9 يوليو/تموز الجاري.
وقال مسعود أحمدوند: "هناس" للمخرج حسين درابي، و "فيلائيين" إخراج منير قيدي، و "سارا وآيدا" إخراج مازيار ميري، ورومانسية "عماد وطوبى" للمخرج كاوه صباغ زاده، وكذلك فيلم الرسوم المتحركة "لوبتو" من إخراج عباس عسكري، تم عرضها في الأسبوع الثقافي الإيراني بروسيا، وقد حضر منير قيدي مخرج فيلائيين، ومحمد حسين صادقي، منتج لوبتو، في هذا الحدث.
وقال المستشار الثقافي الإيراني في روسيا: إن إقامة أسبوع الفيلم وعرض الأعمال الإيرانية، لاقت ترحيبا من قبل الجمهور الروسي، ونتائج استمارات الإستطلاع تظهر أن الجمهور قد أعطى أعلى درجات الرضا عن هذه الأعمال".
"هناس" يحظى بإستقبال واسع للجمهور الروسي
حظى الفيلم الإيراني "هناس" السينمائي من إخراج "حسين دارابي" باستقبال واسع للجماهير والمتفرجين الروس، بعد عرضه في إحدى دور السينما الرئيسية في موسكو .
يذكر انه عقب حدث الأسبوع الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في روسيا، عُرض فيلم "هناس" في سينما "إيليزيون" في موسكو ونال استحسان الجمهور الروسي.
و"هناس" أول فيلم يتطرق إلى حياة الشهداء النوويين، ويتناول جوانب من حياة الشهيد "داريوش رضائي نجاد"، ويصور رواية حرة عن شخصية "شهرة بيراني" زوجة الشهيد، حيث يحاول توثيق جهودها للحفاظ على أمن
عائلتها.
وتمثل مريلا زارعي دور شهرة بيراني، فيما يمثل بهروز شعيبي دور داريوش رضائي نجاد، وهما الممثلان الرئيسيان في هذا الفيلم.
والممثلون الآخرون الذين شاركوا في تمثيل العمل هم وحيد رهباني، سولماز غني، أمين ميري، علي رضا ناييني والطفلة كوثر حيدري، إلى جانب الفنان سياوش طهمورث.
إقبال كبير على الأنيميشن الإيراني "لوبتو"
تم عرض الأنيميشن الإيراني "لوبتو" من إخراج "عباس عسكري" في دور السينما الروسية خلال الأسبوع الثقافي الإيراني، وشهد "لوبتو" إقبالاً واسعاً من الجمهور الروسي حيث تم ملء سعة المسرح وبيع التذاكر قبل إطلاق العرض بيومين.
وتم انتاج انيميشن "لوبتو" على يد شباب كرمانيين على أساس قصة ايرانية وبتقنية ثلاثية الأبعاد ويتناول الفيلم قصة طبيب نفسي يعالج مرضاه عن طريق صنع الألعاب ونتج عن هذا العلاج صنع ألعاب مختلفة ومميزة تحظى بشعبية كبيرة بين الأطفال.
من جهته قال محمد حسين صادقي، منتج فيلم الرسوم المتحركة الإيراني "لوبتو"، أن الشعب الروسي مهتم جداً بالفن والموسيقى والسينما والإنتاج الإعلامي الإيراني وهذا ماشهدته خلال الأسبوع الثقافي الإيراني
في موسكو.
وفي إشارة إلى اواصر الجوار بين إيران وروسيا والحدود المائية المشتركة بين البلدين في بحر قزوين، قال: هناك فرص جيدة لزيادة التفاعلات الثقافية الثنائية، والتي كانت جزءاً من الأسبوع الثقافي لإيران.
توقيع مذكرة تفاهم لإنتاج ألعاب الكمبيوتر
من جهة أخرى تم توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الإنتاج والنشر والتعليم والبحث في ألعاب الكمبيوتر بيتن ايران وروسيا بالتزامن مع الأسبوع الثقافي الإيراني في هذا البلد.
وأعلن مدير القسم الدولي للمؤسسة الوطنية لألعاب الكمبيوتر الأحد: تم توقيع هذه المذكرة بين هذه المؤسسة ومنظمة تطوير صناعة ألعاب الكمبيوتر في الاتحاد الروسي.
وأضاف سجاد مقدم الذي سافر إلى موسكو مع وفد من الفنانين الإيرانيين والنشطاء الثقافيين: أقيم الأسبوع الثقافي الإيراني بنجاح في روسيا، وقبل ذلك حددت منظمتنا المطابقة في مجال ألعاب الكمبيوتر في روسيا، وبعد زيارتنا لموسكو وقّعنا مذكرة تفاهم مشتركة.
ووفقاً للمذكرة التي وقعناها مع مسؤولي منظمة تطوير صناعة ألعاب الكمبيوتر الروسية، اتفقت الدولتان على نشر الألعاب الخاصة بهما، فضلاً عن التعاون التعليمي والبحثي والإستعانة بمصادر خارجية لإنتاج ألعاب الكمبيوتر.
وأشار أيضاً إلى اجتماعات الخبراء التي عقدت مع المركز الإسلامي في موسكو وقال: في إطار التعاون المستقبلي مع هذا المركز، سيتم النظر في إنتاج ألعاب كمبيوتر للمسلمين الروس.
وأشار إلى أن العديد من الدول اليوم لا تنظر إلى ألعاب الكمبيوتر كعامل ترفيهي فقط، بل يعتبرونها من ضمن وسائل الإعلام.
الثقافة جسر يربط شمال وجنوب بحر قزوين
من جهتهم اعتبر أهل الثقافة والفن المشاركون في هذا الحدث الثقافي أن هذا الحدث خطوة فعالة في التقريب بين الدولتين المتجاورتين وجسر الارتباط الثقافي والروحي بين شمال وجنوب بحر قزوين.
الاستعداد للعمل معاً
حاول الفنان الإيراني علي قصردشتي الذي هو نحات من شيراز، إقامة صلة بين فنه والجمهور الروسي من خلال إنشاء تمثال للكاتب الروسي الشهير تولستوي في معرض للفن الإيراني الأصيل في ودنخا بموسكو.
تعدد أوجه التشابه الفني مع روسيا
من جهتها تعتقد سارنج أن التبادل الثقافي يلعب دوراً مهماً للغاية في العلاقات بين إيران وروسيا، لأن هذين البلدين لهما جذور مشتركة كثيرة في مجال الفن وهناك أوجه للتشابه الفني كثيرة بين البلدين.
مواجهة إيران فوبيا
كما اعتبر ميلاد أفشين منش، أحد الناشطين في مجال الأزياء والحجاب والعفة، أن إقامة فعاليات الأسابيع الثقافية والتواصل بين الفنانين وأبناء البلدين سيكون فعالاً في مواجهة إيران فوبيا.
وأشار إلى أن: العلاقات الثقافية ووجود فنانين إيرانيين في دول مختلفة يمكن أن يعكس صورة حقيقية للثقافة والتقاليد الإسلامية الإيرانية.