الخطيب الحسيني السيد الشهيد عبد الغني الجزائري
الوفاق/ الشهيد السعيد السيد عبد الغني الجزائري كان من الخطباء الحسينيين المعروفين عرفهُ المنبر مدة أربعين عاماً في العراق ودول الخليج الفارسي، وكان وكيلاً للسيد الحكيم في مدينة الحيرة العراقية.
النشأة والدراسة
ولد الشهيد السيد غني الجزائري في مدينة الحيرة في محافظة النجف الأشرف عام 1350هـ الموافق 1930م، التحق بالحوزة العلمية في مدينة النجف الأشرف وهو في الخامسة عشرة من عمره، حيث درس المقدمات والسطوح في مدرسة الإمام المجاهد"محمد حسين كاشف الغطاء".
خادماً للمنبر الحسيني
انصرف الشهيد إلى خدمة المنبر الحسيني ووفقاً لذلك كانت له المجالس العامرة في الحيرة والنجف وجنوب العراق ووسطه وبعض دول الخليج الفارسي. كان له مجلس صباحي في نهاية السبعينات في الصحن الحيدري الشريف، وكان له نشاط في مواجهة الشيوعية الملحدة.
مواجهة السلطة الظالمة
كان يمتاز بالشجاعة والجرأة في نقد سياسات الأنظمة في العراق، وبعد تسلم صدام الحكم في العراق شن هذا الطاغية المجرم حملته الكبرى ضد علماء الدين وخطباء المنبر الحسيني فشملت الشهيد السيد غني الجزائري واستُدعي لمراتٍ عدة إلى أمن النجف وأمن المناذرة وحاولوا الحد من نشاطاته المنبرية فما استطاعوا وواصل سيرته ولم يكترث بتهديداتهم.
الاعتقال والاستشهاد
اعتقل في يوم الثلاثاء التاسع عشر من صفر 1407هجري الموافق 13/10/1987م، حيث قام باعتقاله ضابط أمن الحيرة المجرم النقيب جمال الدليمي ومفوض يدعى سيد رزاق وسحباه بقوة وأدخلاه سيارة الأمن ومضيا فيه إلى جهة مجهولة وبعد الإتصالات المكثفة من قبل أهله وذويه بالأجهزة الأمنية تم إبلاغ أهله وباستهزاء (ذهب لزيارة قبر جده الحسين(عليه السلام) وقد دهسته سيارة في طريق كربلاء) بالقرب من خان النخيلة وعند البحث عنه هناك وُجد الشهيد ملقىً على طريق كربلاء بالقرب من الخان المذكور وقد طُعن بحربة طعنتين في جبهته الشريفة ـ وكُسرت يده اليمنى وكانت آثار التعذيب واضحة عليها، وقد وجد زوار الحسين (عليه السلام) بعدما اكتشفوا جسده الطاهر قصاصة من الورق في جيبه كُتبت عليها البيتان :
بزوّار الحسين خلصت نفسي
ليشفع لي غدا عند المعاد
وصرت بركبهم أطوي القيافي
لأحسب منهم عند العِداد
وكان إستشهاده ليلة العشرين من شهر صفر 1407هـ ولعل السيد كان أول شهيد من شهداء المنبر الحسيني في الحملة المسعورة ضد خطباء المنبر 1987/ 1988. ولقد ماثل الخطيب الشهيد الجزائري جده الحسين (عليه السلام) فكان عمره ( 57) وتُرك على رمضاء كربلاء عدة ساعات، فسلامٌ عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حياً مع الحسين (عليه السلام).