موسوعة ثورة العشرين الكبرى بأقلام أجنبية
الوفاق/ وكالات
منذ اندلاعها قبل أكثر من قرن من الزمان، شكلت ثورة العشرين العراقية عام 1920 للمطالبة بالاستقلال ضد الاحتلال البريطاني ملحمةً كبرى، ونقطة لافتة في تاريخ البلاد الحديث، ويوماً وطنياً أدى إلى انبثاق الدولة العراقية الحديثة وألهم الأجيال ولا يزال.
وقد أصدرت جمعية المترجمين العراقيين حديثاً "موسوعة ثورة العشرين الكبرى بأقلام أجنبية"، وذلك ضمن مشروعها لترجمة 100 كتاب بهدف تعزيز واقع الترجمة والثقافة في البلاد، إذ تتميّز الموسوعة بأجزائها الستة عن جميع المؤلفات السابقة التي تناولت ثورة العشرين أنها اعتمدت على أقلام أجنبية كتبت عن الثورة مع ما وثقه الأرشيف البريطاني ومذكرات الحكام السياسيين آنذاك حول هذه الثورة التي شهدها العراق مطلع عشرينيات القرن الماضي.
ما يميز هذه الموسوعة أنها تتحدث عن ثورة العشرين بأقلام أجنبية صرفة، أي إنّ الموسوعة تقدم للقارئ والباحث ترجمة لأفكار الكتّاب والباحثين الأجانب، وأهم أحداثها وأبرز قادتها ونتائجها من منظور أجنبي، من دون أن يكون للمترجم أو لأي طرف عراقي تدخل بما تقدمه هذه الموسوعة من معلومات. وتكمن الأهداف بترجمة هذه الموسوعة في الحياد والموضوعية في نقل أحداث الثورة وتدوينها، وتعريف القرّاء بالكيفية التي يفكر وينظر بها الغرب إلى أبناء العراق بعد مرور أكثر من 100 عام على اندلاع تلك الثورة. صحيح أن المؤلفين العراقيين لم يدخروا جهداً في تدوين وقائع الثورة، وهو ما يدين به العراقيون لهم، لكن ربما يُتهم البعض منهم بعدم الحيادية في نقل وتدوين أحداث تلك الثورة. وتكمن أهمية الموسوعة بأنها تضم سلسلة متكونة من 6 أجزاء تسلط الضوء على الاحتلال البريطاني لبلاد ما بين النهرين، والسياسة التي انتهجتها بريطانيا لحماية مصالحها الخاصة، فضلاً عن الإدارة المدنية آنذاك وفترة الانتداب وما قبله وصولاً إلى ثورة العشائر الكبرى التي انطلقت شرارتها في منطقة الفرات الأوسط رفضاً للاحتلال والغزو البريطاني لبلاد ما بين النهرين.
وتكمن أهمية الموسوعة في أنها تسلط الضوء أيضاً على ثورة العشرين ضمن السياق العالمي في الفترة التي سبقت اندلاعها، وتحديداً إبان الحرب العالمية الأولى عام 1914 وما بعدها. فمع اكتشاف النفط في إيران في بداية القرن الـ20، أصبح لبريطانيا العظمى مصالح أقوى في المنطقة، إذ يرى الباحثون الأجانب أن الثورة العراقية الكبرى عام 1920 أجبرت البريطانيين على تغيير أساليب إدارتهم في العراق.