عرفة والأضحى.. مغفرة وفداء وفرحة
منذ شروق شمس يوم التاسع من ذي الحجة، يبدأ حجاج بيت الله الحرام التدفق إلى صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم، ألا وهو الوقوف بعرفة بعد أن قضوا في مشعر منى يوم التروية (الثامن من ذي الحجة).
يوم المغفرة واستجابة الدعاء
يوم عرفة من أعظم أيام الله، وهو يوم المغفرة واستجابة الدعاء والعتق من النيران، تُغفر فيه الزلاّت، وتُجاب فيه الدعوات، يوم عرفة يوم تنزُّل الرحمات، وجعله الله كالمقدمة ليوم النحر، ففيه يكون الوقوف والتضرع، والتوبة والمغفرة وإنه لمجمع عظيم، وهو أعظم مجامع الدنيا.
وقد وردت في أفضاله ومآثره والأعمال المشروعة فيه -للحاج ولغير الحاج- أحاديث نبوية عديدة.
ويصادف اليوم الأربعاء 28 يونيو/حزيران، يوم عرفة الذي له فضل عظيم، ويحظى دعاء يوم عرفة باهتمام جموع المسلمين بمختلف الأنحاء، حيث عظمّ الرسول (ص) من فضل دعاء يوم عرفة، فقال النبي(ص): "خير الدعاء دعاء يوم عرفة".
الأضحى.. عيد العطاء والعبودية
وبعد يوم عرفة يحلّ علينا عيد الأضحى المبارك العظيم في يوم الخميس.. ها هو عيد الأضحى المبارك يهل علينا بروائحه العطرة ليزيد أيامنا فرحةً وبهجة.
عيد الأضحى، من الأعياد الإسلامية المهمة، وهو يوم العاشر من شهر ذي الحجة، عيد العطاء والعبودية وفيه يقوم المسلمون بذبح الهدي والأضاحي، لقد ذكرت الروايات إنَّ ليلة عيد الأضحى من الليالي الشريفة، ولها فضيلة كبيرة، وقد ذكرت الكثير من الأعمال المستحبة فيها كبعض الصلوات والأدعية، وكذلك الحال بالنسبة ليوم العيد.
يبدأ يوم عيد الأضحى بالصلاة والتهليل والتكبير، وهي سنّة عن الرسول (ص)، ثم ذبح الأضحية، ولأن الإسلام دين رحمة ومحبة وعطف، فقد أمر الأغنياء بأن يجعلوا الفقراء يشتركون في فرحة العيد وذلك بتوزيع الأضحية عليهم ليسعدوا هم وأولادهم.
الأضحية
في عيد الأضحى المبارك يقوم القادرون من الناس بذبح الأضحية وتوزيعها على المحتاجين، ولهذه العادة حكاية، بدأت عندما امتحن الله سبحانه وتعالى إبراهيم (ع)، فقد رأى خليل الله في منامه أنه يذبح إبنه بسكين، ولما قام من نومه، وحكى رؤياه على ابنه، فقال له إسماعيل: "يا أبتاه إفعل ما تشاء"، فأخذه وخرج، وعندما أخرج السكين ليذبحه افتدى الله إسماعيل بكبش جاء به جبريل عليه السلام فذبحه سيدنا إبراهيم (ع)، ومن يومها والأضحية سنّة في عيد الأضحى، وتعتبر هذه هي أول أضحية عرفها التاريخ.
الأضحى والشعراء
إن الشعراء والأدباء قد أبدعوا بالتغني بعيد الأضحى المبارك، فاخترنا قصيدة "العيد أقبل باسم الثغر" للمنفلوطي، حيث قال فيها:
العيدُ أقبَلَ باسِمَ الثغر
ومُناهُ أن تحيا مدى الدهرِ
حتَّى تعيشَ بغبطَةٍ أبداً
ويُعدَّ من أيامِك الغُرِّ
فاهنأ به واسعد بطالِعه
ماضي العزيمةِ نافذَ الأمر