كان امة في رجل
الشهيد آية الله بهشتي.. وصفُ أمةٍ بأقلام الكتّاب
الوفاق/ يصادف اليوم الأربعاء 28 يونيو/حزيران، ذكرى فاجعة تفجير المكتب المركزي للحزب الجمهوري في عام 1981م الموافق 25 شعبان 1401 ه. ق واستشهاد آية الله بهشتي و 72 من أنصار الامام الخميني (قدس).
الشهيد آية الله د.سيدمحمدحسين بهشتي كان أول رئيس للسلطة القضائية وكذلك رئيس مجلس الثورة الإسلامية ومجلس الخبراء في الجمهورية الإسلامية في إيران.. كان يتقن الإنكليزية والألمانية والعربية وله الدور الكبير في إعداد الدستور الإيراني، كما له عدة مؤلفات، وكان شخصية علمية وثقافية وسياسية عظيمة.
أغتيل الشهيد بهشتي في 28 يونيو 1981 في انفجار بمقر الحزب الجمهوري ومعه 72 من أعضاء وقيادات الثورة، أعلن الإمام الخميني (قدس) حينها الحداد العام في إيران، وأصدر بياناً وصف فيه الشهيد بأنه كان "أمة في رجل".
وقال سماحة قائد الثورة الإسلامية عنه: "كان بهشتي إنساناً عجيباً، ولا يمكن وصف أبعاده الوجودية بتلك البساطة".
فاليوم هو فرصة للتعرّ ف أكثر على الشهيد الدكتور آية الله سيد محمد حسيني بهشتي كأحد منظري الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
كان بهشتي مفكراً دخل في جبهة النضال والمسؤوليات التنفيذية. تحتوي مؤلفاته المكتوبة وخطبه التي جاءت على شكل كتاب على نقاط وآراء جديدة يمكن أن تحل بعض الصعوبات.
الكتب التي تتحدث عن شخصية الشهيد بهشتي تتضمن جوانب مختلفة لشخصية الشهيد بهشتي، وأفكاره وآرائه في مختلف المجالات، فنتطرق اليوم إلى بعضها، وتم ترجمة بعضها ونشرها في دور النشر العربية.
كان أُمَّة
ذكريات مختارة من حياة الشهيد آية الله محمد حسيني بهشتي، وإعداد "محمد علي صمدي"، تمت ترجمة ونشر النسخة العربية من قبل دار المعارف الإسلامية الثقافية.
"كان أمة" هو مختارات من سيرة هذه الشخصيّة الكبيرة، بلسان الشهيد نفسه، وبلسان مجموعة من رفاقه وأسرته ومن عرفه.. ويحتوي على أقسام مختلفة منها: بهشتي برواية بهشتي، يد الله مع الجماعة، العمل مع جيل الشباب المؤمن، إقض على طمع العدو، وغيرها.
جاء في بداية الكتاب والذي أصدرته دار المعارف: ان الشهيد بهشتي "أحد رجالات الثورة الاسلامية الكبار؛ كان سنداً قوياً لنهضة الإمام الخميني (قدس)؛ منذ بداياتها وحتى انتصارها، ودافع عنها بكلّ شراسة.
ساهم أيضاً ــ وبتوجيه من الإمام الخميني(قدس) ــ في تثبيت أركان النظام الإسلامي وقيام مؤسساته، ومواجهة مؤامرات الفتنة، وحمل على عاتقه أثقل المهام. وقد أوذي في هذا السبيل وتعرّض لكمّ هائل من التّهم والافتراءات، ووقى الإمام والثورة سهام المتآمرين؛ التي سدّدها إليه بعض رواسب النظام السابق وجماعات المنافقين، وأذناب الغرب في الداخل، محاولين استغلال الثورة للوصول إلى السلطة، متشدّقين بشعاراتها لنيل شعبيّة موهومة؛ تديرهم أيادي الغرب الخبيثة..وقد غدا درعاً حصيناً لمبادئ الثورة، وختم حياته في هذا السبيل واستشهد مع اثنين وسبعين من كوادر ومسؤولي النظام.
قدرات علمية وقيادية
امتلك قدرات علمية وقيادية؛ وكفاءات عصرية، جعلت منه شخصيّة قوية مؤثّرة، فقَبْل انتصار الثورة شارك في التخطيط لإصلاح المدارس والحوزات، والتنظير لإقامة الدولة الإسلامية؛ وتعلّم لغات أجنبية عدّة، فغدا محيطاً بأحوال العصر، وعارفاً بزمانه.. وكتب في العلوم والمعارف الدينية والفكرية، وخاطب الشباب والطلاب الجامعيين والحوزويين؛ وانتُدب قبْل انتصار الثورة إلى الخارج لمخاطبة الجاليات الإيرانية والإسلامية، فشكّل الاتحادات الطلابية في هامبورغ بألمانيا وبعض دول الجوار.
لا تنحصر سيرة الرجال العظام في عدد سنوات عمرهم وحجم آثارهم العلمية وحسب؛ إنما تمتدّ سيرتهم مع استمرار إنجازاتهم وما أسّسوه من بنيان على هدى؛ وما رسمُوه من قدوات آمنت بقائدها وعشقته؛ وعملت بإخلاص فداءً لحاكمية الدين ونزاهة ولاية الفقيه؛ لا تخاف، ولا يتسرّب إليها وهنٌ ولا شكّ!
كان قدوةً؛ مُلئت حياتها بالأخلاق الفاضلة وبالتقوى والجهاد؛ وامتازت بحسن الإدارة والتدبير والرحمة بخلق الله؛ من موقعه، على الجبهة السياسيّة حيث يتطلّب الميدان شجاعةً في اتخاذ الموقف وتقوى عالية في الأداء.. فأيّ تقوى امتلكها الشهيد آية الله بهشتي جعلت الإمام الخميني (قدس) يكلّفه بالتصدّي لرئاسة القضاء قائلاً له: "حينما تكون هناك، سيهدأ قلبي!". وقد أبّنه الإمام الخميني (قدس) ببيانات استثنائية، ووصف مظلوميته وإخلاصه بعبارات جريئة وُمنصفة".
أنا محمد حسيني بهشتي
كتاب أنا "محمد حسيني بهشتي" من تأليف سيد محمد بهشتي ونشر دار "روزنه" للنشر، وهذا الكتاب يتحدث عن محمد حسيني بهشتي ولكن من كلماته، إضافة إلى بعض المقابلات معه حول سيرته الذاتية.
تم جمع كل هذه المعلومات والكتابات عن طريق صفحات من يوميات رحلة طهران إلى ألمانيا عام 1965، تقريران عن أنشطة المركز الإسلامي في هامبورغ ، تم تقديمهما بعد عودته إلى إيران في يونيو 1970، في حسينية إرشاد بطهران ومركز"العالم الإسلامي" العلمي والتعليمي في أصفهان ووصيته ومجموعة مختارة من الوثائق وصوره التاريخية.
من خلال قراءة كتاب "أنا محمد حسيني بهشتي"، سيحصل القارئ على فهم شامل وكامل لمحمد حسيني بهشتي ويمكن أن يصبح أكثر دراية بآرائه وآرائه بالإضافة إلى حياته ، خاصةً عندما كان يعيش خارج إيران.
كما جاء في جزء من الكتاب: "أنا محمد حسيني بهشتي، وأحياناً يكتبون بالخطأ اسمي "محمد حسين بهشتي"، واسمي الأول محمد والاسم الأخير مركّب من حسيني وبهشتي. ولدت في عام 1928م في مدينة أصفهان في حي لونبان 2. تعد منطقة العيش الخاصة بنا واحدة من المناطق القديمة جداً في المدينة".
كتاب "أنا محمد حسيني بهشتي" هو سيرة الشهيد بقلمه. يحتوي هذا الكتاب على مقابلتين مع الشهيد بهشتي حول سيرته الذاتية بالإضافة إلى تقريرين عن أنشطة مركز هامبورغ الإسلامي.
وكما ذكرنا يتضمن هذا الكتاب بعض الوثائق في أرشيفه الشخصي، و جزء من سيرته الذاتية من طهران إلى هامبورغ عام 1965م، وصور من مراحل مختلفة من حياته وإرادته.
مائة دقيقة حتى الجنة
كتاب "مائة دقيقة حتى الجنة" من تأليف مجید تولایي، وهو مائة قصة قصيرة ولكن عميقة من حياة الشهيد محمد حسيني بهشتي مصحوبة بالصور.
الذكريات القصيرة لهذا الكتاب جذابة للغاية وجميلة ومفيدة؛ كتابات عن مسلم حقيقي.
اختيار الذكريات مثير للإعجاب والنبرة التي يستخدمها المؤلف للتعبير عنها جذابة وبليغة. الذكريات قصيرة جدًا ومكتوبة في الخيال. أعني ، هل يمكنك قراءة بعض الأمثلة لهذه الذكريات ولا تتأثر؟
جاء في إحدى الذكريات: "في الصباح، مرت حافلة من أمام منزل بهشتي. ألقوا نظرة وانقلبوا راجعين على متنها وغادروا. لا تقل أنه كان هناك قتال ، قال أحدهم إن البيت السماوي قصر.
قال آخر إنه مكون من ثمانية طوابق. كان السائق عالم لاهوت. لقد أحضرهم جميعًا وقال في المنزل ، انظروا الآن واحكموا".
سیرة الشهید بهشتي
كتاب "سیرة الشهید بهشتي" من تأليف غلامعلي رجایي، وهو السيرة الذاتية ووصف لنضالات الشهيد بهشتي.
يضم الكتاب عدة فصول: الخصائص الفردية، الفضائل الأخلاقية والروحية، الشمولية في الشخصية، في مجال العبادة، النظام السامي، الحبيب والمحبوب، فترة النضال، فترة الإقامة في ألمانيا، النفي والقهر والمعاناة، الآراء ووجهات النظر، الأيام الأخيرة.. ملحق الكتاب يحتوي على صور لوثائق ورسائل. الصفحات الأخيرة مكرسة للتسلسل الزمني للحياة، وقائمة رواة المذكرات، وصور الشهيد بهشتي في مختلف الأعمار ، وقائمة المصادر.
وثائقيات
من جهة أخرى تم إنتاج وثائقيات عن الشهيد آية الله بهشتي منها: "من أجل التاريخ" إخراج إيمان كودرزي، "كان معلماً" من إخراج مصطفى موسوي تبار، "إغتيال سرجشمه" إخراج محمدحسين مهدويان، "بهشتي من أجل الوطن" إخراج محمدرضا هراتي، "قصة الحزب غير المكتملة" إخراج مهدي دزفولي، "ذات شعب" إخراج علي فراهاني.