تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
المرأة صانعة الرجال
يتحدَّثون بافتخار واحترام عن مكتشف الكهرباء وقانون الجاذبية وعن غيرهما من المكتشفين والمخترعين إلاّ أنّ ما أغفله النَّاس ولم يعطوه الأهمية المطلوبة هو المرأة صانعة الرجال. ألا تستحق منّا هذه المرأة الإعزاز والاحترام، ألم تصنع فاطمة حسناً وحسيناً، ألم تصنع المرأة العاشورائية الزوج والإبن ليكونوا فداءُ للإسلام؟ ألم تصنع المرأة المقاومة الرجال لكي يتقدَّموا إلى الشهادة بكل جرأة وشجاعة؟
إن كلّ كلمة تلقيها المرأة في بيتها لها دويّ كبير على نفوس أولادها بل نفس زوجها بالذات، إن كلّ سلوك تقوم به المرأة في أُسرتها له تأثير قوي على سلوك أُسرتها وحتى زوجها، فعلى المجتمع أن لا يستهين بدور المرأة الريادي والصناعي، بل على المرأة ذاتها أن لا تستهين بدورها في صناعة الرجال.
وراء كلّ رجل عظيم إمرأة عظيمة
هذا المعنى أشار إليه السيد القائد (حفظه الله) بقوله:” … إنّ أهم بناء هو بناء الإنسان، ليس بناء جسم الإنسان فقط، بل بناء عواطف الإنسان وأخلاقه، أن يربّين في أحضانهن بشراً دون عقد، وإنساناً صحيحاً وسالماً، تلك هي أهم قيمة لعمل المرأة”، إنّ للمرأة المسلمة في الأُسرة واجبات ومهام، وهي أن تمارس دورها كركن أساسي للأُسرة، وأن تُربي أولادها، وأن تكون عوناً روحياً لزوجها".
ويقول سماحته أيضاً:" خلال مرحلة المواجهة مع نظام الطاغوت في إيران، كان هناك رجالٌ كثيرون يخوضون ساحة الصراع، لكن نساءهم لم تدعهم يكملوا المواجهة، لأنَّهن لم يطقنّ صعوبات المواجهة، ولم يكن لديهن إيثار…وهناك من كانوا على العكس من ذلك، إذ كانت النساء تشجِّعن أزواجهنّ على المواجهة ويقدِّمن لهم العون، ويشكِّلن بذلك الرافد والداعم الروحي لهم ففي عامي 1979 ـ 1978م عندما كانت الشوارع والأزقة، مملوءة بالناس، كان للنساء دورٌ مهم في تعبئة أزواجهنّ وأبنائهنّ وتوجيههم نحو ساحة الصراع والمواجهة والتظاهر” .
النساء سند الرجال في الشدائد
وكذلك قال:" ” … نعم هذا هو دور المرأة وتأثيرها على ابنها وزوجها، .. فتربية الأبناء ودعم الأزواج روحياً ليتمكنوا من اقتحام الساحات الكبرى هو من أهم أعمال المرأة”، في الحقيقة إنّ تاريخ الإسلام عامر بالنساء اللواتي كنّ سنداً روحياً لأزواجهن يوم الشدائد والمحن، وعاشوراء تحمل نماذج نسائية مهمَّة في الدعم الروحي لزوجها وولدها”.
ويعطي مثالا ًعلى أقواله:" انظر إلى ” دلهم بنت عمرو”، زوجة زهير بن القين التي قالت لزوجها عندما حطُّوا رحالهم في ” زرود”، وجاء إليه رسول الإمام الحسين عليه السلام ، فتحيَّر ووجم ولم يعرف جواباً فبادرته قائلة:" سبحان اللَّه أيبعث إليك ابن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم ولا تجيبه، ما ضرَّك لو أتيته فسمعت كلامه ثم انصرفت؟"، فكان موقفها ودعمها الروحي وتشجيعها سبباً لتحويل زهير إلى معسكر الحسين عليه السلام".