الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وستة وستون - ٢٤ يونيو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وستة وستون - ٢٤ يونيو ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

تربية الأولاد : من المبادئ والأصول إلى التطبيق والعمل


الوفاق/ وكالات

إنّ أجمل ما نورث أبناءنا هو إعانتهم على سلوك طريق التكامل العقليّ وطي مراحله؛ ويبدأ ذلك قبل أي شيء بترسيخ قيمة العقل واحترام دوره في حياتهم وفي تصرّفاتهم. ولكي يحترموا عقولهم يجب علينا كمربّين أن نحترمها ونقدّرها أوّلًا. ولأنّ الغالب على الأطفال الطباع والشهوات والأهواء، فمن الطبيعي أن يصدر منهم في هذه المرحلة العمرية الكثير ممّا يمكن أن يكون مخالفًا للعقل؛ فنجدهم منساقين وراء أمور تضرّهم، ولا يلتزمون بأبسط ما ينفعهم. وقد نتشدّد معهم في مثل هذه المواقف إلى الدرجة التي نوحي لهم بأنّهم لا يمتلكون من العقل شيئًا. هذا في حين إنّنا إذا أردنا تقوية عقولهم يجب أن نشعرهم بأهمية ما لديهم من عقل عبر الإشادة بتلك المواقف التي تنسجم معه، وإن كانت قليلة أو نادرة.
إنّ أطفالنا بأمسّ الحاجة إلى اكتشاف هذه القوّة العظيمة التي وهبها الله لهم، خصوصًا في الأوقات التي تكون تلك العوامل السلبية غالبةً على شخصيّتهم ونفوسهم. فإن لم نثق بقدرة الطفل على التفكير وتمييز الحقّ من الباطل والحسن من القبح، فقد يظن أنّه عاجزٌ ولا يمتلك من العقل شيئًا. وشيئًا فشيئًا قد يصبح هذا الظن قناعة راسخة وإن لم يعترف بذلك.
فما أكثر الشباب الذين لا يستعملون هذه الطاقة الإلهية لأنّهم لا يثقون بها! وما أكثر هذه الحالات التي نشأت من تلك المواقف الهدّامة للأهل والمربّين!
فالخطوة الأولى، في طريق التربية العقلية تتطلّب الإشادة المستمرة بالعقل وتمجيده بما هو عقل؛ بمعزل عن مقدار ما يتمتّع به الطفل منه. وبهذه الطريقة قد نتمكّن من ترسيخ أهمية العقل ودوره المحوريّ والمصيريّ في الحياة وجميع شؤونها وتفاصيلها.
أمّا الخطوة الثانية، فتتطلّب ترسيخ الاعتقاد بأنّ العقل فيضٌ إلهيّ، يمكن لنا أن نستدرّه ونستفيضه بواسطة الأفعال الاختيارية، فنحن الذين نحدّد مستوى حياتنا وطاقاتنا العقلية.
ليس العقل في القدرة على حلّ التمارين الحسابية والهندسية، وإن كان ذلك يساعد؛ وليس العقل في المكر والخداع والاحتيال؛ ولا حتى في الذكاء الذي ينشأ من شدّة توجّه النفس واهتمامها؛ بل العقل عبارة عن قدرة التمييز بين النقص والكمال في أي شيء أو موضوع؛ وهذا ما يرتبط باكتشاف كمال الشيء أولًا، إذ يتبعه اكتشاف النقص بحسبه.
هذا أهم ما ورد في كتاب تربية الأولاد: من المبادئ والأصول إلى التطبيق والعمل للكاتب والخبير التربوي السيد عباس نور الدين والذي يتضمن عرض مفصل لأهم مبادئ التربية وأصولها التي تغوص إلى أعماق النفس البشرية وتستكشف قواها وإمكاناتها العظيمة وحاجاتها الأساسية، دون أن يغفل عن النصائح العملية والتطبيقات المفيدة.
إنّه دليل مرشد لكل من يؤمن بهذه القضية كمسؤولية كبرى يجب أن يؤدي أمانتها إلى الله تعالى.

 

البحث
الأرشيف التاريخي