الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وستون - ١٦ يونيو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وستون - ١٦ يونيو ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

الدکتور تبرائيان للوفاق:

فتوى الجهاد الكفائي تخطت ثورة العشرين بأهميتها

الوفاق/ خاص
عبير شمص
في العاشر من حزيران/يونيو من العام 2014م، سيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل، ثم توسع إلى مناطق أخرى تصل مساحاتها الى نحو 40% من الأراضي العراقية، مخلفاً فيها الرعب والقتل والدمار واستباحة الحرمات.
ومع اجتياح عصابات داعش لمحافظات العراق الشمالية و الغربية وتهديدها كل مدن العراق مع انكسار واضح للقوات الأمنية في تلك المناطق، ظهر هناك استقطاب طائفي مقيت وحرب ضد الوحدة الاسلامية لأن الشعارات التي أتت بها عصابات داعش طائفية بحتة وتُهدد كل المقدسات و الأديان والأقليات الموجودة في المجتمع العراقي، وأتت الأحداث في ما بعد لتُثبت هذه النظرية و ما قامت به عصابات داعش في المناطق التي سيطرت عليها بأنها تحمل فكراً هداماً ولا تقف عند حدود دينية أو أخلاقية وأبعد ما تكون عن أخلاق الدين المحمدي الأصيل .
بعد ساعات على الهجوم الإرهابي، أطلقت المرجعية الدينية العليا في العراق المتمثلة بالسيد علي الحسيني السيستاني، فتوى الجهاد الكفائي، وقد أتت هذه الفتوى في مرحلة مبكرة جداً في وقت عمت الفوضى كل شيء تقريباً و كان العراق ذاهب إلى نفقٍ مظلم و الدولة لا تملك حلول في ذلك الوقت والمجتمع منقسم طائفياً في خضم اضطراب الأوضاع . واستطاعت الفتوى المباركة للسيد السيستاني، أن تقلب المعادلة التي قام بها الإرهابيون، وجاءت وفق مبادئ الإسلام المحمدي الأصيل، أراد الإرهابيون بأعمالهم الإجرامية تشويه الإسلام المحمدي فجاؤوا بشعاراتٍ رنانة وخليفة للمسلمين والجهاد وما شابه ذلك، وأرادوا أن يصوروا للعالم أن الإسلام الذي جاء به النبي الأعظم (ص) هو إسلام القتل والحرب والسلب والترهيب والإرهاب.
امتثلت الجماهير العراقية للفتوى الدينية، وقدمت من كل المحافظات العراقية لقتال تنظيم داعش، وأوقفت الزحف الإرهابي، بعد أن نظمت صفوفها وساندت القوات المسلحة لتبدأ بعدها العمليات العسكرية الكبرى.
ضمن هذا السياق وبمناسبة الذكرى السنوية الثامنة على إصدار المرجع اية الله السيستاني ، فتوى الجهاد الكفائي للدفاع عن سيادة العراق ضد مشروع داعش التكفيري الإرهابي المدعوم أمريكياً وصهيونياً بهدف تقسيم العراق إلى دويلات طائفيةٍ وعرقية، أجرت صحيفة الوفاق مقابلة مع الدكتور صفاءالدين تبرائيان وكان الحوار التالي :
المرجعية الدينية صمام أمان المجتمع العراقي
بدأ الدكتور تبرائيان حديثه بالقول: "في متل هذه الأيام العصيّة على المجتمع والدولة العراقية بكاملها، مرّ العراق بمحنةٍ شديدة هددت وحدة شعبه وأراضيه وأيضاً مستقبله السياسي، إنّ فتنة منظمة  داعش الإرهابية امتزجت فيها أبعاد طائفية وسياسية بدعمٍ خارجي واضح يستهدف البنية المجتمعية والنسيج الاجتماعي ووحدة أراضي العراق "، ويكمل حديثه قائلاً:" كل المعادلات التي خططت لصناعة وتسويق تنفيذ المشروع الإرهابي خابت وطبعاً خسرت لأنها لم تحسب حساباً لأهم عنصر قوة استطاع أن يعيد الأمل للعراقيين والهيبة والأمل للشعب والدولة سواء معاً هذا العنصر متمثل بصمام الأمان للمجتمع العراقي، بل للمجتمعات الإسلامية وهو المرجعية الدينية المباركة ".
فتوى الجهاد تخطت ثورة العشرين بأهميتها
ويُضيف شارحاً إلى أن :"  فتوى المرجع آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) تُعد حدثاً تاريخياً عميقاً في تاريخ العراق، وأنا أعتبرها شخصياً بأنها أهم من الانتفاضة الشعبانية التي حدثت في سنة 1991 م وحتى أهم من ثورة العشرين في العام 1920م، وطبعاً  ثورة العشرين قامت بزعامة المرجعية بزعامة الشيخ "محمد تقي الحائري الشيرازي" الميرزا الشيرازي الثاني كما نُسميه، وإنها ليست كأي فتوى تصدر من أي مرجع، فهذه الفتوى عبرت عن هوية المجتمع والتفات الأمة حول دينها و مراجعها، هي فتوى تحمل أبعاد عقائدية وتُعبر عن حقيقة الإيمان الراسخ في وجدان الأمة وضميرها".
 وبيّن الدكتور تبرائيان بأنّ :"هذه الفتوى للدفاع الكفائي صحيح جهادية، لكنها دفاعية في محتواها ومؤداها، وهي عبرت عن هوية الشعب العراقي".
 ويضيف مستذكراً  ما حصل في مدينة كربلاء المقدسة من قبل المجموعات الإرهابية التي تحمل الفكر التكفيري نفسه إذ أنه:" في الزمن السابق حوالي قبل 220 سنة قبل في 1216ه. عندما هجم التكفيريون الوهابيون على مدينة كربلاء المقدسة  في يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة في عيد الغدير، قاموا بإساءات كبيرة وقتلوا  الناس الأبرياء، وهم يصيحون بشعارات وهتافات "اقتلوا المشركين واذبحوا الكافرين".
يُكمل الدكتور شرحه قائلاً : "لقد هاجموا مدينة النجف الأشرف تسع مرات، لكن تصدى سماحة الإمام الشيخ جعفر الجناجي النجفي المعروف بكاشف الغطاء وأيضاً السيد جواد العاملي وهو من لبنان وجميعهم معروفون".
ويشير الدكتور تبرائيان إلى أنه :" تأسست أفواج مقاومة للغزو الوهابي في مدينة النجف الأشرف، والفضل في تأسيس هذه الأفواج يرجع للشيخ  جعفر كاشف الغطاء، فهو أول مرجع تقليد يؤسس أفواج مقاومة للمدافعة عن العتبات المقدسة والروضة الحيدرية الشريفة وتصدوا لهذا الهجوم عبر هذه الفتوى، ففتوى الجهاد الكفائي ليست جديدة، بل هي تعبر عن حقيقة الإيمان الراسخ في وجدان الأمة وضميرها، ففتوى الدفاع الكفائي في محتواها ومؤداها عبرت عن هوية الشعب العراقي وهي الهوية الاسلامية".
وتجدر الإشارة وفقاً للدكتور بأنه بعد سنين من تشكيل المرجع الشيخ كاشف الغطاء لأفواج المقاومة للغزو الوهابي، تصدى سماحة الإمام السيد موسى الصدر لحماية أتباع أهل البيت (ع) في لبنان عبر تأسيس حركة المحرومين وأفواج المقاومة اللبنانية وهي الذراع العسكرية المساعدة لحركة أمل، ومن ثم تشكيل حركة المقاومة الإسلامية في لبنان".
الاستجابة المليونية والسريعة للجماهير العراقية
يشير الدكتور تبرائيان إلى الاستجابة الكبيرة والسريعة من قبل الشعب العراقي للفتوى إذ يقول:" استجابة الجماهير كانت بشكل عجيب، إذ كانت مليونية وسريعة، هاجم تنظيم داعش الإرهابي العراق في ليلة الثلاثاء، بعد يومين وفي يوم الجمعة أعلن الوكيل الشرعي لسماحة السيد السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي  بعد صلاة الجمعة هذه الفتوى المباركة والاستجابة كانت مذهلة وعبرت عن حجم الارتباط المعنوي بين الأمة والمرجعية الدينية ليس الآن فحسب بل على طول التاريخ الذي عاشه المجتمع والظروف التي مر بها".
ويضيف قائلاً:" حاول العدو الذي صنع تنظيمات داعش الإرهابية صنع رأي عام  في المجتمعات الدولية مفادها أن الإسلام دين القتل والذّبح والسّبي، الجريمة الكبرى التي قامت بها هذه التنظيمات الإرهابية  ليست الإساءات والقتل والذبح،  بل هي تشويه  وجه الإسلام الحقيقي المحمدي الرؤوف".
ويؤكد بأنّه: "شكلت الفتوى كانت كما الاستجابة لها انتصاراً على ذلك المشروع الإرهابي الكبير والخطير على سمعة الإسلام والمسلمين، فتبين للجميع أنّ الإسلام دين الأخوة والتسامح والتضحية فها هو المسلم يدافع عن  شرف وكرامة المكونات الدينية العراقية الأخرى من المسيحيين والإيزديين والصابئة وبخاصة في المناطق التي تعرضت للإرهاب"ـ
الفتوى وحدت الشعب العراقي بكافة  مذاهبه
ويلفت بأنّ بعض العلماء اعتبروا أنه بالضرورة والأهمية علينا أن ندافع عن المناطق التي يعيش فيها أتباع أهل البيت (ع)، لكن الفتوى لمّا صدرت كلفت العراقيين بأن يدافعوا عن كل مكوناتهم إن كانوا من أهل السنة أو من أتباع أهل البيت (ع)  أو أي من مكونات المجتمع الأخرى، كما أنّ العدو حاول أن يمزق وحدة المسلمين عبر إظهار هذا التيار التكفيري الإرهابي الإرعابي المتوحش بأنها حرب طائفية  بين المسلمين بين السنة والشيعة، فجاءت الفتوى لتُفشل هذا المشروع الفتنوي، فالشيعي ضحى بحياته من أجل أخيه السني والمواطن السني استقبل أخيه الشيعي بكل أخوةٍ  وتصدى الجميع للدفاع عن وطنهم وهويتهم ووحدة بلدهم فاختلط الدم العراقي بعضه ببعض، فتحقق الانتصار الاجتماعي بوحدة المجتمع  على العدو قبل الانتصار العسكري".
 وختم الدكتور بالقول :" كان نتاج هذا الدفاع  في سبيل الدين والوطن هو ولادة قوة عسكرية عقائدية تحمل روح الاسلام وثبات الوطن ونفحات المرجعية الدينية وهي تأسيس الحشد الشعبي الذي يُعد هذا اليوم صمام أمان لاستقرار الدولة والمجتمع إضافةً للمؤسسات العسكرية والأمنية  الأخرى الموجودة في العراق".

 

البحث
الأرشيف التاريخي