تحت شعار «بالقراءة نرتقي» وبمشاركة أكثر من 500 دار نشر
معرض الدوحة الدولي للكتاب.. لقاء الثقافات والحضارات
الوفاق/ القراءة والكتاب جزءان لا ينفكان من حياة الإنسان، ونشهد إقبال الجمهور الكبير دائماً على معارض الكتاب الدولية، خلال السنة، وفي كل فترة ببلد، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، كما أننا سنشهد إنطلاق معرض الكتاب في بكين يوم الخميس القادم والذي يستمر حتى يوم الأحد، وستكون الجزائر فيه ضيف شرف، ويشارك فيه 1500 ناشر من 56 دولة، أما الحدث الذي الآن نتحدث عنه هو إنطلاق فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الـ32 التي تعد أكبر نسخ المعرض حتى الآن، بمشاركة واسعة بلغت أكثر من 500 دار نشر من 37 دولة ومنها إيران، تحل من بينها السعودية ضيف شرف للمعرض.
إن معرض الدوحة الدولي للكتاب أصبح حدثاً ثقافياً محلياً وعالمياً مهماً جداً لدعم حركة الإبداع والتأليف والنشر على مستوى دولة قطر والعالم العربي.
لطالما مثّل معرض الدوحة الدولي للكتّاب تجمعاً تفاعلياً حيّاً يجمع أهل الكلمة والفن والثقافة بالجمهور، وملتقى متميّزاً لعناصر صناعة الكتاب والنشر لتبادل الخبرات وتعزيز الشراكات، إضافة إلى دوره الأساسي في تعزيز وإثراء علاقة أفراد الأسرة بالكتاب، حيث تتسم هذه النسخة بالفعاليات والأنشطة المنوعة والمخصصة للكبار والأطفال، والتي تتنوع بين التعليم والتثقيف والفن والترفيه، وتوفر البيئة المناسبة لدعم الموهوبين والمبدعين.
بالقراءة نرتقي
إفتتح رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني يوم الإثنين الماضي المعرض الذي تنظمه وزارة الثقافة القطرية خلال الفترة بين 12 و21 يونيو الجاري تحت شعار "بالقراءة نرتقي"، وذلك بحضور عدد من الوزراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية وكبار المسؤولين والضيوف.
نشاطات المعرض
المعرض يضم العديد من العناوين في شتى مجالات المعرفة التي تمكّن القارئ من أن يجد ضالته، كما تقام على هامشه فعاليات تشمل ورشاً في القراءة والرسم والخط وكتابة الرواية والقصة وندوات ثقافية لكبار الأساتذة والأدباء في قطر والعالم العربي وفعاليات لتدشين كتب لكتاب ومؤلفين.
وتضم هذه النسخة من المعرض نحو 180 ألف عنوان و750 ألف كتاب وتحوي 37 ندوة ثقافية وعلمية وأدبية واجتماعية وأمسيات شعرية، و116 فعالية للصالون الثقافي بينها ندوات وجلسات ثقافية وتدشين للإصدارات الجديدة، تبعا للمنظمين.
إلى جانب ذلك، هناك 48 ورشة و87 عرضا من الفعاليات في واحة الأطفال منها ورش فنية ومساحات للأنشطة ومسرح للدمى، وفعالية "الطبخ الحي" التي يقام خلالها 28 عرضاً بمشاركة 28 طاهياً وطاهية لعرض طبخات شعبية ومن ثقافات دول أخرى.
ويبلغ عدد فعاليات الصالون الثقافي 116 فعالية منها، فيما تشهد المنطقة المركزية إقامة بعض من الأعمال الفنية مثل العزف على العود والكمان والفن التشكيلي والتصوير الضوئي.
ولقد أقيمت محاضرات وندوات في اليوم الأول من المعرض تحت عنوان "الإتجاهات الأربعة للقراءة"، و "القراءة الراشدة"، وندوة "آفاق نشر ثقافة الحوار" وورش "خط النسخ"، و "النقطة الساخنة"، و "أنامل ناطقة"، ولقاء مفتوح تحت عنوان "بالقراءة نرتقي"، وكذلك أقيمت أمسية شاعر الجامعات، ومن أبرز فعاليات المسرح ندوة التي أقيمت أمس الثلاثاء، بعنوان "الرؤية المستقبلية لصناعة النشر في الوطن العربي والعالم"، وندوة بعنوان "التكنولوجيا والأدب.. تعقيدات معاصرة وثقافة التعايش"، تُقام يوم الخميس.
كما يشمل البرنامج 48 ورشة عن "تحليل شخصيات القصة"، و"الكتابة الإبداعية"، و"النحو للمؤلفين"، و"السرد في الصحافة"، و"التسويق الرقمي وكيفية استغلال الذكاء الاصطناعي".
وهناك نشاط تفاعلي آخر هو اختبار "تحدي المعرفة"، والذي لن يوسع معرفة المشاركين فحسب، بل سيوفر أيضاً رؤى حول موارد المكتبات الغنية وخدماتها. في نهاية معرض الكتاب، سيتم اختيار فائز محظوظ من بين أصحاب أعلى الدرجات للفوز بجائزة والإحتفال بحبهم للمعرفة والتعلم.
تنوع المواضيع في الجناح الإيراني
يشارك الجناح الوطني لجمهورية إيران الإسلامية في هذا المعرض بهدف توسيع وتطوير إصدارات جمهورية إيران الإسلامية على الساحة الدولية.
وقد تم عرض أفضل الأعمال الإيرانية وقائمة الكتب المناسبة والمتاحة في جناح إيران والتي هي باللغات المختلفة، منها: العربية والإنجليزية والفارسية.
وقد حضرت دار الكتاب والأدب الإيراني في المعرض بكتب حديثة وبموضوعات مختلفة حول الدين والموضوعات الأكاديمية وأدب المقاومة والأدب الكلاسيكي والأدب المعاصر والدراسات الإيرانية والسياحة والتاريخ وتعليم اللغة الفارسية وأدب الأطفال.
السعودية ضيف شرف
وبحسب وزارة الثقافة القطرية، تعد السعودية أول دولة عربية تحل ضيف شرف المعرض على امتداد دوراته، وذلك منذ استحداث دولة ضيف الشرف العام 2014 والتي كان من بينها الولايات المتحدة وتركيا وإيران واليابان وبريطانيا وألمانيا وروسيا وفرنسا.
وقال مدير عام النشر في هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية الدكتور عبداللطيف: إن أهمية المشاركة تأتي من كون هذه المنصة فرصة جميلة لإلتقاء الثقافة السعودية بزائر معرض الدوحة للكتاب ليتعرف أكثر على جوانبها المتعددة. وأضاف الواصل أن معرض الدوحة يعد واحداً من أهم المعارض بالمنطقة ويحظى باهتمام كبير من القيادة والشعب القطري، ويأتي دور السعودية كضيف شرف لنقل الصورة الثقافية للجمهور في قطر وإبراز أهم جوانب الثقافة السعودية، كما أنها دعوة لزيارة بلدنا واستكشاف المزيد على أرض الواقع.
وأشار إلى أن الجناح صمم ليعكس ويبرز القيمة التراثية والأثرية والثقافية الكبيرة في السعودية حيث يحتوي على مقتنيات وتحف تراثية وبعض المخطوطات الموجودة في المكتبة السعودية، وعلى كتب ومؤلفات وعروض أدائية ومسرحية وعروض شعرية وورش عمل للخط العربي وندوات وأنشطة تفاعلية أخرى. وأعتبر الواصل أن الثقافة جزء لا يتجزأ من المجالات الأخرى التي يمكن أن تربط البلدين معاً بعلاقات أوثق.
معارض الكتب والمثقفون
قراءة الكتب تفيد العقل وتجعل القارئ غنيّاً بالمعارف والتجارب والمعلومات، حيث يمكن أن يستفيد منها في وقته الحاضر وفي مستقبله، لذلك يحرص المثقفون على الإطلاع على الكتب الجيدة والمفيدة بين الحين والآخر.
ستفيد القارئ كثيراً عند تناوله مواضيع مختلفة ذات طابع ثقافي متنوع، فهي تمنحه سروراً كبيراً وفائدة، فضلاً عن استفادته عندما يقرأ الكتب المتخصصة في مجاله الذي يتخصص فيه.
تحتوي الكتب عادة على الكثير من الرؤى والمعارف والدروس المهمة، فكلما قرأ الشخص أكثر ازدادت حصيلته المعرفية، واستطاع أن يتعامل مع مواقف الحياة، فليس هناك شيء يفيد العقل كالفائدة التي يحصلها عند قراءة الكتب، فكلما تُقام معارض الكتب الدولية في منطقتنا، نستفيد منها أكثر، بما أن المعارض هي ملتقى الثقافات والحضارات.