الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وخمسة وخمسون - ١١ يونيو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وخمسة وخمسون - ١١ يونيو ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

الشباب بحاجة إلى تحديث أسلوبنا الخطابي والتثقيفي

الوفاق/ خاص
كسرى الخطيب
الشباب والقبول التعبّدي
كما رأينا وقرأنا وإطّلعنا عن العقود الماضية، أنّ الفضائل الإجتماعية والدينية كانت تنتقل من الجد إلى الأب ومن الأب إلى الأحفاد جيلاً بعد جيل وكانت الأجيال الجديدة تقتنع بالتعاليم الإسلامية والفضائل الإجتماعية إحتراماً للجيل السابق. العلماء يُسمّون هذا النوع من الإقتناع، بالقبول التعبدي والذي لا إستدلال فيه إلا من النوع البسيط.
الجيل الجديد والسوشيال ميديا
يختلف الجيل الجديد والذي هو غارق في المعلومات الإفتراضية الصحيحة والخاطئة التي تصله من خلال السوشيال ميديا عن الأجيال السابقة التي كانت تتعرض للشبهات جدا.
يحتاج الجيل الجديد الحوار الإقناعي الإستدلالي وبلغته المعاصرة والشبابية لإدامة مسير الأجيال السابقة على درب الفضائل الأخلاقية والإجتماعية والدينية.
كيف يمكن تقريب الشباب؟
اليوم لانستيطع أن نُقنِع الشباب باللغة القديمة الجافّة بل علينا تقريبهم من الفضائل المجتمعية من خلال الإقناع الإستدلالي وبلغة شبابية.
هذا الأمر واضح جداً ولكن كيف يتسنى لنا ذلك الأمر؟ يجب عليّ أن أشرح شيئاً مهماً قبل أن أردّ على السؤال إيضاحاً للظروف التي يعيشها الشباب المسلم. اليوم ينظر بعض الشباب المسلم إلى الغرب كإدارة مثالية لشؤون الحياة البشرية حيث تمكّن الغربيون من تحقيق إنجازاته الصناعية والتقنية والعلمية ويزعم أنّه لا معاناة إجتماعية ولا إقتصادية ولا ثقافية في الغرب.
قدرات الشباب الفكرية في عصرنا تختلف عن السابق
من الأمور الهامّة جداً هو البحث عن الفلسفة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية للأحكام الإسلامية مع ذكر الأدلّة التي تُثبت أنّ الدين الإلهي جاء ليقود حياة البشرية وفي حواراتنا مع الشباب يجب أن نأتي بهذه الأدلة ليعرفوا الإسلام كبرنامج كامل وشامل لتحسين شؤون المجتمعات الإسلامية.
الفارق بين منهجية الفلاسفة والأنبياء
الشهيد مطهري في كتابه "عشر خطابات" يُشير إلى رواية نبوية تقول: "نحن معاشر الأنبياء أُمرنا على أن نُكلّم الناس على قدر عقولهم".
ثم يشرح المفكر الشهيد هذه الرواية الشريفة ويقول: هذه الرواية تُشير إلى أنّ الأنبياء كانوا ينظرون إلى القدرات الفكرية والمعرفية للناس في خطاباتهم لهم.  على سبيل المثال، لم يكن الأنبياء يخاطبون الحكيم كما كانوا يخاطبون الإنسان الأمي العادي. هناك فرق واضح بين منهجيتي الأنبياء و الفلاسفة حيث الفلاسفة يخاطبون الآخرين بلغتهم الجافّة العقلية والتي لم ولا تدركها إلى فئة معيّنة من المثقفين والأنبياء كانوا يُخاطبون كلّ فئة بقدر عقولهم حيث لم يتركوا فئة
ويشتغلوا بالحوار مع فئة.
ضرورة تغيير الأسلوب
الكل يُصدّقون ويُؤيّدون أنّ الجيل الجديد قدرته التحليلية والفكرية لا تساوي القدرات التحليلية التي كانت تحظى بها الأجيال السابقة فإستدلالاً بالرواية النبوية يجب أن نُغيّر أسلوبنا الجاف إلى أسلوب شبابي في خطاباتنا لهم حتى يقتربوا من التعاليم الإسلامية والفضائل الإجتماعية وأن لا نقول لهم: إقبلوا الأمور بدون إستدلال كما قبل بعض من سابقيكم.
الإمام الخامنئي وإدراك أهمية هذا الموضوع
أشار سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) في خطابه بمناسبة ذكرى رحيل قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني (قدس) إلى مسألة ضرورة إستخدام المناهج والأساليب الحديثة في الأعمال التثقيفية وخاصّة أشار إلى مسألة إستخدام الذكاء الإصطناعي والتكنولوجيا الحديثة كما يستخدمها الغرب. الإمام الخامنئي كقائد حكيم وكأب يشرف على تربية الأولاد أدرك أهميّة هذا الموضوع لأنّ اللغة القديمة والجافة لم تعد مؤثرة على أذهان الشباب.
أسلوب الشهيد مطهري والسيدمحمد باقر الصدر
اليوم نحن بحاجة إلى أسلوب السيد محمد باقر الصدر والذي كان يؤلف عن الأمور الحديثة التي تحتاجها المجتمعات الإسلامية في زمن كان يشتغل بعض من العلماء لمدة سنوات بأمور فقه الطهارة والصلاة وكان يُقرّب الشباب عقلاً وقلباً من الدين.
 اليوم نحن بحاجة إلى منهج المفكر الشهيد مرتضى مطهري والذي كانوا يقولون عنه لا شبهة علمية تحدث في عصر مطهري إلّا وردّ عليه بأسلوب منطقي وشبابي. نحن اليوم بحاجة إلى الذين كانوا يعرفون الغرب والفسلفة الغربية ومجتمعات الغرب أفضل من أنفس الغربيين وكانوا ينتقدونها بطريقة تُقرّب الشباب إلى الحق وتُبعدهم عن ضلال الغرب.
يُتبع..

 

البحث
الأرشيف التاريخي