بعد فشل الإتفاق على بيان ختامي لمؤتمر لاهاي..
خلافات جوهرية في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية
الوفاق/وكالات- فشلت الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في الاتفاق على البيان الختامي لمؤتمر "استعراض سير العمل باتفاقية الأسلحة الكيميائية". وعُقدت الدورة الخامسة لمؤتمر "استعراض سير العمل باتفاقية الأسلحة الكيميائية" في لاهاي، خلال الفترة من 15 إلى 19 مايو.
وقالت المنظمة في تغريدة على "تويتر": "انتهى المؤتمر الاستعراضي الخامس لمراجعة عمل اتفاقية الأسلحة الكيميائية، ولم يتم الاتفاق على البيان الختامي النهائي من قبل الدول المشاركة".
وقال المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فرناندو أرياس، خلال المؤتمر: "في ظل عدم وجود بيان ختامي، فإن العمل المشترك والوثائق الوطنية، ستوفر التوجيه الاستراتيجي للسنوات القادمة".
وثيقة نهائية
وهذه المرة الثانية على التوالي التي يخفق فيها الاجتماع الذي يعقد كل خمس سنوات في التوصل إلى وثيقة نهائية تحدد أولويات الهيئة الحائزة نوبل السلام.
وأملت المنظمة في التوصل إلى اتفاق بشأن دورها المستقبلي مع انتهاء الولايات المتحدة من تدمير ما تبقى من ترسانة الأسلحة الكيميائية المعلنة في العالم بحلول سبتمبر/أيلول.
وبدأ الاجتماع، الإثنين، بتحذير من الممثلة العليا للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح إيزومي ناكاميتسو من أن استخدام الأسلحة السامة يهدد بتقويض مكاسب تم تحقيقها بصعوبة منذ تطبيق معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية
عام 1997.
تسييس المنظمة
ولم يصادق كل من الكيان الصهيوني ودول مصر وكوريا الشمالية وجنوب السودان على المعاهدة. وأثناء الاجتماع، اتهمت روسيا الإثنين الغرب بـ"تسييس" المنظمة، خصوصاً عبر تبنيها سلطات جديدة تسمح لها بتحديد الجيش السوري كمسؤول عن عدة هجمات كيميائية، في حين ان الوثائق والأدلة تثبت أن الإرهابيين هم من استخدموا الكيميائي في سوريا ضد المدنيين. وأوضحت السفارة الروسية في هولندا، والبعثة الروسية الدائمة بدوام جزئي لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أنه لا يمكن اعتماد البيان الختامي بسبب وجود خلافات جوهرية بين أعضاء المنظمة. ووفقا لبيان البعثة الدبلوماسية الروسية عقب المؤتمر: "لم يكن مسار الأنغلوساكسون مع الفرنسيين لعزل روسيا ناجحا. وخلال الاقتراع السري على إحدى القضايا المدرجة على جدول الأعمال، اتضح أن روسيا تحظى بدعم ما يقرب من ثلث جميع المشاركين الحاضرين في المؤتمر".
وكانت قد طلبت البعثة الروسية الدائمة لدى الأمم المتحدة عقد اجتماع غير رسمي لمجلس الأمن الدولي حول "صيغة آريا" الجمعة، لبحث مشكلة تسييس عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وذلك في إطار حدث يحمل عنوان "مخاطر تسييس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية".
إتهامات بالتسييس
وتكاثرت الإتهامات الموجهة نحو المنظمة المسؤولة عن نزع جميع الأسلحة الكيميائية من دول العالم، حيث إنتقدت كل من ايران والصين وسوريا وروسيا ومصر والعديد من الدول الأخرى إقدام المنظمة على تسييس مواقفها إزاء دول بعينها بما يخدم مصالح دول تهيمن على المنظمة (أمريكا).
فكان قد قال مطلع العام السفير والمندوب الدائم للجمهورية الاسلامية الايرانية لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني بشأن الإتهامات التي تكيلها بعض الدول في المنظمة للحكومة السورية بشأن الهجمات الكيميائية التي نفذها في الواقع الارهابيين في هذا البلد: ما زلنا نعتقد أن تسييس المعاهدة واستخدام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لأغراض سياسية فقط يعرض للخطر ويضر بمصداقية المنظمة والمعاهدة. وأوضح: أن سوريا ترسل بانتظام تقاريرها الشهرية إلى المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وكان آخرها في 15 كانون الأول (ديسمبر) 2022، والذي تضمن تقريراً كاملاً عن جهود الدولة في تدمير الأسلحة الكيماوية ومنشآت انتاجها.
تحذير صيني
وسبقت هذه الإنتقادات التحذيرات الصينية، حيث حذر مبعوث صيني العام المنصرم من تسييس عمل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وقال المستشار شينغ جي شنغ من بعثة الصين الدائمة لدى الأمم المتحدة إن التحقيق والتعامل مع الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية يجب أن يتبع بدقة متطلبات اتفاقية الأسلحة الكيميائية، ويحترم العلم والحقائق، ويضمن الامتثال للإجراءات، ويستند للأدلة والاستنتاجات التي تتسم بالموثوقية والمصداقية. وأكد لمجلس الأمن الدولي أن الشكوك لا تزال كثيرة بشأن مصادر المعلومات وطريقة العمل واستكمال سلسلة الأدلة الواردة في تقرير بعثة تقصي الحقائق بشأن الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية في دوما بسوريا، ولم يتم حتى الآن تبديد تلك الشكوك، وهذا سيؤثر بشكل دائم على مصداقية عمل بعثة تقصي الحقائق.