الشهيد محمد بلباسي.. حامل لواء شهداء خان طومان
يُعتبر الشهيد محمد بلباسي من أشهر شهداء الدفاع المقدس في سوريا والذي نال وسام الشهادة في منطقة خان طومان في معركة عنيفة مع التكفيريين.
المولد والنشأة
كانت ولادته متزامنة مع إنتصار الثورة الإسلامية في عام 1979م، نشأ وترعرع في عائلة متديّنة في محافظة مازندران والتي تقع شمال إيران.
وقد عرّف الشهيد المدافع عن الحرم محمد بلباسي عن نفسه في وصيته على النحو التالي: " كان الدي الراحل من قدامى المحاربين في الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد ربتني والدتي على حب ومعرفة الأئمة الأطهار (ع)، وعلى جعل محبة وإطاعة الولي الفقيه من أساس مبادئ حياتنا، باقتراح من والدي الغالي تزوجت من فتاة مؤمنة وعفيفة، أثمر زواجنا عن ثلاثة أطفال هم فاطمة وحسن ومهدي
الشهيد بلباسى.. من جهاد البناء إلى الجهاد الكفائي
قالت عنه زوجته: "حينما كان "محمد" طالباً جامعياً، كان يغتنم كلّ فرصة للقيام بجهاد البناء وذلك عبر إرسال ومرافقة طلاب الجامعات إلى المناطق المحرومة لتحسين البنى التحية في البلاد خاصّة في فصل الصيف في أوقات العطلة الدراسية."
وتشير زوجة الشهيد إلى إحدى ذكريات السيد القائد(حفظه الله) قائلةً: حينما كان يتولّى رئاسة الجمهورية في البلاد قال: "لو يأمرني الإمام الخميني(قدس) (بعدما تنتهي مدة رئاستي) بأن أذهب إلى أبعد قرية في إيران وأعمل هناك سوف أمتثل أمره من دون تراخي" ، لذلك لبى الشهيد بلباسي أمر السيد القائد رغم أنّه كان خرّيج جامعة وكان حاضراً بشكل مستمرّ في كل الساحات التي إقتضت حضوره ، فعلى سبيل المثال يمكنني الإشارة إلى تواجد الشهيد بلباسي في المناطق التي ضربتها الفيضانات أو الهزّات الأرضية أو الكوارث الطبيعية وغيرها من الحوادث".
كما تحدث شقيقه عن أخلاق الشهيد قائلاً: "إنّه كان بعيداً عن كلّ أنواع التكبّر ولم تغرّه الدنيا بغروره، وكان جميع قادة الحرس الثوري يحترمونه كثيراً". استشهد الشهيد حامل لواء شهادة خان طومان على يد الإرهابيين التكفيريين في 17 أيار 2015 مع 12 من رفاقه.
وصية الشهيد
جاء في وصيته:" في هذا الزمن الذي أصبحت الجمهورية الإسلامية أم القرى في العالم الإسلامي وفيما يعاني مسلمو العالم من شر الملوك والمستكبرين، تُشكّل جبهة المقاومة الإسلامية أملاً كبيراً عند المسلمين.
ألفت أنظاركم إلى هذه المسألة وهي أنّ الإستكبار العالمي يهدف تشويه سمعة الإسلام الحنيف، يقوم ببث الصور والأفلام عن تورّط الجماعات التكفيرية في القتل الجماعي للنساء والأطفال والأبرياء عبر وسائل إعلامه الكذّابة التي تحاول ضرب الإسلام وإلقاء الحقد في قلوب الناس في أوروبا. هؤلاء الأعداء يستخدمون سلسلة دعايات مزيّفة حتى يتمكّنوا من إقناع الأوروبيين بأنّ تواجد الغرب في البلدان الإسلامية بهدف مكافحة الإرهاب والتصدي لتدمير أوروبا على أيديهم.