وقوى الحرية والتغيير تطالب بوقف فوري للحرب
عدا أجزاء من الخرطوم.. حالة من الهدوء تسود الولايات السودانية
أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية استقرار الوضع في جميع ولايات البلاد، عدا بعض الاشتباكات مع مجموعات من قوات الدعم السريع في بعض أجزاء العاصمة.
وأوضحت القيادة العامة السودانية - في بيان، الثلاثاء، أن القوات المسلحة اشتبكت مع مجموعة من قوات الدعم السريع في منطقة بحري، ودمرت أربع عربات مسلحة، مشيرة إلى استمرار الدعم السريع في أعمال نهب البنوك والمحلات التجارية، وسرقة ممتلكات المواطنين في أماكن تمركزاتها وسط الأحياء السكنية بالعاصمة.
القوات العسكرية في كامل جاهزيتها
وأشارت إلى أن القوات المسلحة ترصد تحركات لمجموعات من قوات الدعم السريع، والقوات في كامل جاهزيتها للتعامل مع أي مخططات تنوي قوات الدعم السريع القيام بها، مؤكدة تقيدها بقواعد الاشتباك والقانون الدولي الإنساني، وإدانة الانتهاكات المتواصلة له من قبل قوات الدعم السريع.
وجددت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية الدعوة لأفراد قوات الدعم بالكف عن "التمادي في مؤامرة التمرد الفاشلة"، والاستفادة من عفو القائد العام والتبليغ لأقرب وحدة عسكرية، وتشير إلى الاستعداد لتسهيل ترحيل المرتزقة الأجانب إلى بلادهم في حالة تسليمهم.
معظم سكان الخرطوم يفرون
وخلال مداخلة هاتفية على شاشة "القاهرة الإخبارية"، قال البرهان: أنّ قوات الدعم السريع "تحتمي بالمواطنين في مساكنهم، وفي مراكز الخدمات، وفي كل ما يمكن أن يعود بالأمن والأمان على المواطنين".
وأوضح: أنّ "معظم سكان الخرطوم فروا من تسلط قوات الدعم السريع على مساكنهم وبيوتهم ومدخراتهم".
كما شدّد على أنّ "الشعب السوداني قال كلمته ضد ما تقوم به قوات الدعم السريع"، لافتاً إلى أنّ "الجميع يتحدث عن أدوارهم السلبية"، حسب قوله.
وأشار البرهان إلى هجوم الدعم السريع على مقار منظمة "اليونيسيف" والاتحاد الأفريقي، وكل المقار التي تقدم الخدمات، حتى الخدمات الإنسانية.
وأكّد أهمية تثبيت الهدنة وخروج قوات الدعم السريع ثم تقديم الخدمات، مضيفاً: أنّ القوات السودانية المسلحة قدّمت "العديد من الخدمات، وساعدت في إجلاء البعثات الدبلوماسية، ولا تعترض على تقديم الخدمات الإنسانية".
دعم مباحثات جدّة المشتركة
في غضون ذلك، طالبت قوى الحرية والتغيير في السودان، قيادة الجيش وقوات الدعم السريع "بالوقف الفوري للحرب لما لها من آثار سلبية على تفاقم الأوضاع في البلاد".
وأكدت قوى الحرية والتغيير في بيانها، موقفها الثابت "غير الخاضع لأي مزايدات أو ابتزاز بوجوب إنهاء هذه الحرب وإيقافها فوراً ودعم المباحثات المشتركة بين طرفيها في مدينة جدة وفق المبادرة السعودية- الأميركية، وصولاً إلى وقف إطلاق النار وحل القضايا الخلافية، وذلك عبر حل سياسي شامل يقود إلى السلام والعدالة وإلى تحول مدني ديمقراطي".
وأضاف البيان: "ترصد قوى الحرية والتغيير مخططات النظام المباد وحزبه المحلول، الهادفة لنقل الحرب إلى مناطق أخرى، وتحويلها إلى حرب أهلية من خلال إثارة الفتن القبلية، واستغلال غياب مؤسسات الدولة".
وتوجه وفدا الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، يوم الجمعة الماضي، إلى مدينة جدة غربي السعودية، لبدء المفاوضات بينهما.
وفي وقتٍ سابق، أفاد مصدر دبلوماسي سعودي مطلع على مفاوضات الأطراف السودانية في جدة بالسعودية، بأنّ مفاوضات وقف إطلاق النار بين الطرفين المتحاربين، الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، "لم تحرز تقدماً كبيراً"، ما يضعف الآمال في التوصل إلى وقف سريع للاقتتال في هذا البلد.
البرهان يتهم حميدتي بــاستخدام" مرتزقة"
إلى ذلك أكد قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، خلال مباحثات مع رئيس الاتحاد الأفريقي غزالي عثماني، على ما وصفها بالأفعال الإجرامية التي تقوم بها ميليشيا الدعم السريع المتمردة وقيام قائدها بالاستعانة بمرتزقة من بعض الدول.
وأعلن البرهان، "جاهزيته لأي مبادرة من شأنها وقف النهب والسلب وتخريب البنية التحتية في السودان".
من جانبه، أكد رئيس الاتحاد الأفريقي، غزالي عثماني، “دعمه للمحادثات السودانية في مدينة جدة السعودية، واعداً بإرسال مبعوث خاص من الاتحاد الأفريقي للمشاركة فيها.
أردوغان يبحث الوضع السوداني مع" البرهان"
في السياق، بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان التطورات في السودان.
وأعرب أردوغان للبرهان عن قلقه من زيادة عدد الضحايا والمصابين جراء "اقتتال الأشقاء" في السودان.
الرئيس التركي أبلغ البرهان أيضا أنه في حال التوصل لقرار بدء مفاوضات شاملة في السودان فإن بلاده على استعداد لاستضافتها.
وأكد أردوغان مواصلة تركيا جهودها بالتنسيق مع الأمم المتحدة لتأمين الاحتياجات الإنسانية العاجلة للشعب السوداني. كما بحث الجانبان التطورات المتعلقة بأمن المواطنين الأتراك في السودان، وعمليات إجلائهم من هناك.
وتتواصل منذ 15 أبريل الماضي اشتباكات في ولايات بالسودان بين الجيش، وقوات "الدعم السريع"، تبادل فيها الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عنها عقب توجه فرق تابعة لكل منهما للسيطرة على مراكز تابعة للآخر.