الرئيس الشهيد الصماد... مهندس النصر اليمني
الوفاق/ خاص - لم يكن يوم 19 نيسان/ أبريل عام 2018 إلا فاتحة مرحلة جديدة من المواجهة، وصلت ذروتها بعد 4 سنوات، حين غلبت على وسائل الإعلام العالمية مشاهد النيران في العمق السعودي والاماراتي وفي أكثر المنشآت إيلاماً، معترفة أنّ مَن شلّ المشاريع الممولة للحرب هي طائرات الصماد "الذي لم يمت".
الصماد القائد التوافقي
تميّز الشهيد الرئيس في مرحلة العدوان بحضوره الأبرز تحشيداً للشعب، وتطويراً للقدرات والإمكانات الرسمية للدولة نهوضاً بها للتصدي للعدوان، توازياً مع تفانيه في خدمة الشعب، وسعيه الدؤوب لتوحيد الصف الداخلي، إذ كان يملك قدرة فائقة في لملمة الفرقاء وإيجاد الحلول للتقارب وتوحيد الجهود باتجاه التصدي للعدوان، ما جعله هدفاً أساسياً للاستهداف من العدوّ إذ شكّل خطراً كبيراً عليه .
المسؤول الأول.. رئاسة الدولة
كان الرئيس الصماد نموذجاً رائداً في تحمّل المسؤولية، مسؤولية الرجل الأول في رئاسة البلد، ذلك المنصب الذي جاء إليه دون سعياً منه ، بل تقلده بعد إلحاحٍ شديد بدافع استشعاره للمسئولية من منطلقه الإيماني ، لذلك تميّز بالاهتمام بعمله وبنشاطه الدؤوب خدمةً لشعبه الذي عرف عنه سعة صدره رغم ما واجهه - بحكم مسئوليته الكبيرة - في الكثير من التحديات والصعوبات والمشاكل وتحمّل الكثير من الهموم؛ علاوةً على ما واجه من لوم وانتقاد وإساءات. أدرك الشهيد الرئيس عظمة مسئوليته فانطلق بها باذلاً كل ما بوسعه وما لا يستطيع عليه أي مسؤول في التحرّك الجاد والعقلانيّ للنهوض بشعبه لتحقيق خطواتٍ عملاقة رسّخت المعنى الحقيقي لرجل الدولة .
ففي مرحلة رئاسته للدولة، كان الرجل المثالي المتجرّد من تبعات الانبهار بالمنصب والركون عليه واستثماره مادياً ومعنوياً، بل رحل عنه وهو لم يملك حتى بيتاً، أو يتخذ لنفسه استثماراً مهما كان صغيراً ، كما فعل من وصلوا للمنصب قبله نهباً لأموال الشعب، وامتلاكاً لمدن وشركات تجارية استثمارية ، وعمّروا القصور، وخرجوا من مناصبهم يحملون الخزي والعار والأوزار الكبيرة جرّاء ظلمهم لشعبهم الذي أفقروه ونهبوا ثرواته .
عملية الاغتيال
بعد أعوام من المطاردة والملاحقة، ووضعه في مرتبة "المطلوب الثاني"، وتخصيص جائزة مقدارها 20 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، تمكّن التحالف السعودي ضدّ اليمن من اغتيال الرئيس الصمّاد، في 19 نيسان/أبريل 2018، وذلك بُعيد انتهائه من لقاء مكشوف ومعلن، عقده مع السلطات المحلّية في محافظة الحديدة، حيث ألقى خطاباً مفصلياً من عمق المحافظات الجنوبية، التي يراهن عليها التحالف ويسعى لضرب بيئتها، بعد أن أزّم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية فيها، كنوع من الضغط كي يحظى ببعض ما عجز ويعجز عنه
في الجبهات.