سيرة القائد الراحل العلامة سماحة الشيخ عبد الأمير الجمري
«نسيج الحصارات»
يتكلم الكتاب عن الحصارات (الإقامات الجبرية) التي نفذتها السلطات الخليفية على منزل القائد الراحل العلامة والأب سماحة الشيخ عبد الأمير الجمري في انتفاضة الكرامة أيّ منتصف التسعينات من القرن الماضيّ. بغيّة منعه من الالتقاء بالشعب، وتقييد عملهُ السياسي المناوئ للديكتاتورية الخليفية آنذاك، كما يتكلم الكتاب عن محطات هامّة عاصرها سماحة الأب الشيخ عبد الأمير الجمري في حياته.
يتحدث كتاب عن "نسيج الحِصارات" عن سيرة الشيخ عبد الأمير منصور الجمري للروائي والفوتوغرافي والكاتب حسين المحروس، صدرت هذه السيرة في 2020 وهي تروي حكاية الشيخ الجمري عبر موضوع الحِصارات(الإقامات الجبرية) التي نفذتها السلطات الخليفية على منزل القائد الراحل العلامة سماحة الشيخ عبد الأمير الجمري في انتفاضة الكرامة أيّ منتصف التسعينات من القرن الماضيّ. بغيّة منعهُ من الالتقاء بالشعب، وتقييد عملهُ السياسي المناوئ للديكتاتورية الخليفية آنذاك، كما يتكلم الكتاب عن محطات هامّة عاصرها سماحة الأب الشيخ عبد الأمير الجمري في حياته.
مرّ الشيخ الجمري بحِصاراتٍ كثيرة، وقد استلهم الكاتب من هذه الحِصارات عناوين فصول هذه السيرة، من الحِصار الأول الذي كان في شهر أبريل 1995 وكانت مدَّته 15 يوماً، إلى الحِصار الثاني في العام نفسه 1995 ومدته يوم ونصف اليوم، ثم الحِصار الثالث ومدَّته سبعة أيام في شهر يناير من العام 1996، ثم الحِصار الرابع الذي استمرّ سنة وسبعة أشهر من العام 1999 حتى العام 2001، والحِصار الأخير هو حِصار المرض في العام 2000 إلى 2006.
تُشكّل هذه الحِصارات مفاصل في سيرة الشيخ الجمري، يروي لنا الكاتب أحداث هذه الحِصارات من زاوية بيت الشيخ حيث بؤرة السرد، ومن خلال هذا البيت يُطلّ علينا السارِد بما يحدث في هذا البيت، ويسترجع سيرة الشيخ الطويلة من ولادته إلى نشأته بين النسَّاجين في بني جمرة إلى دروسه الدينية، ومن ثم انتقاله إلى النجف وترشّحه للبرلمان في 1973 إلى تسلّمه وظيفة القضاء في الثمانينات، ومشاركته بعد ذلك في العريضة الشعبية والعريضة النخبوية في التسعينات وقيادته ثورة الكرامة في التسعينات، وصولاً إلى الميثاق ودخول الشيخ في حال الغيبوبة والمرض.
مَن هو الراوي العليم بتفاصيل الحياة في البيت وحِصاراته؟ هي سيّدة البيت أمّ جميل، زهراء حفيدة الملّا عطية الجمري الذي صاغ بشعره مُخيّلتنا الكربلائية، أمّ جميل سيّدة الرواية في هذه السيرة، تُخبرنا بما يحدث في هذا الحِصار وكيف واجهته العائلة، والحال النفسية للعائلة خلال هذه الحِصارات، تروي الدقائق من حياة الشيخ الجمري، وتروي لنا أنفاسه في هذا الحِصار والحال الإنسانية التي مرَّت بها هذه العائلة، والمِحنة التي خاضتها من خلال هذه الحِصارات، وتروي لنا شيئاً آخر هو تاريخ هذه الحِصارات، لماذا هذا الحِصار على بيت الشيخ الجمري؟ ماذا قدَّمت هذه العائلة؟ ما سرّ هذا البلاء؟ وهذه المِحنة وهذه الحِصارات؟ ولماذا تلاحق أجداد هذه العائلة المِحَن والحِصارات والهجرات؟
في هذا السرد الرائع والمُمتع، يتكشَّف لنا نسيجٌ آخر، ليس نسيج الحِصار فقط، إنما نسيج التاريخ الذي أنتج هذه الحِصارات، وأعني به نسيج تاريخ الاضطهاد والنضال والمِحنة التي مرّ بها شعب البحرين منذ العشرينات وما قبلها من السبعينات والثمانينات والتسعينات. هناك أحداث في غاية الأهمية وقعت في البحرين وهي تمثّل نسيجاً واحداً، لأنها تنتمي إلى عقدةٍ واحدةٍ قد نُسِجَت منذ عهد عيسى بن علي الذي استمرّ منذ العام 1869 إلى العام 1923 وهو العام الذي عُزِل فيه بالقوّة البريطانية. هذا وتمتدّ سيرة الشيخ الجمري في هذا الكتاب إلى مناطق عميقة، جديرة بالاهتمام، فالعائلة مُركّبة أيضاً من حِصارات، مَن يروي لنا هذا التاريخ هي أمّ جميل التي كانت تنسج حكاية هذه الحِصارات، كانت تفسِّر لنا سبب هذا الحِصار بأنه امتداد لهذه الحِصارات، كانت تقوم بِحَبْك التاريخ البعيد لكي نفهم هذا التاريخ القريب، وهي تربط اللاحق من الحِصار بالسابق من الهجرة.