«الهوتة»… رواية جديدة ترصد أثر الإرهاب وتداعياته على المجتمع
(الهوتة)… رواية جديدة للأديبة نجاح إبراهيم تلخص فيها تداعيات الحرب الإرهابية على سورية وتحولاتها، وما رافقها من مآسٍ وشقاءٍ وهجرٍ ومواجهةٍ. واستطاعت الأديبة إبراهيم في محاور متعددة أن تعدل في طرحها بين المتمسكين بوطنهم في سورية وبين الفاسدين الذين تظاهروا وخانوه في أعماقهم دون أن يتفكك الحدث المتصاعد عبر الخط البياني الذي تكونت حوله الرواية. الروائية إبراهيم أشارت إلى تهجير الشرفاء من بلدانهم إلى بلدان أخرى كما حدث مع حامد الذي ترك قريته في الحسكة بسبب الضغوطات التي تعرض لها من ظلم إرهابيي (داعش)، وجاء إلى دمشق ليعيش حالات متغيرة ومتناقضة ويتحمل الشقاء بمفرده بعيداً عن أهله وأخوته
في المالكية.
ولفتت الأديبة إبراهيم في روايتها إلى فروقات العيش بين الريف والمدينة واختلاف العادات والتقاليد، من خلال ما تعرض إليه بطل الرواية حامد الذي عاش مع لمياء حالات عاطفية وإنسانية متعددة. وبعد الاتهامات الباطلة التي تعرض لها حامد وتداعيات الذكريات والخطف جاءت آلام الغربة بعد السفر إلى روسيا، فظلت سورية ودمشق في داخله التي شاركته في حبهما جارته
بهار.
ومن خلال بهار ركزت الأديبة إبراهيم على الوحدة الوطنية، فأظهرت حالة حب كبيرة بين بهار التي هاجرت بسبب تنكيل (داعش) من عفرين إلى روسيا، وبين حامد ابن محافظة الحسكة من خلال ما دار بينهما من أحاديث وما تبادلاه من عواطف صادقة ومحبة كبيرة انتهت في غياهب المجهول، لتترك الأديبة الخاتمة في الألم والوجع والانتظار. الرواية التي فازت بجائزة حنا مينا من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب تعتبر من أهم الروايات التي سلطت الضوء على تداعيات الحرب الإرهابية وما نتج عنها، ولمؤلفتها عدد من المنشورات منها في مجال القصة (المجد في الكيس الأسود) و(حوار الصمت) و(أهدى من قطاة) وفي الرواية (عطش الإسفيدار) و(إيمار) وفي النقد (أصابع السرطان) وغيرها، والأديبة عضو اتحاد الكتاب العرب وأمينة تحرير جريدة الأسبوع الأدبي وعضو مجلس الاتحاد، ونالت العديد من الجوائز
والتكريم.