خروق مستمرة للهدنة.. والجيش يتهم جهات داخلية وخارجية بالتآمر
ماهي شروط البرهان وحميدتي لإنهاء الصراع في السودان؟
تحدث كل من قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عن شروطهما للتفاوض وإنهاء الصراع في البلاد.
وقال البرهان، إنه لا يمكن الجلوس مع حميدتي لأنه يقود "تمردا ويجب إنهاؤه".
وتابع: "لا مجال لهذه المليشيا إلا الزوال عبر التفاوض في كيفية استيعابها داخل القوات المسلحة أو قتالها من كافة الشعب السوداني".
وأردف البرهان أن "الجيش يسيطر على كل السودان عدا بؤر قليلة في دارفور سيتم حسمها قريبا".
من جهته، صرح حميدتي بأنه يعتبر وقف العمليات القتالية شرطا للمفاوضات مع البرهان.
وقال: "لا نريد تدمير السودان"، محملا الطرف الآخر مسؤولية العنف في البلاد.
وبشأن احتمال المفاوضات مع البرهان، قال دقلو: "وقف القتال. ثم يمكن أن تكون لدينا مفاوضات".
معارك عنيفة في محيط قيادة الجيش والقصر الجمهوري
كما أفادت وسائل إعلام في السودان بأن مضادات الطيران التابعة لقوات الدعم السريع فتحت نيرانها ردا على تحليق لسلاح الجو السوداني بالخرطوم بحري في ساعات الصباح الأولى من يوم السبت، بعد أن خيم الهدوء على العاصمة السودانية الخرطوم ليلة الجمعة.
وأوضحت أن معارك عنيفة دارت بالأسلحة الثقيلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم في محيط قيادة الجيش والقصر الجمهوري في الخرطوم السبت. وتواصلت المعارك في الخرطوم وفي إقليم دارفور غرب السودان، رغم إعلان تمديد الهدنة في النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المستمر منذ منتصف الشهر الجاري والذي أودى بحياة مئات الأشخاص.وقد جددت قوات الدعم السريع التزامها بالهدنة الإنسانية لفتح ممرات آمنة للمواطنين وتسهيل إجلاء الرعايا الأجانب.
واتهمت الجيش السوداني بمهاجمة عدد من مواقع تمركزها بالإضافة إلى أحياء سكنية في الخرطوم.
من جانبه، قال الجيش السوداني إنه أحبط ما كان محاولة فاشلة للاستيلاء على الحكم بقوة المتمردين وبغطاء سياسي، وأضاف أنه يعمل على تهيئة الظروف المناسبة لتتمكن الشرطة وباقي أجهزة الدولة من استئناف عملها.
وأشار الجيش السوداني إلى أن ما وصفه بالتآمر كان كبيرا وخططت له جهات في الداخل والخارج لكن حلقاته تكسرت تحت وطأة صمود وثبات قواتنا، حسب تعبيره.
حصيلة ضحايا المعارك ترتفع
وقدرت الأمم المتحدة عدد ضحايا العنف القبلي في إقليم دارفور غربي البلاد بنحو 100 شخص منذ الاثنين الماضي، كما تحدثت عن رصد توزيع أسلحة على المدنيين.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن حصيلة ضحايا القتال ارتفعت إلى 574 قتيلا مع الكشف الجمعة عن مقتل 74 شخصا في مدينة الجنينة، بينما قالت نقابة أطباء السودان إن عدد القتلى بلغ 411 من المدنيين و2023 مصابا منذ بداية الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع. وتجددت النزاعات القبلية في دارفور بعد اندلاع المعارك بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
زيارة لدول المنطقة
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية عبد الرحمن خليل إن وكيل الوزارة دفع الله الحاج علي سيتوجه إلى الرياض، في زيارة تستمر يومين يلتقي خلالها وزير الخارجية السعودي لنقل رسالة من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إلى القيادة السعودية. وسيتوجه وكيل الخارجية السودانية بعد السعودية إلى القاهرة حيث سيلتقي وزير الخارجية المصري سامح شكري، وينقل رسالة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من البرهان، ويزور بعد القاهرة عددا من العواصم الأفريقية. وفي سياق آخر، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في السودان فولكر بيرتس أن المخرج من الأزمة في السودان الآن هو التوصل إلى هدنة وآلية واضحة لمراقبة تنفيذها.
الجيش يتهم الدعم السريع باغتيال ضباط سابقين
إلى ذلك اتهم الجيش السوداني، السبت، قوات الدعم السريع باغتيال واختطاف عدد من المتقاعدين من ضباط القوات المسلحة والشرطة والأمن، بينما تباينت تصريحات القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بشأن عملية التفاوض. واتهم الجيش السوداني في بيان من وصفهم بالمتمردين "بمواصلة خرق الهدنة، مما تطلب التعامل العسكري من طرف الجيش مع تلك الخروقات".
وأضاف أنّ قوات الدعم السريع واصلت القصف العشوائي في الخرطوم بحري وأم درمان والخرطوم، لإجبار السكان المدنيين على إخلاء هذه المناطق.
كما أشار الجيش السوداني إلى أنّه كبّد "الدعم السريع" خسائر كبيرة في معارك بـ"جبل أولياء"، وإنّه استولى على مُدرّعة إماراتية ومدفعين.
من جهتها، جدّدت قوات الدعم السريع التزامها الكامل بالهدنة الإنسانية المعلنة لفتح ممرات آمنة للمواطنين، من أجل توفير احتياجاتهم الأساسية ولتسهيل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب. وقالت قوات الدعم السريع إنّها "تصدّت بحسم لهجمات من وصفتهم "بالانقلابيين والفلول، في مخالفةٍ وخرقٍ بائن للهدنة الإنسانية، وألحقت بهم خسائر كبيرة في الأرواح". وأعلنت قوات الدعم السريع، ليل الجمعة، سيطرتها على 90% من كامل ولاية (الخرطوم)، إضافةً إلى إحكام سيطرتها على جميع الطرق المؤدية إلى داخل ولاية الخرطوم.