الشهيد القائد محمود عرفات الخواجا: أسطورة العمل المقاوم على أرض فلسطين
لا تخلوا أيام الشعب الفلسطيني من حكايا البطولة والإيثار، التي تنسجها أيادي من قادوا الدرب وبدأوا طريق المقاومة والسير على طريق القدس دون كلل أو تعب، والشهيد القائد محمود عرفات الخواجا واحد ممن كانت لهم البصمات الجلية على طريق القدس، والمضي فيه بكل بطولة وشجاعة، رغم خطورة المرحلة التي مر بها آنذاك؛ إلا أنه أصر على مواصلة طريق المقاومة؛ عبر الإشراف والإعداد لعشرات العمليات الاستشهادية.
الولادة والنشأة
في مخيم الشاطئ... ولد الشهيد عام 1960 م ، نشأ وترعرع في أحضان أسرته التي هاجرت من قرية "حمامة" في العام 1948، ليستقر بها المقام في مخيم الشاطئ، ولتعيش كما الآلاف من الأسر الفلسطينية حياة ملؤها الألم والمعاناة لغربتها عن موطنها الأصلي. وما إنّ تفتحت عينا الشهيد على الحياة حتى كان الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة في العام 1967 ليشهد رفض والده العودة إلى عمله في الشرطة في ظل الاحتلال وكذا استشهاد عمه، فينشأ الشهيد على الإباء والرفض ويتغذى منذ نعومة أظافره على كراهية الاحتلال.
انتمائه ومشواره الجهادي
ومع بداية ظهور الأفكار الجهادية والثورية في قطاع غزة على يد المفكر الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي. كان الشهيد محمود من أوائل الذين آمنوا بتلك الأفكار وتشبعوا بذلك الطرح الجهادي، فأصبح الشهيد عضواً بارزاً في حركة الجهاد الإسلامي والجماعة الإسلامية في الجامعة والتي ترأس قائمتها في انتخاب مجلس الطلبة بعد ذلك. ولدوره الطليعي والبارز في نشر الفكر الإسلامي والوعي الثوري اعتقل الشهيد مع مجموعة من إخوانه في العام 1983م، ليقضي في السجن خمسة أشهر بتهمة التحريض ضد الاحتلال ونشر كتيبات تدعو إلى تدمير إسرائيل،
استشهاده
عُرف الشهيد منذ ريعان شبابه بانتمائه لــحركة الجهاد الإسلامي. وفي السنوات الأخيرة عمل الشهيد مع الجهاز العسكري لــلحركة؛ ذلك الجهاز الذي استطاع وخلال فترة وجيزة نسبياً تسجيل إنجازات هامة عبر عملياته العسكرية النوعية، خاصة تلك العمليات الاستشهادية الأولى من نوعها في تاريخ النضال والجهاد الفلسطيني. ومنذ ذلك الحين وأجهزة الأمن الصهيونية تحاول إجهاض هذا العمل البطولي عبر محاولة اغتيال أولئك الفرسان القابضين على الجمر والذين أقضوا مضاجع بني صهيون وحققوا توازن الرعب مع الكيان الغاصب للقدس. ففي صباح يوم 22 من يونيو/حزيران 1995م حيث الشهيد متوجهاً لعمله، امتدت يد الغدر والخيانة لتصيبه برصاصات غادرة، وتأكيداً للدور الموسادي في عملية الاغتيال، حلقت طائرة عسكرية إسرائيلية فوق المخيم ما يقارب نصف ساعة قبل اغتياله وحتى الساعة العاشرة صباحاً تقريباً، فيما كان المجرمون الثلاثة ينسلون من سيارة ليصوبوا نيران أسلحتهم الحاقدة والكاتمة للصوت باتجاه الشهيد.