الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وأربعة - ٠٣ أبريل ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وأربعة - ٠٣ أبريل ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

رئيسة «جمعية نساء من أجل القدس» في لبنان للوفاق:

يوم الأرض .. معركة صمود ومفصلاً فلسطينياً نضالياً أساسياً

الوفاق/ خاص
عبير شمص

في أواخر شهر أذار من كل عام يحتفل الشعب الفلسطيني بـ"يوم الأرض"، ضمن فعاليات مختلفة، تذكيراً بحقه بأرض فلسطين المحتلّة من البحر إلى النهر، وبحقه بالعودة إليها من مخيمات اللجوء ودول الشتات  كافة، كما إظهاراً لتمسّكه بوطنه.
وفي ذكراه  السابعة والأربعون التقت جريدة الوفاق رئيسة جمعية نساء من أجل القدس في لبنان  الدكتورة راغدة المصري وكان الحوار التالي:
يوم الأرض الخالد هو يومٌ مهم في التاريخ الفلسطيني وهو يشكل مفصلاً أساسياً في النضال الفلسطيني وتعلق الفلسطيني بأرضه، يوم الأرض في جذوره للأحداث التي حصلت في فلسطين المحتلة في ٣٠ أذار من العام ١٩٧٦ عندما قامت السلطات الصهيونية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية ما دفع الفلسطينيين إلى تنفيذ إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن ارتقاء ستة فلسطينيين وأصيب واعتقل المئات. وقد عمّدت دماء الشهداء الستة التاريخ الفلسطيني وأصبح يوم الأرض يوماً خالداً وذكرى راسخة في نفوس الفلسطينيين الذين يحيون هذه الذكرى كل عام تأكيداً منهم على صمودهم وتعلقهم بأرضهم. وتكثر الدعوات  والمظاهرات والاحتجاجات في كل الأقطار وبقاع الأرض وفي الدول المحبة للقضية الفلسطينية والمناصرة لها، وفي فلسطين التاريخية نفسها لإحياء هذا اليوم، الذي تحول إلى محطة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني وهو يواصل في العقد الثامن للنكبة خوض معركة الصمود والبقاء والتصدي للاستيطان والتهويد في كل فلسطين التاريخية، في مشاهد تُبقي مأساة اللجوء وحلم العودة راسخة في الذاكرة وفي النضال الجماعي الفلسطيني.
يوم الأرض الفلسطيني، ما قصته؟ وأسبابه؟ وأهم الأحداث المرافقة له؟ وما هي ردة الفعل الصهيوني إزاءه ؟
تعود قصته إلى عام ١٩٧٦ عندما أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مصادرة ٢١ ألف دونم من الأراضي الفلسطينية لتنفيذ مشروع أطلق عليه حينها مشروع تطوير الجليل، ومسّ هذا القرار بشكلٍ مباشر أراضي بلدات عرابة وسخنين وعرب السواعد ومناطق أخرى من الجليل والمثلث والنقب التي أضيفت لأراضي أخرى صودرت من قبل لغرض بناء مستوطنات جديدة، ورفضاً لهذا القرار تداعت لجنة الدفاع عن الأرض بتاريخ ١ شباط/ فبراير ١٩٧٦ وعقدت اجتماع عاجل أعلنت فيه اضراب عام كامل في الثلاثين من أذار في العام نفسه رفضاً لهذا العمل. فتصدت للاضراب قوات الاحتلال الصهيوني بردٍ همجي دموي وقاومت الاحتجاجات وأطلقت النار بشكلٍ عشوائي على المحتجين صبيحة يوم الإضراب مّا أدى إلى استشهاد ستة من أبناء الشعب الفلسطيني وسقوط عدد من الجرحى.
وهنا لا بد من لفت النظر إلى أنّ الاحتلال كان قد  صادر ما بين ١٩٤٨ و١٩٧٢  أكثر من مليون دونم  من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث وملايين الدونمات الأخرى التي سيطرت عليها بعد نكبة ١٩٤٨. لقد جرت الأحداث بشكلٍ عفوي حيث امتدت هذه الانتفاضة متخذةً بُعداً وطنياً ولم تعد مقتصرة على انتفاضة عفوية وسلمية ضد سلطة الاحتلال الإسرائيلي، بل اتخذت شكل الإضراب الشامل ومظاهرات شعبية عارمة في مدن وقرى منطقة الجليل شمال فلسطين المحتلة حيث امتدت لقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها مدينة القدس إذ تضامن الفلسطينيون جميعاً مع هذا الحدث ليمنحوا انتفاضة يوم الأرض بُعداً وطنياً وينتصر اليوم إخوانهم في المشرق والمغرب العربيين ليضفوا على المناسبة بُعداً قومياً وهذان البُعدان لطالما كانت تفتقدهما الحركة والثورة الفلسطينية.
ماذا تعني الأرض للفلسطينيين؟
إنّ الأرض تعني الكثير بالنسبة للقضية الفلسطينية، فالصراع في فلسطين بين الشعب الفلسطيني والعدو الصهيوني هو صراع حول الأرض هو صراع وجودي، الأرض والتعلق بها  يعني الصمود في مواجهة العدوان الصهيوني، الأرض هي القضية الأساس والتي يسعى الكيان الصهيوني إلى سرقتها وتغيير جغرافيتها، إنّ التمسك بالأرض يعني التمسك بالصمود والعودة، والقضية الفلسطينية هي قضية وطن وأرض وهوية وكرامة، هي قضية كل عربي ومسلم، هي قضية كل مواطن فلسطيني عاش التشرد والشتات، وقضية كل انسان ومواطن حر قضية كل انسان يحمل الضمير الانساني.
لماذا وكيف ما يزال يحيي الشعب الفلسطيني ذكرى يوم الأرض سنوياً؟
إنّ التمسك بيوم الأرض يعني تمسك الشعب الفلسطيني بتحرير فلسطين كاملة وعدم التنازل عن شبر منها، وهو صرخة ما زالت مستمرة تؤكد حق العودة إلى فلسطين، وهي صرخة المستضعفين في العالم والأجمل من ذلك ما نراه في هذا العام مصادفة مناسبة يوم الأرض في شهر رمضان المبارك والذي فيه نحيي يوم القدس العالمي يوم مستضعفي العالم، فيأخذ هذا العام يوم الأرض بُعداً جمالياً وبُعداً تحررياً وبعداً انسانياً يمتلأ أملاً في تحرير هذه الأرض المباركة.
إنّ تزامن تاريخ وتوقيت ذكرى هذا العام مع يوم القدس العالمي في شهر رمضان المبارك يعتبر  رسالة للمجتمع الدولي بأنَ فلسطين باقية بنسائها وأطفالها وشهدائها يضحون بأرواحهم في سبيل الله وفلسطين، وأنّها ليست وحدها بل معها قلوب المؤمنين العامرة بالمحبة والسلام والتي تنشد العدالة والتحرر.
إنّ إحياء الفلسطينيين وعشاق فلسطين لهذا اليوم إنما هو لتجديد البيعة والولاء لهؤلاء الشهداء الذين ضحوا في سبيل الأرض وهو تجديد للعهد والوفاء لهذه الأرض الطيبة والمقدسة التي شهدت مظالم عديدة وكبيرة، وهو تجديد البيعة للمقاومين ولنصرتهم وللوقوف معهم في مواجهتهم للعدو الاسرائيلي. إنهم يحيون هذه الذكرى وكلهم إيمان بالنصر واعتقاد بحتمية العودة إلى أرض الأجداد وهو أمرٌ لا يمكن تغييره بل هو واقع أمام اعيننا وإنه قريبٌ جداً ومّا النصر إلاّ صبر ساعة.
كيف يواجه الفلسطينيون سياسة مصادرة الأراضي الفلسطينية بشكلٍ مباشر (القوة) وبشكلٍ غير مباشر (البيع عبر وسطاء...)، قانونياً وسياسياً وشعبياً؟
إنّ صراعنا مع العدو الصهيوني هو صراع وجود لا صراع حدود ويوم الأرض يُمثل أحد وجوه هذا الصراع، فمنذ النكبة حتى أحداث يوم الأرض الأول كانت قد صادرت اسرائيل نحو مليون دونم من أراضي فلسطين في الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية المحتلة التي يعيش فيها الفلسطينيين، وذلك لأغراض عسكرية وبحجة إقامة مشاريع سكنية وتحسين البنية التحتية في المنطقة. هذا الصراع ليس مجرد صراع جغرافي إنمّا هو أيضاً صراع ديموغرافي إذ تعمل السلطات الصهيونية على تهويد هذه المناطق للسيطرة عليها وقد شرع الكنيست(البرلمان) الإسرائيلي منذ خمسينيات القرن الماضي أكثر من سبعين قانوناً لترسيخ التهويد والاستيطان والتميّيز العنصري في الداخل الفلسطيني منها ١٢ قانوناً خصصت لمصادرة الأراضي العربية والاستيطان وتوسيع التجمعات السكانية وبناء المئات منها لليهود دون أن يتم بناء بلدة عربية واحدة، بل عانت القرى العربية من أزمة سكن خانقة، إذ تواجه سبعين ألف وحدة سكنية عربية خطر الهدم بدعوى البناء بدون ترخيص ولا تملك سبعين في المئة من العائلات العربية أرضاً للبناء عليها.
 اتخذ موقف الشعب الفلسطيني إزاء هذه التصرفات عدة طرق وأشكال، فهم تارةً يقاومون بالسلمية وتارةً أخرى بالقوة، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه في بعض الأحيان وعلى مدى فترة الاحتلال الصهيوني جرت عمليات بيع أراضي فلسطينية عبر وسطاء، فلم يشتري اليهود بشكلٍ مباشر بل عبر هؤلاء الوسطاء، كما أن هناك عدد كبير من الفلسطينيين قد هُجر من قراه ومدنه وكانوا يأملون بالعودة بعد مضي فترة قصيرة، ولكنهم لم يستطيعون ذلك بعد استيلاء الصهاينة على منازلهم وقراهم فانتشر هذا الشعب في الشتات وفي القرى المجاورة وفي المخيمات داخل فلسطين
نفسها.
إنّ الشعب الفلسطيني لم يتخل عن أرضه بالرغم من كل سياسات التهويد المنظمة وعبر كافة الطرق والأساليب الخبيثة والإجرامية وغير المباشرة من هدم ومصادرة
وغير ذلك...
ختاماً يتصدى الشعب الفلسطيني لمحاولات الاستيطان والتهويد بمختلف الوسائل والاحتجاجات والإضرابات وأعمال المقاومة، وهو في حركته ووعيه يشكل حركة جهادية في التصدي
للصهاينة.
فألف تحية للمقاومين وألف تحية لشعب الفلسطيني الصامد وألف تحية للمرابطين في الأقصى في هذا الشهر الفضيل والمجد والخلود للشهداء والحرية لفلسطين وشعبها. وإن شاء الله  سنصلي جميعاً في القدس والتي ستبقى عاصمة الأرض والسماء وسيبقى يوم القدس يوم المستضعفين في العالم وسيبقى نداء القدس صادحاً وتكبيرات القدس تتردد في أصداء العالم أجمع يرددها الشرفاء الذين يحملون في قلبهم وفي ضميرهم وعقلهم القدس وروحها والقضية الفلسطينية ويحملون مظلومية الشعب الفلسطيني.

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي