نحن والمجتمع
الشريعة الإسلامية ترفض الإنتحار
إنّ الانتحار ظاهرةٌ خطيرةٌ في المجتمعات المُسلمة وغيرها، وهو مُحرَّمٌ شَرعًا؛ بل إن الإسلام عدّه من كبائر الذنوب والآثام التي قد يقترفها المسلم؛ لما فيها من اعتداءٍ على حق الحياة الذي منحه الله تعالى للإنسان، وأمره بحفظها، فيكون المنتحر متعدٍّ على ما استأمنه الله عليه من روحه وجسده، وظالمًا لنفسه.
مكانة المنتحر في الإسلام
جاء في موقع مركز الأبحاث العقائدية التابع لمكتب آية الله السيد علي السيستاني رداً على سؤال طُرح عن مكانة المنتحر عند الله:
"إنّ النصوص الشرعية وفتاوى الفقهاء وفقا لاحاديث المعصومين (عليهم السلام) تؤكد على حرمة الانتحار وتتوعد فاعله - وان كان فعله هذا صدر من ضغوط آخرين وظلم الظالمين - بالعقوبة في الاخرة وان هذه النفس التي قد اوتيناها ان هي الا ملك لله قد اودعها امانة عندنا لنستخدمها الى اجل مسمى وما اوتيناها لنعيث بها ونقضي عليها بايدينا.
فان تاب قبل زهوق الروح من جسده وقد اقدم على الانتحار فيمكن ان يكون المنتحر قد تاب الله عليه ويحكم بصحة توبته كما يحكم بصحة التوبة من الذي القى نفسه من شاهق ويكون مرجوا من رحمة الله تعالى ولا يكون مخلدا في النار ان شاء الله .والا كانت عقوبة الانتحار هو الخلود في النار ولا ينجو من العذاب الاخروي ايضا الذين ضغطوا عليه حتى
انتحر"
أدلة تحريم الانتحار
تواردت نصوصٌ شرعيَّةٌ كثيرةٌ تدلّ على حرمة الانتحار، واعتبار الإسلام له جريمةً عظيمةً توجب العقوبة الإلهيّة، وفيما يأتي بيانٌ لعددٍ من هذه النصوص ودلالتها. وقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "من قتل نفسه متعمّداً فهو في نار جهنّم خالداً فيها"
عدم صلاة النبي(ص) على الجنازة
إن النبي (ص) لم يُصلِّ على المنتحر؛ إشارةً وتوجيهًا منه إلى شنيع وقبيح هذا فعل، وزجرًا وردعًا لمن يُفكِّر بفعلٍ مثله، لكنه في الوقت نفسه لم يمنع الناس من الصلاة عليه ولم ينههم عن ذلك، مما يدلُّ على أنه لا يخرج من دائرة الإسلام مع كونه عاصٍ لله
تعالى.
فقد رُوي عن الرسول الأعظم(ص): "أُتي النبي صلى الله عليه وآله سلم برجل قتل نفسه بمَشاقص فلم يصل عليه".
والمشاقص هي السِّهام، فالحديث يدلّ على جوازِ الصلاة على قاتل نفسه، وعدم صحة من قال بعدم جوازها لكونه عاصياً وقد قال بصحة الصلاة على قاتل نفسه الحسن البصري والنخعي وقتادة والإمام مالك وأبو حنيفة والشافعي وجمهور أهل العلم، حيث إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يمنع الصحابة من الصلاة عليه، وإنما كان امتناعه هو من الصلاة عليه من باب الزجر لا الحرمة.