وإصابات برصاص العدو الصهيوني في عدة مدن بالضفة
جيش الاحتلال يواصل سياسة هدم المباني.. وحماس تندد
اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني، صباح الإثنين، منطقة باب العامود شرق القدس المحتلة مصحوبة بعدد من الجرافات لتدمير «عمارة الوعد» في حي وادي قدوم المؤلفة من 4 طوابق مأهولة بالسكان. في حين أكدت حركة حماس أن الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بهدم عمارة سكنية كاملة ببلدة سلوان تُعد واحدة من أكبر عمليات الهدم والتهجير الجماعي التي تستهدف الوجود الفلسطيني في القدس.
بموازاة ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الإثنين، عن وصول 12 شهيداً، بينهم 4 شهداء جدد، و8 جثامين منتشلة، بالإضافة إلى 7 إصابات، إلى مستشفيات القطاع، خلال الـ48 ساعة الماضية. وفي الضفة المحتلة، أصيب شاب برصاص قوات الاحتلال الصهيوني، مساء الأحد، خلال اقتحامها مدينة قلقيلية.
الاحتلال يهدم بناية جنوبي القدس
في التفاصيل، أطلقت قوات الاحتلال الصهيوني قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع تجاه الفلسطينيين، تزامناً مع تنفيذ عمليات هدم في بلدة سلوان جنوب القدس المحتلة.
وقالت مصادر محلية: إن سلطات الاحتلال الصهيوني اقتحمت حي وادي قدوم في بلدة سلوان، وشرعت بهدم بناية تضم 13 شقة سكنية. وقد زعمت سلطات الاحتلال بأن قرار الهدم جاء بسبب البناء دون ترخيص. وذكرت المصادر أن قوات الاحتلال اعتقلت شابا وفتى فلسطينيين خلال عملية هدم مبانٍ في البلدة.
واعتبرت محافظة القدس أن هدم عمارة الوعد في حي سلوان جريمة حرب وتهجير قسري يستهدف تفريغ المدينة من سكانها. وذكرت أن أي عملية هدم تؤدي لطرد السكان من منازلهم مخطط احتلالي واضح لإحلال المستعمرين مكان أصحاب الأرض. وقد اعتدت قوات الاحتلال على الأهالي الذين حاولوا التصدي لعملية الهدم.
وكانت بلدية الاحتلال أصدرت أمراً بهدم المبنى عام 2022، إلا أن تحركات الأهالي والفعاليات الشعبية والمؤسسات المحلية والدولية نجحت حينها في تجميد القرار، قبل أن تعيد سلطات الاحتلال تفعيله مجدداً في إطار سياسة التضييق والتهجير القسري بحق المقدسيين.
حماس: هدم المباني تصعيد خطير لتهجير المقدسيين
بدوره، أكد القيادي في حركة حماس عبدالرحمن شديد أن الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال «الإسرائيلي» بهدم عمارة سكنية كاملة في حي واد قدوم ببلدة سلوان تُعد واحدة من أكبر عمليات الهدم والتهجير الجماعي التي تستهدف الوجود الفلسطيني في القدس، في سلوك إجرامي يشكّل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان.
وأوضح شديد، الإثنين، أن ما جرى في واد قدوم يدق ناقوس الخطر لما يُحاك للقدس من مخططات أكبر، ويأتي ضمن سياسة احتلالية ممنهجة تهدف إلى تفريغ القدس من سكانها وفرض وقائع ديموغرافية جديدة بالقوة، عبر هدم المنازل وتشديد الحصار وتقطيع أوصال الأحياء المقدسية، خدمةً للمشاريع الاستيطانية والتهويدية الرامية إلى إحكام السيطرة الكاملة على المدينة.
وأشار إلى أن تشريد ثلاث عشرة عائلة مقدسية تضم نحو 100 مواطن، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وتركهم بلا مأوى في ظروف إنسانية قاسية، يمثل اعتداءً سافراً على الكرامة الإنسانية، وتصعيداً خطيراً في سياسة العقاب الجماعي.
وحذر شديد من خطورة استمرار الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم، محمّلاً المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها الحقوقية والقانونية المسؤولية الكاملة عن عجزها في لجم الاحتلال، وداعياً إلى تحرك عاجل وفعال لوقف سياسات الهدم والتهجير ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم ومخالفاتهم الفجة للقانون الدولي.
اقتحام عدة مدن بالضفة
بالتزامن، ذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة قلقيلية وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدى لإصابة شاب (19 عاما) بالرصاص الحي في قدمه، نقل على إثرها إلى المستشفى.
وفي وقت سابق، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمها تعاملت مع إصابتين بالرصاص الحي لشابين قرب جدار الفصل العنصري في بلدة الرام شمال القدس المحتلة، حيث جرى نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج، وذلك بعد ساعات من إصابة شاب ثالث ومواطن خمسيني من مدينة جنين في الموقع نفسه.
وفي محافظة أريحا، اعتدى جنود الاحتلال بالضرب على شابين خلال اقتحام منزل الأسير المحرر رمزي فواز بلهان في مخيم عقبة جبر جنوب المدينة، ما استدعى تدخل طواقم الإسعاف لتقديم العلاج لهما. كما أصيب شاب برصاص قوات الاحتلال في محيط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، وفي اعتداءات نفذها مستوطنون، أُصيب ثلاثة فلسطينيين جراء تعرضهم للضرب بين قريتي كفر قدوم شرق قلقيلية وبيت ليد شرق طولكرم.
وبالتزامن مع حرب الإبادة الصهيونية التي شنتها قوات الاحتلال في غزة بدءاً من السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ولمدة عامين صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 1102 من الفلسطينيين، وإصابة نحو 11 ألفا، إضافة لاعتقال ما يزيد على 21 ألفاً.
ارتقاء 4 شهداء وإصابة 7 فلسطينيين في غزة
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، في تقريرها الإحصائي اليومي، الاثنين، بأن حصيلة حرب الإبادة الصهيونية على غزة بلغت، منذ اندلاعها في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، 70.937 شهيداً و171.192 إصابة. كما بلغت الحصيلة التراكمية للاعتداءات الصهيونية، منذ وقف إطلاق النار، 405 شهداء، و1115 إصابة، بالإضافة إلى 649 جثمان شهيد منتشل.
كذلك، جرى تسجيل وفاة 4 مواطنين نتيجة انهيار مبنى، مما يرفع عدد الضحايا نتيجة انهيار المباني بفعل المنخفض الجوي إلى 15 حالة. كما قال مصدر في الإسعاف والطوارئ إن فلسطينيا استشهد بنيران جيش الاحتلال الصهيوني داخل مناطق انتشاره في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
في وقت رجّحت فيه منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 100 ألف طفل و37 ألف حامل ومرضع في غزة يعاني من سوء تغذية حاد بحلول أبريل/نيسان 2026.
