وحماس تندد باستهداف مركز إيواء بالقطاع

معظمهم من الأطفال.. شهداء وجرحى جرّاء قصف صهيوني على غزة

واصل جيش الاحتلال الصهيوني منذ فجر السبت عدوانه على مناطق لا يزال يحتلها في أنحاء قطاع غزة، وشملت الهجمات قصفا بالمدفعية وإطلاق نار من مروحيات وآليات وعمليات نسف لمبان. يأتي ذلك في خروقات متواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفق ما أفادت به مصادر محلية.
بدورها وصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القصف الصهيوني الذي استهدف مدرسة تؤوي نازحين شرقي غزة «بالجريمة الوحشية».
بموازاة ذلك أصابت قوات الاحتلال الصهيوني فجر السبت شاباً فلسطينياً بالرصاص الحيّ واعتقلت آخرين، خلال حملة اقتحامات واسعة طالت مناطق متفرّقة من الضفة الغربية المحتلة.
العدو يواصل قصف غزة
أفادت وسائل إعلام بأن قصفا صهيونيا استهدف مناطق انتشار قوات الاحتلال شرقي مدينة غزة، مشيرا إلى أن القصف المدفعي ضرب شرق مدينة خان يونس داخل ما يُعرف بـ»الخط الأصفر»، إضافة إلى المناطق الشرقية من حي الزيتون، بالتزامن مع إطلاق النار من مروحيات صهيونية.
وفي شمال القطاع، نفذ جيش الاحتلال الصهيوني أعمال نسف لمبان في مناطق لا يزال يحتلها شرقي مدينة غزة، وسُمع دوي انفجار ضخم في المنطقة.
وشرقي مدينة غزة أيضا، قصف جيش الاحتلال الصهيوني بالمدفعية أنحاء متفرقة في مناطق لا يزال يحتلها شرقي حيي التفاح والشجاعية، كما أطلقت مروحية صهيونية النار من رشاشاتها باتجاه تلك المناطق.
ووسط القطاع، أطلق جيش الاحتلال الصهيوني عددا من قذائف المدفعية داخل مناطق لا يزال يحتلها شرقي مخيم البريج للاجئين.
بحث وانتشال
يأتي ذلك فيما بدأت طواقم الدفاع المدني صباح السبت عمليات البحث عن جثامين 55 مواطنا من تحت أنقاض منازل مدمرة في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وذكرت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) أن «طواقم الدفاع المدني شرعت في البحث عن جثامين 55 شهيدا تحت أنقاض 13 منزلا دمرتها الغارات الصهيونية في مدينة خان يونس جنوبي القطاع». وأضافت الوكالة أن «طواقم الدفاع المدني تمكنت بالتعاون مع مؤسسات دولية من انتشال جثث شهداء من عائلة فلسطينية من تحت أنقاض منزل في حي الرمال بمدينة غزة».
وأشارت إلى أنه «لا تزال تحت أنقاض منازل قطاع غزة ما يزيد على 9 آلاف شهيد ارتقوا خلال حرب الإبادة الصهيونية المتواصلة على القطاع منذ عامين».
قصف واستنكار
وكان مصدر في الإسعاف والطوارئ قد أفاد باستشهاد 5 فلسطينيين وإصابة آخرين، جراء قصف مدفعي صهيوني استهدف مبنى يؤوي نازحين خارج مناطق انتشار جيش الاحتلال في حي التفاح شمال شرقي مدينة غزة.
وأوضح الدفاع المدني أن معظم الشهداء من الأطفال، وأن طواقمه تمكنت من انتشالهم من داخل مدرسة شهداء غزة، بعد التنسيق مع مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
وفي تعليقها على ذلك، وصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القصف الصهيوني الذي استهدف مدرسة تؤوي نازحين شرقي غزة «بالجريمة الوحشية»، واعتبرته «خرقا فاضحا» لاتفاق وقف إطلاق النار، تعليقا على سقوط 5 شهداء في قصف مدفعي صهيوني على مركز إيواء في حي التفاح.
وقالت الحركة إن «حكومة الاحتلال الإرهابي تواصل انتهاكاتها لاتفاق وقف إطلاق النار، عبر استهدافها المتعمّد والمستمر للمواطنين في قطاع غزة، حتى ارتقى أكثر من 400 شهيد منذ الإعلان عن الاتفاق قبل أكثر من شهرين».
ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تواصل تل أبيب خروقاتها للاتفاق الذي أنهى حرب الإبادة الصهيونية في القطاع، وارتكبت نحو 738 خرقا، واغتالت أكثر من 400 فلسطيني.
قنابل على شكل ألعاب
من جهة اخرى تحولت الذخائر الصهيونية غير المنفجرة إلى تهديد يومي، يختبئ بين الركام وفي الأزقة، ويطول الأطفال قبل غيرهم.
وتقدّر دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام أن نحو 15% من القذائف والصواريخ التي أُلقيت على غزة لم تنفجر، مما يعني بقاء آلاف الأطنان من الذخائر الخطرة مدفونة تحت أنقاض المنازل المدمرة.
ومنذ إعلان وقف إطلاق النار، تسببت هذه الذخائر في استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين، كان آخرهم طفل في مخيم النصيرات وسط القطاع، لقي حتفه بعد عبثه بجسم مشبوه قرب منزل قُصف خلال الحرب.
ويؤكد جهاز الدفاع المدني في غزة عجزه شبه التام عن التعامل مع هذه المعضلة، في ظل نقص حاد في أجهزة كشف المتفجرات والمعدات الهندسية، نتيجة الحصار الصهيوني الذي يمنع إدخال الآليات اللازمة لإزالة الركام بأمان.
ووصفت وسائل إعلام المشهد بـ»الكارثي»، مشيرةً إلى أن بعض الذخائر تأتي على هيئة ألعاب، مما يدفع الأطفال إلى التعامل معها دون إدراك لخطرها، قبل أن تنفجر بهم.
وتفتقر فرق هندسة المتفجرات المحلية إلى الحد الأدنى من المقومات الفنية والبشرية، في ظل غياب المعدات الثقيلة والدعم الدولي، بعدما مُنعت فرق أجنبية وفرق «يونماس» الأممية من دخول القطاع.
اعتقالات واقتحامات في الضفة
في غضون ذلك أصابت قوات الاحتلال الصهيوني فجر السبت شاباً فلسطينياً بالرصاص الحيّ واعتقلت آخرين، خلال حملة اقتحامات واسعة طالت مناطق متفرّقة من الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت مصادر محلية بأنّ الشاب أُصيب بجروح خطيرة في الرأس عقب اقتحام بلدة قراوة بني زيد شمال غرب رام الله، وتمّ نقله إلى المستشفى لتلقّي العلاج.
وفي بلدة الزاوية غرب سلفيت، داهمت قوات الاحتلال عدداً من منازل المواطنين وعبثت بمحتوياتها وحطّمت أبوابها وزجاج إحدى المركبات، واعتقلت الشاب محمد شقير، نجل رئيس بلدية الزاوية، بعد دهم منزل عائلته.
الاحتلال نفّذ سلسلة اقتحامات ونصب عددًا من الحواجز في مدن الضفة الغربية، وسط مواجهات خاضها شبّان فلسطينيون.
وفي جنوب الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة الكرمل شرق يطا واعتقلت الأسير المحرّر منتصر أبو عرام عقب مداهمة منزله وتفتيشه، فيما شهدت بلدة ترقوميا غرب الخليل اقتحاماً تخلّله إطلاق الرصاص الحيّ.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة أريحا فجراً من دون الإبلاغ عن اعتقالات.

 

البحث
الأرشيف التاريخي