تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
القطاع على موعد مع كارثة جديدة
الاحتلال الصهيوني ينسف مباني بغزة وآلياته تتقدم شرق خان يونس
في الأثناء، واصل جيش الاحتلال الصهيوني خرق الاتفاق عبر نسف مبان في مدينة غزة وبيت لاهيا، وقصف جوي ومدفعي على رفح وخان يونس جنوبي قطاع غزة.
وفي الضفة الغربية المحتلة، تواصلت الحملة الصهيونية الأمنية من خلال عمليات دهم في عدد من المدن والبلدات. وأكد نادي الأسير الفلسطيني أن قوات الاحتلال الصهيوني اعتقلت وحققت ميدانيا فجر الأربعاء مع أكثر من 100 فلسطيني.
حماس تحذّر من تداعيات المنخفض الجوي
حذّر الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية - حماس، حازم قاسم، من تداعيات المنخفض الجوي الجديد الذي سيؤثر على قطاع غزة، مؤكداً أنّ الخيام الحالية المخصصة لإيواء النازحين غير صالحة لتحمل الأمطار أو برد الشتاء، ولا سيما في ظل قيود الاحتلال على إدخال الوقود.
وأضاف قاسم أنّ الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع «تستدعي إطلاق عملية إغاثة عاجلة، وتوفير مراكز إيواء حقيقية ولائقة من جميع الأطراف المعنية».
كما شدد على ضرورة إلزام الاحتلال بتطبيق بروتوكولات الإغاثة الإنسانية المنصوص عليها في اتفاق كانون الثاني/يناير 2025، والتي جرى التأكيد عليها مجدداً في اتفاق تشرين الأول/ أكتوبر 2025.
وأضاف قاسم: «شعبنا في قطاع غزة ما زال يتعرض لإبادة متواصلة بأدوات متعددة، من خلال استمرار الحصار، ومنع إدخال وسائل الإيواء المناسبة، وتقييد المساعدات الإنسانية، وإغلاق المعابر، الأمر الذي يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية والسياسية العاجلة تجاه السكان المدنيين».
مخاطر متوقعة في القطاع
وليلاً، غمرت مياه الأمطار خيام النازحين في قطاع غزة إثر دخول منخفض بيرون القطبي، الذي تسبب في غرق الخيام وتشريد العائلات في ظل بردٍ قاسٍ ونقصٍ الإمكانات والمأوى.
وفي السياق، أشار المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إلى المخاطر المتوقعة للمنخفض الجوي العميق، قائلاً إنّ المشهد «سيكون صعباً للغاية في القطاع الذي قُتل فيه الآلاف جراء الإبادة الجماعية الصهيونية ويعاني من انهيار على الصُعد كافة».
وأضاف بصل أنّ مخيمات ومراكز الإيواء والمباني الآيلة للسقوط «ستتعرض إلى ضرر كبير للغاية ويمكن أن تنهار ويسقط ضحايا».
كما أوضح أنّ مخيمات الإيواء الموجودة في مناطق منخفضة «ستغرق بشكل كامل ولن يكون هناك استيعاب لكميات مياه الأمطار»، مضيفاً أنّ القطاع «سيغرق جراء غزارة الأمطار المتوقعة في ظل الانهيار الموجود بكل مناحي الحياة».
وختم بصل حديثه بالقول: إنّ «الحرب الجنونية توقفت جزئياً، لكنها تعود بطريقة أخرى من خلال الغرق والبرد والسيول والانهيارات»، مردفاً: «آن الأوان لأن يتحرك المجتمع الدولي والمنظمات للضغط من أجل إدخال الكرفانات إلى القطاع ووضعها بطريقة إنسانية وتُشكّل لها بنية تحتية».
بدوره، قال المتحدث باسم بلدية غزة، حسني مهنا إن قدرة البلدية على تصريف مياه الأمطار تراجعت بنسبة 80%، وإن الاحتلال دمر 90% من مضخات المياه بالقطاع.
وأكد مهنا أن كميات الركام الضخمة بشوارع المدينة تعيق حركة الطواقم وتمنع انسياب مياه الأمطار نحو المجاري التي دمر الاحتلال 40% منها.
العدو الصهيوني يصعّد انتهاكاته في غزة
بموازاة ذلك، صعد جيش الاحتلال الصهيوني الأربعاء انتهاكاته لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث فجر بنايات سكنية بحيي الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة وفي بيت لاهيا شمال القطاع، بينما تقدمت آلياته العسكرية صوب دوار بني سهيلا شرق خان يونس جنوبي القطاع.
بالتزامن مع تقدم الآليات، شنت مدفعية الاحتلال قصف مكثف في محيط مدرسة «مَلَك» التابعة لوكالة الأونروا، في بلدة بني سهيلا.
كما أصيب فلسطيني بشظايا قنبلة أطلقتها مسيرة صهيونية استهدفت تجمعا لمدنيين قرب دوار بني سهيلا، في خرق جديد لوقف إطلاق النار الساري بالقطاع.
وفي رفح، أفادت قناة الأقصى الفضائية بأن آليات الاحتلال تطلق مدافعها الرشاشة باتجاه المناطق الشمالية للمدينة.
في الأثناء، أعلن الدفاع المدني في غزة انتشال جثمان شهيد في منطقة الواحة داخل مناطق انتشار جيش الاحتلال شمالي القطاع.
وتواصل قوات الاحتلال الصهيوني خرقها البرتوكول الإنساني لاتفاق وقف إطلاق النار الساري في القطاع منذ العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من خلال سماحها بإدخال كميات من المساعدات أقل بكثير من المتفق عليه، وفق بيانات للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة.
الاحتلال يعتدي على أسرى مفرج عنهم
من جانب آخر، شنت قوات الاحتلال الصهيوني، فجر الأربعاء، حملة اعتقالات واسعة بالضفة الغربية المحتلة، شملت أكثر من 100 فلسطيني، بينهم قيادات سياسية وأسرى محررون وفق ما افاد نادي الأسير الفلسطيني.
وشملت الحملة مدن نابلس وسلفيت وجنين وطولكرم وقلقيلية وأريحا، إضافة إلى بلدتي العيزرية وأبو ديس شرقي القدس المحتلة.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن قوات الاحتلال اعتقلت عشرات المواطنين بعد تنفيذ مداهمات مكثفة وتفتيش منازل، وأجرت تحقيقات ميدانية في أجواء ماطرة وباردة. ففي نابلس شمالي الضفة المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال المدينة واعتقلت نحو 50 فلسطينيا، بينهم نائب رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم الأسبق في الحكومة الفلسطينية العاشرة ناصر الدين الشاعر، الذي احتُجز وحُقق معه ميدانيا قبل الإفراج عنه لاحقا.
وفي سلفيت شمالي غربي الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال المدينة، واحتجزت عشرات الشبان واعتدت عليهم بالضرب المبرح خلال تحقيقات ميدانية في محيط منازلهم، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية.
اعتقال المحرر العارضة
وفي جنين، اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر محمد العارضة من بلدة عرابة بعد اقتحام منزله فجرا.
ومحمد العارضة أحد الأسرى الذين نفذوا عملية الهروب من سجن جلبوع عام 2021 عبر نفق حفروه باستخدام ملعقة صغيرة.
وجابت آليات الاحتلال عدة بلدات في محافظة جنين ضمن مداهمات توسعت خلال الأسابيع الأخيرة.
كما اعتقلت قوات الاحتلال أسيرا محررا بعد مداهمة منزله في ضاحية «ارتاح» جنوب طولكرم.
