فيما تنطلق في منطقة شبستر بمحافظة آذربايجان الشرقية..
مناورات «سهند 2025».. بلورة التعاون الدفاعي بين دول شنغهاي
في خطوة تعكس مستوى التعاون الدفاعي بين الدول المشاركة من دول منظمة شنغهاي للتعاون ولأول مرّة بإستضافة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد أن أصبحت عضواً رسمياً في المنظمة عام 2022 بشكل رسمي، إنطلقت المرحلة الرئيسية من مناورات "سهند 2025" لمكافحة الإرهاب، بإستضافة القوة البرية لحرس الثورة الاسلامية.
وتُقام التمرينات على مدى خمسة أيام بمشاركة 18 وفدا رفيع المستوى من الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون والمنظمات العسكرية والأمنية الإقليمية، وذلك باستضافة قوات حرس الثورة الإسلامية البرية وبالتعاون مع وزارة الخارجية في مدينة شبستر بمحافظة آذربايجان الشرقية.
وتشارك في التدريبات، التي انطلقت الإثنين وتستمر حتى غداً الخميس، كل من إيران (المستضيفة للمناورات) وروسيا والصين وبيلاروس وأوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان والهند وباكستان، إضافة إلى مشاركة كل من السعودية وجمهورية أذربيجان وعمان والعراق كدول ضيفة. وتُمثّل هذه المناورة فرصةً قيّمةً للدول المشاركة لنقل خبراتها في مجال مكافحة الإرهاب.
حرس الثورة على أهبّة الاستعداد للتصدي للإرهابيين
في السياق، أكّد قائد مناورات "سهند 2025" المشتركة لمكافحة الإرهاب خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس الثلاثاء حول المناورات: يُعدّ حرس الثورة الاسلامية المهندس الأمني في مجال مكافحة الإرهاب في المنطقة، وهو دائما على أهبّة الاستعداد للتصدي للإرهابيين.
وصرّح العمید ولي الله معدني: تفتخر القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية بأنه وبعد مرور عامين على انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون، يتمّ تنظيم هذا التمرين بمبادرة من قوات حرس الثورة الاسلامية البرية في منطقة شبستر بمحافظة آذربايجان الشرقية.
وأضاف: تم وضع هذه المناورات ضمن مهام حرس الثورة الاسلامية منذ أواخر آب/أغسطس 2024 بأمر من القائد السابق للأركان العامة للقوات المسلحة الشهيد اللواء باقري، وتم تكليفه بقيادة القوات البرية لحرس الثورة الإسلامية الايرانية من قبل القائد العام لحرس الثورة الشهيد القائد حسين همداني.
وأكد قائلاً: بعد عقد جلسات تنسيق وتقديم خطة التمرين إلى اللجنة التنفيذية لمنظمة شنغهاي للتعاون في أوزبكستان، قام رئيس وأمين اللجنة بزيارة إيران في عام 2025 لإجراء المزيد من التنسيق.
وأوضح العميد معدني أن اللجنة التنفيذية لمنظمة شنغهاي للتعاون تخطّط كل عام لتنظيم تمرين واحد مشترك لمكافحة الإرهاب، مُضيفاً: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحرس الثورة الاسلامية يُعدّان البلد والمؤسسة العسكرية الرابعة التي تستضيف هذا التمرين.
وأكّد قائد مناورات "سهند 2025": إن الدول الأعضاء في لجنة منظمة شنغهاي للتعاون تشمل بلدانا إقليمية مهمة، وهي: أوزبكستان، طاجيكستان، روسيا، باكستان، قيرغيزستان، الصين، كازاخستان، إيران، الهند، وبيلاروس.
وأضاف: تشارك هذه الدول بصفتها أعضاء رسميين، بينما تشارك كدول مراقبة أو بصفة ضيوف دول مجاورة مثل المملكة العربية السعودية، جمهورية أذربيجان، سلطنة عُمان، والعراق.
أهداف المناورات
وأوضح العميد معدني: يستمر هذا التمرين لمدة خمسة أيام، وانطلق يوم الإثنين من هذا الأسبوع بحضور رؤساء الفرق العملياتية، وإنطلق يوم الثلاثاء البرنامج الرئيسي للتمرين.
وأشار إلى أن الاسم الرسمي لهذا التمرين هو "تمرين لمكافحة الإرهاب"، وقال: الإرهابي لا يعرف حدودا جغرافية، ويمكنه أن يشكل تهديدا في جميع الدول. وصرّح أن من أهم أهداف تنظيم هذا التمرين هو رفع المستوى المعرفي للضباط والقوات المسلحة في مجال مواجهة الإرهاب، والسعي الجاد لتبادل الخبرات بين الدول الأعضاء في هذا المجال.
وأضاف العميد معدني: في هذا التمرين، نسعى إلى تحقيق تعاون الدول الأعضاء معا، وتكامل قدراتها من أجل بلوغ هدف مشترك يتمثّل في التصدي للإرهاب، ومن أبرز أهداف تنظيم هذا التمرين إقامة تفاعل وتعاون فعّال بين الدول الأعضاء لمكافحة الإرهاب.
أهمية خاصّة للتمرينات بعد الحرب المفروضة
كما أشار إلى أن عقد هذا التمرين بعد حرب الـ 12 يوماً المفروضة، يكتسب أهمية ومكانة عالية، وقال: تمثل مناورات سهند 2025 أول تمرين عملياتي ميداني يُنظم على أراضي الجمهورية الإسلامية الايرانية بشكل شامل ومتعدد الأبعاد. وأضاف العميد معدني: نظرا لخبرات حرس الثورة الإسلامية وقوات الجيش البرية الميدانية الواسعة، تم تكليفهما بمسؤولية تنظيم هذا التمرين.
ونشرت خلال المناورات صورٌ للقوات الخاصة التابعة للحرس الثوري وهي تُجري تدريبات تكتيكية باستخدام طائرات مسيرة صغيرة انتحارية.
نقل وتبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء
وكان قد اعلن معاون وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية كاظم غريب آبادي، عن انطلاق المناورات، وفيما لفت الى خبرات القوات المسلحة وقدراتها لصدّ ايّ تحرّك عدواني يستهدف الامن ووحدة الاراضي للجمهورية الاسلامية، اعتبر معاون وزير الخارجية أن استضافة ايران لهذه المناورات شكّلت خطوة باتجاه التقارب وإنشاء التحالفات، في سياق الهندسة الجديدة للامن الاقليمي.
ومضى غريب ابادي الى أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية باعتبارها من أبرز ضحايا الإرهاب، كانت على الدوام في طليعة مكافحة الإرهاب، وتمتلك خبرات قيّمة في مواجهة هذه الظاهرة بكافة اشكالها وانواعها؛ مُبيّناً ان مناورات شنغهاي تُتيح الارضية لنقل وتبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في هذا السياق.
