عراقجي، معتبراً إيّاها من أولويات السياسة الخارجية الإيرانية:
العلاقات الدبلوماسية مع الدول المجاورة على مستوى عال جداً
صرّح وزير الخارجية سيد عباس عراقجي: إن الاهتمام بالدول المجاورة يُعدّ من أولويات السياسة الخارجية، مضيفاً: خلال السنة أو الأربعة عشر شهراً الماضية، كانت العلاقات الدبلوماسية مع الدول المجاورة على مستوى عالٍ جداً.
وأردف عراقجي، في تصريح له، يوم السبت: بدأ هذا التوجه في الحكومة السابقة؛ وبالطبع كان مُتّبعاً أيضاً في الحكومات السابقة، ونحن في الحكومة الرابعة عشرة اعتبرناه الأولوية الأولى لوزارة الخارجية.
وأشار وزير الخارجية إلى أن الدعاية الإسرائيلية والغربية، ومحاولاتهم تصوير إيران كتهديد إقليمي بدل الكيان الصهيوني، قد تم إحباطها وتفكيكها، مشدّداً على أن هجمات الصهاينة، والإبادة الجماعية، والمآسي، والجرائم في المنطقة كان لها أثر في هذا الصدد. ولفت إلى أن إيران بدأت مؤخراً تطبيق الدبلوماسية المحلية، مشيراً إلى أن الدول المجاورة يمكنها إقامة علاقات تجارية جيدة مع المناطق المجاورة لها في إيران التي تتمتع بقدرات كبيرة.
طهران مستعدة لاتفاق منصف ومتوازن
وفي مقابلة له مع مجلة "إكونوميست"، قال وزير الخارجية: إن طهران مستعدة لاتفاق منصف ومتوازن مع أمريكا، موضّحاً: عندما يتحدث الأمريكيون عن اتفاق، فإنهم في الواقع يريدون فرض مطالبهم. وأكد عراقجي بشأن المفاوضات مع أمريكا، قائلاً: إن المشكلة هي أنه عندما يتحدث الأمريكيون عن اتفاق، فهم عملياً يريدون فرض مطالبهم، وهذا بالضبط ما اختبرناه قبل شهرين في نيويورك. وأضاف: نحن مستعدون للتفاوض؛ لكن ليس ليُملى علينا شيء، نحن مستعدون للتوصل إلى اتفاق؛ لكن إلى اتفاق منصف ومتوازن، لا اتفاق أحادي الجانب، هذه هي المشكلة. وفي اللحظة التي نصل فيها إلى قناعة بأن الولايات المتحدة غيّرت نهجها وأصبحت مستعدة بدل الإملاء لخوض تفاوض حقيقي والتوصل إلى اتفاق منصف ومتوازن، سنكون نحن أيضاً على استعداد.
وأردف عراقجي بشأن قضية التخصيب الصفري التي كانت تصر عليها أمريكا: في ذلك الحين كانت الولايات المتحدة تريد «تخصيباً صفرياً». وقد أوضحت لستيف ويتكوف أن هذا مستحيل. فالتخصيب على مدى أكثر من عشرين عاماً كان مكلفاً جداً بالنسبة إلينا. لقد خضعنا للعقوبات بسببه. التخصيب إنجاز ثمين لعلمائنا. لدينا منشآت تخصيب مهمة وتطوير مرتبط به. نحن من شيدها. نحن من أنجزها. وتعرضنا للعقوبات لأكثر من عشرين عاماً بسبب هذا الموضوع. عُلماؤنا اغتيلوا. لذلك فهذا الملف مرتبط بدم العلماء لدينا، حتى قبل هذه الحرب. والآن خضنا حرباً واسعة استمرت 12 يوماً. قُتل أكثر من ألف إيراني بسببها. لذلك لا توجد أي إمكانية للتخلي عن التخصيب. هذه حقيقة.
الدبلوماسية تحتاج إلى مناخ مناسب
وتابع عراقجي: أحد الحلول التي كان من المحتمل الاتفاق عليها في الجولة السادسة هو أنه إذا توصلنا إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، فلن تكون هناك حاجة لإحالة الملف إلى مجلس الأمن؛ لكن في اللحظة نفسها التي أطاحوا فيها بطاولة المفاوضات أي الصهاينة وحلفاؤهم في الولايات المتحدة خلقوا جواً شديد السلبية منعنا من الوصول إلى اتفاق أو مواصلة المحادثات. نعم، نحن أنصار الدبلوماسية، لكن الدبلوماسية تحتاج إلى مناخ مناسب، إلى بيئة سياسية سليمة وقابلة للثقة. الولايات المتحدة وإسرائيل هما من دمّر ذلك المناخ. وطالما أن هذا المناخ غير قائم، فلن يكون بمقدورنا إجراء حوار أو تفاوض.
نرحّب بأي حوار لتعزيز العلاقات مع بيروت
كما أكّد عراقجي، في منشور على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" باللغة العربية، يوم الجمعة: لا نتدخل في الشؤون الداخلية للبنان؛ لكنّنا نرحّب بأي حوار بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين ايران ولبنان. وكتب عراقجي: صديقي العزيز وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي، دعاني في مقابلة للتفاوض. واضاف: نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للبنان؛ لكننا نرحّب بأي حوار بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين ايران ولبنان. وتابع: أدعو زميلي يوسف لزيارة طهران، وأنا مستعدّ أيضاً لزيارة بيروت بكل سرور اذا تلقيت دعوة رسمية لذلك.
