الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • رياضة وسياحة
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وتسعمائة وواحد - ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٥
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وتسعمائة وواحد - ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٥ - الصفحة ۲

رئيس الجمهورية، واصفاً منظمة التعاون الاقتصادي بأنها جسر يربط دول المنطقة:

التعاون الإقليمي ليس خياراً بل ضرورة

إنطلقت، أمس الثلاثاء، فعالیات الاجتماع الرابع لوزراء داخلية منظمة التعاون الاقتصادي «إيكو» بحضور رئيس الجمهورية الدكتور مسعود بزشکیان بالعاصمة طهران، وعقد الاجتماع في إطار سياسة حكومة الوفاق الوطني (الحکومة الإیرانیة الحالیة) للتفاعل وتطوير التعاون مع الدول المجاورة بعد انقطاع دام 15 عامًا.
وقال رئيس الجمهوریة خلال الإجتماع: إن منطقة منظمة التعاون الاقتصادي «إیکو» تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى توفير البنية التحتية الأساسية للتنمية الاقتصادية، وضمان الأمن والراحة للدول الأعضاء والبنية التحتية المناسبة في هذا الصدد. وأضاف: إن عقد الاجتماع الرابع لوزراء الداخلية لهذه المنظمة بعد انقطاع طويل یدلّ علی إرادة الدول الأعضاء في تعزيز التعاون والتنسيق في المجالات المهمة للعلاقات الثنائية. وتابع: إن وزارة الداخلية من الوزارات الرئيسية المسؤولة عن توفير البنية التحتية الأساسية للتنمية الاقتصادية وضمان الأمن والراحة. وأوضح: أن نجاح التعاون الاقتصادي الإقليمي يتطلب أطرًا ومنصات مشتركة، متينة، قابلة للتنبؤ، مستقرة، ومرنة.
وأكد الرئيس بزشکیان أن التعاون في مجال الحدود وإنفاذ القانون، ومكافحة الهجرة غير الشرعية، والاتجار بالبشر، والاتجار بالمخدرات، ومختلف أشكال الإرهاب، والجرائم المنظمة الأخرى، من بين القضايا الجديرة بالملاحظة في هذا الصدد. وصرح: إن وزارات الداخلية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي تلعب دوراً بارزاً في المواجهة الوطنية والإقليمية للأزمات المستقبلية المحتملة. وأضاف: إن منطقة منظمة التعاون الاقتصادي بحاجة إلى البنية التحتية اللازمة. ووصف رئیس الجمهوریة منظمة التعاون الاقتصادي «إيكو» بأنها جسر يربط دول المنطقة، قائلاً: إن هذه المنظمة منصّة قيّمة للحوار وتبادل الخبرات والتآزر في جميع المجالات. وأردف بالقول: في عالم يواجه تحديات وتتلاشى فيه الفرص بسرعة، لا يُعدّ التعاون الإقليمي خياراً، بل ضرورة حتمية. ومن المهام غير المنجزة في منظمة التعاون الاقتصادي إنشاء شرطة المنظمة، المعروفة باسم «إيكوبول»، والتي لم تُستكمل إجراءاتها بعد. وأكد الرئيس بزشكيان أن غياب شرطة المنظمة يشكل فجوة هائلة ويُسبب ضعفاً إقليمياً، وقال: إن هذا، حال دون تحقيق التعاون الأمثل مع أجهزة الشرطة الإقليمية والدولية الأخرى. وأشار إلى أهمية عقد اجتماع للمدعين العامين للدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي في أوزبكستان، مُشدّداً على أن التعاون القضائي بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي هو أحد المجالات التي تُوفر الدعم اللازم للتعاون الاقتصادي.
وقال الرئیس بزشکیان: إن منطقتنا والمناطق المحيطة بها ليست بمنأى عن التهديدات الخارجية، وقد شهدت هذه المنطقة أكبر تدخلات أجنبية في التاريخ المعاصر؛ وإن أكبر احتلال في القرن لا يزال قائماً بالقرب من منطقتنا بعد حوالي ثمانية عقود. كما ارتكب الکیان الصهيوني أبشع إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية في العالم خلال العامين الماضيين في منطقة غرب آسيا وغزة.
وأكد رئيس الجمهوریة أن «هناك تعطش كبير لدى أولئك الذين لدیهم مطامع کثیرة، ويخالفون أعراف العالم للتواجد والتدخل في هذه المنطقة، وعلى دول منطقة آسيا الوسطى والقوقاز وجنوب وغرب آسيا ودول الخليج الفارسي إنشاء وبلورة هيكل أمني متماسك ومستقرّ ومحلي وموجّه نحو التنمية».
عملة مشتركة للمساعدة
في التنمية الاقتصادية في المنطقة
كما أشار رئيس الجمهورية لدى لقائه وزير الداخلية الطاجيكي «رمضان رحيم زادة»، على هامش الاجتماع، إلى ضرورة الحفاظ على وحدة وتماسك دول المنطقة وتعزيزها، خاصة الدول الإسلامية، وقال: على أساس الروابط الدينية والثقافية في المنطقة، يمكن خلق وضع يمكن فيه إقامة الاتصالات بسهولة وإزالة العقبات، ومن الممكن إنشاء عملة مشتركة للمساعدة في التنمية الاقتصادية في المنطقة.
وأكد الرئيس بزشكيان على التضامن والأمن والتنمية الإقليمية المستدامة، وقال: إن شعبي إيران وطاجيكستان يشتركان في ثقافة وعادات وتقاليد مشتركة، ومن الضروري أن تتوسع علاقاتنا الثنائية باستمرار في جميع المجالات.
وفي إشارة إلى أهمية الأمن والاستقرار كبنية أساسية لتطوير التبادلات والتفاعلات، قال رئيس الجمهورية: يجب علينا تعزيز حماية الحدود ودول المنطقة من خلال تطوير علاقات ودية والتصدي بفعالية للمهربين وأي أعمال تخل بالأمن. وأضاف: أنه يجب أن يكون لدينا إطار عمل محدد لتسهيل وتوسيع التعاون بين رجال الأعمال والنخب وشعوب دول المنطقة في المجالات الثقافية والاقتصادية والعلمية والطبية.
وأوضح: أنه من الممكن أيضاً وجود عملة مشتركة في المنطقة للمساعدة في التنمية الاقتصادية ولكن للأسف، يسعى الأجانب إلى عرقلة هذه العلاقات الجيدة، ويؤججون الخلافات بين المسلمين ودول المنطقة بطرق مختلفة؛ فإذا اتحدنا كنّا أقوياء، وإلاّ سنكون ضعفاء.
التعاون في حلّ الخلافات الباكستانية-الأفغانية
ولدى لقائه وزير الداخلية الباكستاني «محسن نقوي»، أكد رئيس الجمهورية على تطوير العلاقات العلمية والثقافية والاقتصادية والسياسية والأمنية بين البلدين لتعزيز الروابط بينهما، مُؤكّداً استعداد ايران لأيّ تعاون ومساعدة لحلّ الخلافات بين باكستان وأفغانستان.
ووصف الرئيس بزشكيان العلاقات بين البلدين بأنها ودّية ومتميّزة، قائلاً: تقوم العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وباكستان على الأخوة والثقة المتبادلة، ونعتقد أن تفاعلاتنا يمكن أن تصبح نموذجا يُحتذى به للدول الأخرى، كما أن تطوير العلاقات العلمية والثقافية والاقتصادية والسياسية والأمنية بين البلدين سيعزز هذه الروابط أكثر فأكثر.
وفي إشارة إلى القواسم التاريخية والدينية العميقة بين البلدين، أضاف رئيس الجمهورية: نعتبر الشعب الباكستاني أخوة لنا، ونشعر بالارتياح للتفاعلات الوثيقة والصادقة بين البلدين. آمل أن يُسرّع حضوركم في طهران وعقد هذا الاجتماع عملية تنفيذ الاتفاقيات السابقة، وأن يُحقّق نتائج إيجابية للبلدين. وتابع: نؤمن بضرورة السعي جاهدين لتخفيف التوترات وتجنب أيّ صراع، لأن هذا هو أمر صريح من نبي الإسلام(ص)، واليوم، أكثر من أي وقت مضى، من الضروري أن تقف الدول الإسلامية في وجه الأعداء المشتركين من خلال الحفاظ على الوحدة والأخوة.
تقارب وجهات النظر حول تطوير التعاون في المنطقة
من جهته، أكد وزير الداخلية إسكندر مؤمني، في كلمته خلال الاجتماع يوم أمس، أن السياسة المبدئية لإيران هي تطوير العلاقات مع جيرانها ودول المنطقة، قائلاً: تتمحور استراتيجية رئيس الجمهورية وجهود الأجهزة الحكومية على تطوير هذا النهج.
وأضاف: إن منظمة التعاون الاقتصادي تتمتع بقدرات جيدة تستند إلى هذه السياسة، وقد لاقت استحسانًا كبيرًا اليوم.
لم يعقد اجتماع وزراء منظمة التعاون الاقتصادي لأكثر من عقد وقد ناقشنا هذه المسألة مع أمانة المنظمة وبادرت إيران بعقد الاجتماع على مستوى عال وبالإضافة إلى أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي، حضر الاجتماع دولتان ضيفتان.
وصرح وزير الداخلية بأن كلمات الوزراء تشير إلى تقارب وجهات النظر وضرورة تطوير التعاون في المنطقة، وأضاف: في هذا الاجتماع، تقرّر أن تستضيف باكستان اجتماع وزراء داخلية منظمة التعاون الاقتصادي العام المقبل، وسيتم تحديد الدولة المضيفة للعامين المقبلين قبل العام المقبل. وتابع: لقد تمت الموافقة على البيان الختامي من قبل الأعضاء والذي سيكون منصة لمزيد من التعاون في المستقبل.
ضرورة عقد اجتماعات
على المستوى الوزاري بانتظام
وفي ختام هذا الاجتماع، شکر «أسد مجيد خان» الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي «إيكو» طهران على عقد هذا اللقاء، وقال: إيران نشطة في تطوير الشؤون وزيادة التعاون الإقليمي، والرئيس بزشكيان يؤكد أيضاً على هذه القضية.
وأضاف: أتفق مع كلام وزير الداخلية الإيراني بشأن الأنشطة التي يقوم بها على المستوى الإقليمي، كما أكد السيد بزشكيان، على أهمية التفاعلات السلمية مع الجيران، ويمكن أن يكون هذا الاجتماع وسيلة لإيران لتحقيق هذه الأهداف.
وقال مجيد خان: إن أهم نتائج هذا الاجتماع هي إظهار مدى الطلب والاهتمام في المنطقة بتعميق التعاون في مجال إنفاذ القانون ومنع الجريمة، وأكد الاجتماع على ضرورة عقد اجتماعات على المستوى الوزاري بانتظام، وتحديد قنوات اتصال بين الدول لتوسع نطاق الجرائم ومنعها.
وشارك في اجتماع منظمة التعاون الاقتصادي وزراء ومسؤولون كبار من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية باكستان وطاجيكستان وتركمانستان وجمهورية أذربيجان وأفغانستان وكازاخستان وقيرغيزستان وتركيا وأوزبكستان، إلى جانب الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي ووزير الداخلية العماني ونائب وزير الداخلية العراقي كضيوف. وتمحور الاجتماع حول القضايا المتعلقة بالأمن والشرطة والحدود، والدبلوماسية الحدودية والاقتصادية والحضرية، مع التركيز على المحافظين والبلديات؛ وتم النظر في علاقات المدن الشقيقة، والتبادلات بينها، والقدرات الموجودة في هذا المجال.

 

البحث
الأرشيف التاريخي