بقائي، في الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة:
نهج أمريكا وحلفائها الأحادي أفضى لانعدام الأمن في العالم
قال المتحدث باسم الخارجية، خلال الاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة الذي أُقيم صباح أمس في مركز الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية: الآن ليس وقت التراجع أو الانفعالية. نحن نؤمن بالعدالة، ونؤمن بأمم متحدة تمثّل حقوق الشعوب تمثيلاً حقيقياً.
وشدّد إسماعيل بقائي، في كلمته، على أن الأمم المتحدة ليست فقط أكبر مؤسسة عالمية وأكثرها شمولاً للتفاعل والتعاون من أجل الحفاظ على السلام، وتعزيز التعاون الدولي، وتعزيز احترام حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية، ودفع عجلة التنمية ورفاه الشعوب؛ بل إنها أيضاً رمزٌ وعلامة على استخلاص البشرية دروسا من آلام ومعاناة الماضي. وأكد أنه لطالما كانت الجمهورية الإسلامية الايرانية داعما ثابتا للسلام والعدالة والكرامة الإنسانية والعلاقات الودّية بين الشعوب. وأشار بقائي إلى أنه قد حُدّد الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، إلى جانب تنمية العلاقات الودّية بين الدول على أساس احترام مبدأ المساواة في الحقوق وحق الشعوب في تقرير مصيرها، كهدفين رئيسيين للمنظمة، ولكنه منذ تأسيس الأمم المتحدة، وقعت أهداف ومبادئ الميثاق فورا تحت طائلة الانتهاكات، والتفسيرات التعسّفية، والاستغلال المتكرر من قبل أطراف لم تستطع حتى اليوم التخلّص من عقليّة الاستعلاء الاستعماري.
النهج الأحادي العدواني
وأوضح أن النهج الأحادي العدواني الذي يوجه سياسات الولايات المتحدة وحلفاءها في العلاقات الدولية اليوم لقد أدّى إلى حالة من انعدام الأمن والفوضى غير المسبوقة في العالم. ويستند هذا النهج الى قواعد زائفة لا هدف لها سوى تأمين مصالح غير قانونية ومكاسب غبر مشروعة. وأكد أن الولايات المتحدة وبعض حلفائها هم أكبر المنتهكين لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، وأن الأعمال الاستفزازية والتهديدات المستمرة من قبل الولايات المتحدة ضد فنزويلا وكوبا وكولومبيا ونيكاراغوا والبرازيل ودول أخرى في منطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية، هي أعمالٌ مدانة ومخالفة للسلام والأمن الدوليين.
كما قال المتحدث باسم الخارجية، على هامش المراسم: لقد تعرضت ایران للانتهاك والعدوان من قبل الکیان الصهيوني والولايات المتحدة دون أي مبرر وفي هذا الاختبار فشلت الأمم المتحدة في الأداء الجيد؛ إذ لم يتمكن مجلس الأمن حتى من إصدار بيان موجز يدين العدوان وذلك بسبب النفوذ الأميركي. وتابع بقائي: لطالما سعت إيران جاهدة لتعزيز السلام والأمن الدوليين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: نستغل هذه الفرصة للتأكيد على التزامنا بمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة وللتعبيرعن قلقنا إزاء التوجهات الخطيرة التي تجتاح المجتمع الدولي وإن النزعة الأحادية، واستخدام القوة كأمر طبيعي، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول تعد من أهم هذه الاتجاهات.
وأضاف بقائي أن أحداث يونيو/حزيران من هذا العام تُذكّرنا بضرورة مطالب إيران من المجتمع الدولي والأمم المتحدة، قائلاً: إن ایران تعرضت للانتهاك والعدوان من قبل الکیان الصهيوني والولايات المتحدة دون أي مبرّر، وفي هذا الاختبار فشلت الأمم المتحدة في الأداء الجيد؛ إذ لم يتمكن مجلس الأمن حتى من إصدار بيان موجز يدين العدوان وذلك بسبب النفوذ الأميركي. ولقد شهدنا الوضع نفسه في أحداث أخرى وقعت مؤخراً، بما في ذلك جهود الدول الأوروبية الثلاث (لمانيا، وفرنسا، وبريطانيا) لإعادة فرض العقوبات الملغاة علي إيران بذریعة القضية النووية.
وتابع قائلا: لطالما كانت إيران عضوا دؤوبا ومسؤولا في الأمم المتحدة منذ تأسيسها. وقد كان للأمم المتحدة آثار إيجابية في مختلف المجالات، وإنجازاتها ليست بالقليلة. وعندما نتحدث عن الأمم المتحدة، لا ينبغي أن نختصرها بمجلس الأمن وبعض أعضائه فحسب؛ فالأمم المتحدة تضم وكالات ومؤسسات متخصصة متعددة ومتنوعة، حقق العديد منها إنجازات كبيرة في خدمة الإنسانية.
وأضاف: نواجه إبادة جماعية مستمرة في المنطقة منذ عامين، لكن مجلس الأمن یعجز حتى عن إصدار بيان لإدانة هذه الجرائم. ويعود سبب هذا الفشل إلى استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو) بشكل مستمر، ودعم بعض الدول الأوروبية للکیان الصهيوني. وأُقيمت يوم أمس، مراسم إحياء الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة في طهران، بحضور مسؤولين إيرانيين وسفراء أجانب مقيمين في طهران، في مركز الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية.
