مديرعام ”إرنا”، مُشيراً إلى أهمية التوجّه نحو الديناميكية واللّامركزية:

يجب التركيز على العمليات الإعلامية لإنتاج محتوى يعكس إنجازات إيران

دعا المدير العام لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا"، حسين جابري أنصاري، إلى الابتعاد عن "عرض الأخبار الخام" أي نشر التقارير الروتينية عن الاجتماعات والخطب والتركيز بدلاً من ذلك على "العمليات الإعلامية"، أي إنتاج محتوى إخباري مُعالج، استراتيجي، ومؤثر يعكس إنجازات البلاد وإمكاناتها.
جاءت هذه التصريحات خلال زيارته محافظة همدان (غرب ايران)، موضّحاً: إن الهدف هو خفض الأخبار الروتينية إلى 10% من إجمالي مخرجات "إرنا"، وتكريس 90% للعمليات الإعلامية المخططة التي تُحقّق أهدافاً استراتيجية.
وأشار جابري أنصاري إلى التصميم الجاد من قبل الإدارة العليا لهذه الوكالة على حل المشكلات والاستجابة للمطالب والتوجه نحو الديناميكية واللامركزية والتأكيد على معايير الجودة والنزاهة في التقييم، فضلاً عن تحول هذه الوسيلة الإعلامية الوطنية في التعامل مع الأمور الإخبارية، وتحديداً إجراء العمليات الإعلامية وإنتاج منتجات إخبارية عالية الجودة وفعّالة بدلا من بيع الأخبار الخام والتغطيات الإخبارية الكثيرة للاجتماعات.
واستهل جابري أنصاري زيارته إلى محافظة همدان بزيارة أضرحة الشهداء المجهولين وإلقاء تحية اجلال ووضع الورود، ولقاء ممثل قائد الثورة الاسلامية وإمام الجمعة في المحافظة ومحافظ ورئيس بلدية همدان، وعدد من مسؤولي المحافظة ونشطاء الاقتصاد والسياحة وكوادر وكالة "إرنا" في همدان.
الصورة المشوّهة التي تبثّها وسائل الإعلام الأجنبية
وناقش جابري أنصاري أهمية اعتماد اللامركزية، معتبراً أن إيران ليست طهران فقط، مؤكداً على أن همدان، رغم كنوزها التاريخية والثقافية مثل كتيبة "كنج نامه"، وضريحَي بو علي سينا وباباطاهر، وآثار "هَكمَتانه"، لا تزال "مفقودة" في الخارطة السياحية الداخلية والخارجية بسبب ضعف التغطية الإعلامية.
ورأى مديرعام "إرنا" إن الصورة المشوهة التي تبثها وسائل الإعلام الأجنبية تُعدّ من عوائق تنمية السياحة في إيران. مضيفاً: انه كلما تم توفير المزيد من المسارات لحركة السياح العالميين، كلما انعكست الآثار الإيجابية على تحسين صورة إيران وجغرافيتها وثقافتها وتنوعها البيولوجي.
كما شدّد على أن الإعلام الوطني مسؤول عن تعزيز السياحة الداخلية والخارجية، باعتبارها وسيلة لتنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. ووصف كهف علي صدر -أكبر كهف مائي في العالم -بأنه "معجزة إلهية" تستحق تسليط الضوء الإعلامي لجذب السياح وخلق فرص عمل محلية.
وأكد جابري أنصاري على أن وكالة "إرنا" تسعى لأن تكون وكالة أنباء وطنية احترافية، تواكب اسمها ورسالة الجمهورية الإسلامية، وتعمل على تصحيح الصورة السلبية عن إيران في الإعلام العالمي عبر عرض واقعها الغني بالثقافة والتاريخ والطبيعة.
أنشطة إعلامية لتعريف السيّاح بمعالم إيران السياحية
كما أشار المدير العام لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء إلى الدور المهم لبناء الصورة الذهنية في تطوير السياحة، وقال: نحتاج إلى انشطة إعلامية لتعريف السياح بمعالم إيران السياحية.
وفي اليوم الثالث من زيارته إلى محافظة همدان في إطار جولته الخامسة والعشرين لمحافظات البلاد، قام جابري أنصاري بزيارة كهف علي صدر، والتقى بالمدير التنفيذي لشركة علي صدر للسياحة والترفيه، وقال: ان كهف علي صدر من مظاهر عظمة الله تعالى، ويُعتبر من الأماكن التي تتجسد فيها الآيات القرآنية في أذهان البشر عند رؤيته. وأضاف: هذا الغار المائي يعد من الكنوز الثمينة، والمعالم الطبيعية موجودة في كل ركن من أركان إيران.
وفي إشارة إلى فرص العمل التي توفرها المعالم السياحية، مثل غار علي صدر، للسكان المحليين؛ بالإضافة إلى آثارها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية على المنطقة والبلاد، صرّح جابري أنصاري قائلاً: "هذه المعالم فعّالة للغاية في توسيع مدارك الناس، وإدراك عظمة خلق الله، وخلق حيوية اجتماعية لديهم". وأضاف: "كلما وسّعنا هذه الأماكن، زادت الفوائد الاجتماعية والعامة من حيث الاستقرار النفسي والمعنوي، واجواء السياحة، والتنوع في المجتمع الإيراني".
وأشار المدير العام لـ"إرنا" إلى أهمية هذا المجمع في تصوير إيران، قائلاً: "للأسف، تواجه إيران أزمة صورة في العالم، لأسباب سياسية، حيث تقف وسائل الإعلام العالمية المهيمنة في مواجهة مع الجمهورية الإسلامية".
وأكد: "أي مسار مُتاح لحركة السياح العالميين ستكون له آثار إيجابية على تحسين صورة إيران وجغرافيتها وثقافتها وتنوعها البيئي". وأضاف: "في الإدارة الجديدة لوكالة الجمهورية الإسلامية للانباء، حددنا ثلاثة مناهج رئيسية لنكون الإعلام الوطني والمهني والمرئي لإيران". وأكد: "إن إبراز القدرات والثروات الوطنية مهمة مهنية، ونسعى للابتعاد عن السجالات والخلافات السياسية اليومية، وأن نكون إعلامًا لجميع الناس وفي كل مكان في إيران".

البحث
الأرشيف التاريخي