رئيس الجمهورية، مشيراً إلى السلوك غير القانوني لقادة أمريكا:
مكائد الأعداء لن تجدي نفعاً في ظل التنسيق القائم بين مؤسسات البلاد
عُقد، صباح أمس الأربعاء، الاجتماع الـ115 للحكومة برئاسة الرئيس مسعود بزشكيان، حيث نوقشت مجموعة من الملفات التنفيذية والاقتصادية والسياسية.
وشدد الرئيس بزشكيان، خلال الاجتماع، على أن "تأمين وتسهيل معيشة المواطنين يجب أن يكون التوجيه الأهم للحكومة، ولا يجوز تحت أي ظرف تجاهله أو التقليل من أهميته"، وقال: "ينبغي ألا تتوقف الأنشطة الصناعية والإنتاجية بسبب نقص الكهرباء أو الغاز، كما يتعين على الأجهزة التنفيذية ترشيد النفقات وتعزيز الكفاءة والبدء بأنفسها في تطبيق مبدأ التوفير".
وأشار رئيس الجمهورية إلى ضرورة إزالة العقبات البيروقراطية وتعدد المرجعيات، خصوصاً في الجمارك، عبر "توحيد القيادة الإدارية لتبسيط معاملات المواطنين والتجار"، معتبراً أن هذا المسار يرفع مناعة المجتمع أمام الضغوط.
كما حذر الرئيس بزشكيان من إقصاء الخبراء والمتخصصين بسبب اختلافات أو مواقف سابقة، مؤكداً أن "استراتيجية الأعداء تقوم على تهميش الكفاءات الوطنية ودفعها إلى الإحباط، ولا ينبغي أن نساعد نحن في تحقيق هذا الهدف بأيدينا".
وفي مداخلته خلال الاجتماع، قدّم وزير الخارجية تقريراً عن لقاءاته ومفاوضاته مع مسؤولين أوروبيين وأميركيين قبل وأثناء زيارته إلى نيويورك، مؤكداً أن "إيران أبدت كل المرونة الممكنة لاستنفاد الحجج مع هذه الأطراف؛ لكن كما كان متوقعاً، أجهضت المساعي بسبب عراقيل أميركية".
من جهته، استعرض وزير الطاقة مستجدات إنشاء وتشغيل محطات الطاقة الشمسية واستعدادات البلاد لفصل الشتاء، فيما قدّم وزير الصناعة والتجارة تقريراً عن نتائج جولته في أفغانستان وروسيا وبيلاروسيا.
رسالة الرئيس بزشكيان لنظيره الصيني
في سياق آخر، كتب رئيس الجمهورية الجمهورية الإسلامية الإيرانية "مسعود بزشكيان"، في رسالة تهنئة إلى نظيره الصيني "شي جين بينغ" بمناسبة الذكرى السادسة والسبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية: إن اليوم الوطني للصين هو رمز للوحدة والتقدم والإنجازات الرائعة للشعب الصيني على طريق التنمية والازدهار، مما مهد الطريق للازدهار المشترك لدول العالم.
وصرح الرئیس بزشکیان: كما عبرت عنه خلال لقائي الأخير مع فخامتكم في بكين، فإن الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع جمهورية الصين الشعبية تعتبر أولوية مهمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وإن الظروف الدولية والإقليمية المتغيرة والمعقدة جعلت تعزيز وتوسيع العلاقات الشاملة أكثر ضرورة من أي وقت مضى. وأضاف: آمل أن تواصل العلاقات بين شعبي البلدين مسيرتها المتميزة بقوة في ظل الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
فرصة للتعبير عن مواقفنا المبدئية
في سياق آخر وفي تصريح له خلال اجتماع المجلس الأعلى للثورة الثقافية، أكد رئيس الجمهورية بأن زيارته الأخيرة إلى نيويورك أتاحت فرصة مؤاتية للإعلان عن المواقف المبدئية والرصينة للشعب الايراني، والكشف عن جرائم الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني المظلوم بغزة، وسط صمت وتقاعس المنظمات والمحافل الدولية وبعض الحكومات.
وقدّم رئيس الجمهورية شرحاً حول منجزات زيارته الأخيرة إلى نيويورك لحضور اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة الأممية، ومباحثاته على هامش القمة مع رؤساء وقادة الدول المختلفة، والتصريحات التي أدلى بها لوسائل الإعلام، واللقاء مع الحركات الأمريكية المناهضة للحروب، فضلاً عن لقائه الودي مع الجالية الإيرانية المقيمة في هذا البلد.
وحول لقائه بالرعايا الايرانيين، أوضح الرئيس بزشكيان: إن من أكثر المطالب تكراراً لهؤلاء الأعزاء، هو تسهيل ظروف عودتهم إلى أرض الوطن، وتهيئة الأرضيات المناسبة لنشاطاتهم؛ مؤكداً بأن الحكومة وضعت هذا الأمر بشكل خاص على جدول أعمالها؛ وسيتم عاجلاً إعداد وإصدار قانون يفضي إلى تعزيز ثقة هؤلاء المواطنين وخاصة المستثمرين منهم وحثهم على العودة.
السلوك غير المبرر وغير القانوني للقادة الأمريكيين
على صعيد آخر، تطرّق رئيس الجمهورية إلى السلوك غير المبرر وغير القانوني للقادة الأمريكيين حيال اقتراحات إيران البنّاءة فيما يخص الملف النووي، قائلاً: إن هذا النهج كشف عن نوايا هؤلاء بأنهم لا يريدون حل القضية عبر السبل الدبلوماسية والمنطقية العادلة، وإنما لجأوا إلى تفعيل "آلية الزناد" بهدف تشديد الضغوط على الشعب الإيراني وإثارة الاضطرابات في الداخل؛ مشدداً بالقول: لكن مع ذلك، فإن هذه المكائد لن تجدي نفعًا في ظل التعاطف والتنسيق القائم بين المؤسسات، والتركيز على معیشة الشعب، والعمل على خفض التكاليف، وإدارة الطاقة، وتوسيع التجارة مع الدول المجاورة.
