داعياً إلى توسيع التعاون في الأطر الإقليمية..

عارف يدعو لتفعيل الأسواق الحدودية بين إيران وباكستان

أكد النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد رضا عارف، خلال لقائه يوم الثلاثاء في طهران بوزير التجارة الباكستاني جام كمال خان، ضرورة تفعيل اللجنة الاقتصادية المشتركة بين إيران وباكستان؛ منوهاً إلى أهمية تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بشأن الأسواق الحدودية بين البلدين.
وأشار عارف، في هذا اللقاء، إلى العلاقات التاريخية والثقافية والدينية العميقة التي تجمع الشعبين؛ واصفاً هذه المشتركات بأنها توفر أرضية خصبة لتوسيع التعاون الثنائي في مختلف المجالات، لاسيما الاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية.
وأعرب نائب رئيس الجمهورية عن شكره لمواقف باكستان حكومة وشعباً خلال الحرب الـ12 يوماً الأخيرة؛ مؤكداً بأن صوت باكستان كان واحداً في تلك الأيام وهو دعم إيران وإدانة إعتداءات الكيان الصهيوني. وأضاف: إن البلدين يتبنيان مواقف متقاربة فيما يخص القضايا السياسية والإقليمية والدولية، بما فيها القضية الفلسطينية.
وشدد عارف بأن غياب وحدة الموقف بين الدول الإسلامية أفسح المجال أمام الكيان الصهيوني لمهاجمة الشعب الفلسطيني؛ مؤكداً بأن تعزيز التضامن الإسلامي هو السبيل الوحيد لردع الاعتداءات الصهيونية وحماية حقوق الأمة الإسلامية. ودعا إلى توسيع التعاون بين طهران واسلام آباد في الأطر الإقليمية مثل منظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة التعاون الاقتصادي «إيكو»؛ مشيراً إلى استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتقاسم خبراتها في مجالات التكنولوجيا المتقدمة كالذكاء الاصطناعي، وبما يسهم في رفاه شعبي البلدين. كما دعا إلى تنمية التعاون السياحي والارتقاء بمستوى المبادلات الاقتصادية بين إيران وباكستان عبر آليات متعددة من بينها تجارة المقايضة.
من جانبه، أعرب وزير التجارة الباكستاني عن شكره لإيران على كرم الحفاوة والاستقبال، وقدّم تعازيه باستشهاد عدد من القادة والمواطنين خلال الحرب الصهيونية الأخيرة؛ مؤكداً على أن باكستان أدانت بوضوح تلك الاعتداءات. وأشاد كمال خان بمبادرة إيران في الوساطة بين باكستان والهند؛ مبيّناً أن اجتماعاته في طهران، خصوصاً مع وزيرة الطرق وبناء المدن، كانت مثمرة.
وأكد الوزير الباكستاني أن انعقاد المنتدى الاقتصادي في إيران بمشاركة أكثر من 500 ناشط من القطاع الخاص، فتح آفاقاً جديدة للتعاون بين البلدين؛ مشيراً إلى أن هناك طاقات كبيرة لزيادة حجم المبادلات التجارية، ودعا إلى تطوير التعاون الثنائي في مجال الأمن الغذائي.
الوصول إلى 10 مليارات دولار في التجارة
من جانبها، أعلنت وزيرة الطرق وبناء المدن الإيرانية، فرزانه صادق، عن توقيع 13 مذكرة للتعاون خلال الاجتماع الثاني والعشرين للجنة التعاون الاقتصادي المشتركة بين إيران وباكستان؛ مؤكدة بأن هذه الاتفاقيات ستهيئ الأرضية لزيادة التعاون التجاري الثنائي وصولاً إلى 10 مليارات دولار سنوياً.
وفي تصريح لها خلال حفل اختتام الاجتماع الثاني والعشرين للجنة الاقتصادية المشتركة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية الإسلامية الباكستانية، يوم الثلاثاء، لفتت الوزيرة صادق إلى أن هذا الاجتماع يعقد بعد توقف استمر 3 سنوات، وقد اختتم أعماله بنجاح.
وعبّرت وزيرة الطرق عن تقديرها لـ«الحكومة والبرلمان والشعب ووسائل الإعلام في دولة باكستان الصديقة والشقيقة والجارة المسلمة، لقاء مواقفهم الداعمة بامتياز خلال العدوان الذي شنه الكيان الصهيوني على مدى 12 يوماً ضد إيران». كما عزّت وزيرة الطرق بضحايا حادث السيل الذي وقع في باكستان مؤخراً.
وفي ختام هذه المراسم، تم التوقيع على محضر اجتماع للتعاون بين هيئة السكك الحديدية في كلا البلدين.
التوصل إلى اتفاق في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك
من جهته، قال وزير التجارة الباكستاني: لقد توصلنا إلى اتفاق وتفاهم مع إيران في جميع المجالات الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك؛ كما أعلن عن التحضير لعقد الاجتماع الثالث والعشرين للجنة الاقتصادية المشتركة في أقرب وقت ممكن بهدف متابعة هذه الاتفاقيات.
كمال خان أدلى بهذا التصريح في ختام أعمال اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية الإسلامية الباكستانية، مردفاً: لقد عقدنا في هذه الزيارة العديد من الاجتماعات مع مسؤولين إيرانيين، بمن فيهم وزيرة الطرق وبناء المدن، ووزير الصناعة والتعدين والتجارة، ووزير الجهاد الزراعي، والنائب الأول لرئيس الجمهورية. وأضاف: إلى جانب المحادثات والتفاهمات الثنائية، انضمت إلينا 50 شركة باكستانية على هامش نشاطات اللجنة المشتركة، وعقدت اجتماعات عمل مع نظيراتها الإيرانية.
وفي الختام، أشار وزير التجارة الباكستاني إلى أن «هذه لم تكن لتتحقق لولا دعم رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف والرئيس الإيراني مسعود بزشکیان».
البحث
الأرشيف التاريخي