عراقجي يؤكد أهمية الاستفادة من الفرص الاقتصادية الضخمة بين البلدين:

العلاقات بين إيران وتونس إيجابية وبنّاءة

وصف وزير الخارجية سيد عباس عراقجي تعزيز حجم التجارة بين إيران وتونس بأنه ضرورة لتعزيز قوة الإرادة، مشيرا الى أن العلاقات السياسية والدبلوماسية بين إيران وتونس كانت دائما إيجابية وبناءة.
وكان قد أجرى وزير الخارجية سيد عباس عراقجي زيارة إلى تونس استغرقت يومًا واحدًا الأسبوع الماضي، وخلال هذه الزيارة، التي كانت أول زيارة له إلى تونس بعد توليه منصب وزير الخارجية، التقى برئيس الجمهورية ووزير خارجيتها وتحدث معهما.
كما نشر مقالا في وسائل الإعلام التونسية حول العلاقات الثنائية بين إيران وتونس. وكتب عراقجي: تتمتع تونس، مهد الحضارة والثقافة على الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، بمكانة رفيعة ومتميزة في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية. وتقوم العلاقات بين البلدين، المتجذرة في التاريخ، على الأخوة والاحترام المتبادل والقواسم المشتركة الدينية والثقافية العميقة والأهداف الدولية المشتركة، وقد شهدت في السنوات الأخيرة، بعزم راسخ، تطورًا إيجابيًا وديناميكيًا.
تعزيز الروابط الوثيقة مع العالم الإسلامي
واضاف عراقجي: لطالما اتسمت العلاقات الدبلوماسية بين إيران وتونس، المستمرة منذ أكثر من ستة عقود، بأجواء مفعمة بروح الأخوة والصداقة والتفاهم المتبادل. تُعدّ هذه العلاقة مثالاً ساطعاً على التزام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتعزيز الروابط الوثيقة مع العالم الإسلامي، على أساس المصالح المشتركة واحترام السيادة الوطنية. وجاء في المقال: «حتى في ظلّ أشدّ الظروف الإقليمية اضطراباً، كانت هذه العلاقة صادقة وثابتة ومتنامية القوة». شكّلت الزيارة التاريخية للرئيس التونسي قيس سعيد إلى إيران في حزيران/يوينو 2024 ، ولقاؤه بقائد الثورة الإسلامية، نقطة تحوّل فتحت صفحة جديدة من التعاون الشامل بين البلدين، وأكدت العزم المشترك على تعزيز هذه العلاقات.
تونس تقف إلى جانب الحق
وأضاف وزير الخارجية في مقاله: أنه خلال العدوان الأخير للكيان الصهيوني على الأراضي الإيرانية، أظهر الموقف الثابت والمبدئي والدعم القيّم من جانب تونس، حكومةً وشعباً، للجمهورية الإسلامية الإيرانية عمق العلاقات الأخوية والتضامن الراسخ بين البلدين. وتابع قائلا: إن هذا الدعم، الذي جاء في إطار المبادئ المشتركة المتمثلة في مقاومة البلطجة والدفاع عن سيادة الدول ووحدة أراضيها، محل تقدير وامتنان عميقين من جانب إيران حكومةً وشعباً، وأظهر أن تونس تقف إلى جانب الحق في وجه الصواب والخطأ.
النهج المشترك المشرف للبلدين
وأضاف: لطالما كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتونس على وفاق وانسجام على الساحة الدولية. ومن بين النهج المشترك المشرف للبلدين في التعامل مع التطورات الراهنة، المعارضة الحازمة للتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول، ودعم القضية الفلسطينية، والتصدي للمحاولات الفاشلة وغير المبررة لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب.
الاستعداد للتعاون مع تونس
في مختلف المجالات
وأردف: على الرغم من أن العلاقات السياسية والدبلوماسية بين إيران وتونس كانت دائما إيجابية وبناءة، إلا أنه لا بد من الاعتراف بأن الإمكانات الاقتصادية الهائلة بين البلدين لم تُستغل بالكامل بعد. يتطلب تعزيز حجم التجارة المتبادلة قفزة نوعية وعزيمة مضاعفة. ولحسن الحظ، فإن العزم الراسخ لكبار المسؤولين في البلدين على تطوير وتنويع العلاقات الاقتصادية يبشر بمستقبل مشرق في هذا المجال. واضاف عراقجي: إن تعزيز التعاون السياحي من خلال الاستفادة من إلغاء التأشيرات الثنائية، وإنشاء رحلات جوية مباشرة بين البلدين، وعقد جولة جديدة من اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة، وتطوير التبادلات التجارية في مختلف المجالات، والتعاون في مجال التكنولوجيا، من بين الخطوات الفعالة التي يمكن أن تعزز العلاقات الاقتصادية بين البلدين بشكل أكبر. إن إيران مستعدة للتعاون مع تونس في مختلف المجالات من خلال الاستفادة من خبراتها ومعرفتها التقنية وتقنياتها المحلية.   وتابع قائلا: إن تعزيز التفاعلات الثقافية والفنية، وخاصةً في مجالات السينما والموسيقى ومعارض الحرف اليدوية والرياضة، يُسهم إسهامًا كبيرًا في تعزيز التفاهم المتبادل وتوطيد العلاقات الشعبية بين البلدين. وتُعدّ قواسمنا الدينية والثقافية المشتركة دعمًا كبيرًا لذلك.
القواسم المشتركة
ويُعدّ الحضور الناجح للفنانين الإيرانيين، وخاصةً ممثلي المسلسل التلفزيوني الشهير «النبي يوسف» وفيلم «الملك سليمان» في المهرجانات التونسية، دليلًا واضحًا على تقدير الثقافة التونسية للقدرات الفنية الإيرانية.
وبفضل هذه القواسم المشتركة، يُمكن للسياحة بين البلدين، التي شهدت ازدهارًا غير مسبوق بعد تطبيق نظام الإعفاء من التأشيرة المتبادل، أن تُشكّل فرصةً استثنائيةً لتعزيز أواصر الأخوة بين الشعبين. يكتب: هنا أتذكر بيتين جميلين وخالدين للشاعر التونسي الكبير «أبو القاسم الشابي» الذي كتب:
إذا الشعب يوما أراد الحياة... فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي... ولا بد للقيد أن ينكسر
وفي ختام هذه المذكرة أورد عراقجي: وأخيرًا، أهنئ المنتخب التونسي لكرة القدم بفرح غامر على تأهله إلى كأس العالم 2026، وأتمنى لهذا الفريق وللمنتخب الوطني لكرة القدم للجمهورية الإسلامية الإيرانية التوفيق والنتائج الباهرة في هذا الحدث العالمي المهم.
اجتماع طارئ في المجلس بحضور وزير الخارجية
الى ذلك، أعلن المتحدث باسم هيئة رئاسة مجلس الشورى الاسلامي عن عقد اجتماع طارئ للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي، بمشاركة وزير الخارجية.
واوضح النائب عباس كودرزي: ان الاجتماع الطارئ للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بحضور وزير الخارجية سيد عباس عراقجي بحث مراجعة الاتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال: عقد هذا الاجتماع عصر السبت في مجلس الشورى الاسلامي. وأشار إلى أنه وفقًا للقانون الذي أقره مجلس الشورى الاسلامي، يجب موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي على أي تعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واضاف: بالنظر إلى الإشراف على الامتثال لهذه المادة القانونية والجوانب الأخرى لهذه الاتفاقية، فقد تقرر بأمر من رئيس مجلس الشورى الاسلامي أن تعقد لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية اجتماعا بحضور وزير الخارجية عراقجي.  واختتم تصريحه قائلاً: كما تقرر أن تتم متابعة هذا الموضوع أيضاً من قبل أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي.

 

البحث
الأرشيف التاريخي