عراقجي، مُديناً الإجراءات الأحادية والمتعسفة التي تتخذها أمريكا:

التهديد باستخدام القوّة ضدّ دول مستقلة انتهاك لميثاق الأمم المتحدة

أدان وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقوة الإجراءات البلطجية وأحادية الجانب التي تمارسها أمريكا ضد الدول الأخرى، قائلاً: إن التهديد باستخدام القوة ضد دول مستقلة نامية أخرى يُعدّ انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة، ويمثل خطراً واضحاً على السلام والأمن الدوليين، ويجب على جميع الدول المسؤولة، إدراكاً منها للظروف الخطيرة الراهنة، أن تمنع انتشار الفوضى وعدم الأمن.
وخلال محادثة هاتفية أجراها سيد عباس عراقجي مع نظيره الفنزويلي إيفان خيل بينتو، مساء أمس الأول، تمت مناقشة العلاقات الثنائية وتطورات منطقة الكاريبي في أعقاب التحركات الأمريكية الأخيرة في تلك المنطقة. كما أعلن عراقجي، خلال هذا الاتصال، تضامن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودعمها لشعب فنزويلا في مواجهة البلطجة الأمريكية.
وأشار وزير خارجية فنزويلا إلى تصاعد التهديدات غير القانونية من قبل أمريكا ضد بلاده، مشیراً إلى الوضع الراهن في المنطقة، وشكر إيران على موقفها المبدئي في الدفاع عن مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، وضرورة احترام السيادة الوطنية والوحدة الإقليمية لفنزويلا.
العلاقات مع أوروبا والغرب
كما قال وزير خارجية: على الدول الأوروبية الثلاث تغيير نهجها التدميري للخروج من لعبة الخسارة للجميع. وأضاف: إذا كانت أوروبا تسعى حقاً إلى حل دبلوماسي، وإذا كان الرئيس الأمريكي يريد تركيز جهوده على القضايا الحقيقية، لا على الأزمات التي تُصنع في تل أبيب، فعليهم أن یمنحوا الدبلوماسية الوقت والمساحة اللازمين للنجاح، ولن يكون البديل مُرضيا على الإطلاق.
وعبر عراقجي عن وجهة نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن العلاقات مع أوروبا والغرب في مقال نشرته صحيفة «الغارديان»، وقال: لأكثر من عقدين من الزمن، كانت أوروبا في قلب الأزمة المُفتعلة المحيطة بالبرنامج النووي السلمي لبلدي. يعكس دور أوروبا، من نواحٍ عديدة، الوضع الأوسع لعلاقات القوة على الصعيد الدولي وأوروبا التي كانت في السابق قوة معتدلة تسعى لاحتواء أمريكا الساعية للحرب، أصبحت الآن عاملاً في إطار تعزیز مطامع واشنطن.
وكتب في مقاله: تريد الدول الأوروبية الثلاث أن ينسى العالم أن الولايات المتحدة - وليس إيران - هي من انسحبت من جانب واحد من خطة العمل المشترك الشاملة وتريد الدول الأوروبية الثلاث أيضاً نسيان عدم امتثالها للالتزامات بموجب هذا الاتفاق ودعمها المخزي لقصف إيران في يونيو/ حزيران من هذا العام.
وأوضح: كما أكدت الصين وروسيا، فإن التنفيذ العشوائي للدول الأوروبية الثلاث لالتزاماتها الدولية یدمر مصداقية أفعالها تماماً. قد يبدو أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا اتخذت هذه الخطوة بدافع العناد؛ لكن الحقيقة هي أنها سلكت هذا المسار الخطير عمدا، ظانة أنها بذلك ستكسب موطئ قدم في قضايا أخرى مطروحة. هذا خطأ كارثي في الحسابات، ومن المؤكد أنه سيؤتي بنتائج عكسية. 
إجراء محادثات صادقة
وأردف وزير الخارجية في مقاله: في الواقع، إذا استطاعت الدول الأوروبية الثلاث إثبات تنفيذ التزام واحد فقط من تعهداتها، فستتخلى إيران بأذرع مفتوحة عن متابعة جميع حقوقها في إطار آلية «سناب باك». وأوضح: لابد من القول إنه لا يزال هناك وقت وضرورة لإجراء محادثات صادقة، ويجب أن تبدأ هذه المحادثات بفهم حقيقي لمعنى «المشاركة» في خطة العمل المشترك الشاملة. هذا الفهم، إلى جانب «حسن النية»، شرط أساسي «لتنفيذ بنود الاتفاق». وأكمل: من غير المنطقي أن تزعم ثلاث دول أوروبية مشاركتها في اتفاق يعتمد على تخصيب اليورانيوم في إيران، وفي الوقت نفسه تطلب من إيران التخلي عن التخصيب.
على الترويكا الأوروبية تغيير نهجها التدميري
وأكمل موضحاً: لتجنب هذه اللعبة الخاسرة، يجب على الدول الأوروبية الثلاث تغيير نهجها التدميري، ليس لإرضاء إيران، بل مع إدراك أن التضحية بالمصالح الأمنية في ملف واحد لا يمكن أن يخلق لها دوراً في مسائل أخرى. إيران مستعدة للتوصل إلى اتفاق واقعي ومستدام يتضمن رقابة صارمة وفرض قيود على التخصيب مقابل الغاء العقوبات. إن تجاهل الفرصة السانحة لتغيير النهج قد يكون له تداعیات وخيمة على نطاق جدید في المنطقة وخارجها. قد تتظاهر «إسرائيل» بقدرتها على القتال نيابة عن الغرب؛ ولكن كما ثبت في يونيو/ حزيران من هذا العام، فإن الواقع هو أن القوات المسلحة الإيرانية القوية مستعدة وقادرة على إجبار «إسرائيل» على اللجوء مجددًا إلى «عرابها».
وأكمل: لقد كلف التحرك الإسرائيلي الفاشل هذا الصيف دافعي الضرائب الأميركيين مليارات الدولارات، وقلّلَ بشكلٍ كبيرٍ من المعدات الحيوية للجيش الأمريكي، وكشف عن واشنطن كلاعب غير مسؤول کما كشف عن كون واشنطن طرفا غير مسؤول، مستعدة للانجرار إلى حروب يفرضها نظام مارق. إذا كانت أوروبا تسعى حقاً إلى حل دبلوماسي، وإذا كان الرئيس الأمريكي يريد تركيز جهوده على القضايا الحقيقية، لا على الأزمات التي تُصنع في تل أبيب، فعليهم أن یمنحوا الدبلوماسية الوقت والمساحة اللازمين للنجاح، ولن يكون البديل مُرضياً على الإطلاق.

 

البحث
الأرشيف التاريخي