الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • رياضة وسياحة
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثمانمائة واثنان وأربعون - ١٦ أغسطس ٢٠٢٥
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثمانمائة واثنان وأربعون - ١٦ أغسطس ٢٠٢٥ - الصفحة ۳

خلال مشاركته في اجتماع رؤساء وزراء الاتحاد الأوراسي في قيرغيزستان

عارف: مستعدون لتوسيع علاقاتنا مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي

أشاد النائب الأول لرئيس الجمهورية بمواقف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوراسي الداعمة والبنّاءة ضد اعتداءات الكيان الصهيوني وأمريكا على إيران، مؤكداً على أن هذه المواقف تأتي في وقت يشهد فيه العالم تقاعس مجلس الأمن الدولي تجاه الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة من جانب الكيان الصهيوني وأمريكا.
وفي كلمة له أثناء مشاركته في اجتماع رؤساء وزراء الاتحاد الأوراسي في قيرغيزستان، قال محمد رضا عارف: في شباط/ فبراير الماضي، وخلال اجتماع ألماتي الذي شهد أول مشاركة للجمهورية الإسلامية الإيرانية بصفة مراقب في مجلس الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، طرحت رؤيتي حول الاندماج الإقليمي وتعميق العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والاتحاد. وأضاف: إن القمة الأخيرة لقادة الاتحاد التي عقدت في مينسك تزامنت مع الاعتداءات التي شنّها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على إيران، ولهذا السبب لم يتمكن الرئيس بزشكيان من حضورها، وشارك بدلاً من ذلك عبر تقنية الفيديو كونفرانس لعرض وجهات نظره. وأعرب النائب الأول لرئيس الجمهورية عن تقديره لمواقف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوراسي الداعمة والبنّاءة ضد هذه الاعتداءات، مؤكداً: يأتي هذا في وقت شهدنا فيه صمت وعجز مجلس الأمن الدولي إزاء الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة من قبل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة. وتابع: إن الاعتداء على دولة عضو في الأمم المتحدة، والهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وقتل المدنيين، وارتكاب عمليات غير قانونية وإجرامية ضد القوات العسكرية خارج مناطق مهماتهم، وسفك دماء النساء والأطفال والمواطنين العاديين والعلماء، قد كشف بوضوح أهداف الكيان الصهيوني في نشر الفوضى وانعدام الأمن في المنطقة. وقال عارف: اليوم، يشهد العالم إجراءات هذا الكيان في فرض التجويع على الشعب المظلوم في غزة، بل وحتى احتلالها الكامل، وهو ما يُعد جريمة ضد الإنسانية واستمراراً لسياسة الإبادة الجماعية. والجمهورية الإسلامية الإيرانية، إذ تدين هذه الأعمال الوحشية، فإنها تذكّر مجدداً بالمسؤولية المشتركة والجماعية لجميع الدول لوقف الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وجرائم الإبادة المرتكبة في غزة.
توسيع التعاون مع الاتحاد في المجالات الرئيسية
وأكد النائب الأول لرئيس الجمهورية استعداد طهران لتوسيع التعاون مع الاتحاد في المجالات الرئيسية، بالتوازي مع تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة، ليشمل ذلك قطاعات التجارة والطاقة والتقنيات الحديثة والترانزيت والمواصلات، وقال: إن دخول اتفاقية التجارة الحرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والاتحاد الاقتصادي الأوراسي حيّز التنفيذ، يتيح فرصاً استثنائية أمام اقتصادات الدول الأعضاء والقطاع الخاص، كما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وتعميق التعاون الإقليمي البنّاء. وأضاف: إن أول اجتماع للجنة المشتركة المنبثقة عن الإتفاقية سيُعقد في النصف الثاني من سبتمبر المقبل، برئاسة وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني ووزير التجارة في الاتحاد، لمراجعة تقارير فرق العمل المختلفة ومتابعة التنفيذ الكامل والفعّال للاتفاقية ووضع خارطة طريق للتعاون.
ضرورة تطوير وتعميق التعاون
مع روسيا 
إلى ذلك، أكّد النائب الأول لرئيس الجمهورية على أن استراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم على رفض تدخل الدول والقوات الأجنبية، ولا سيما في الشؤون الجيوسياسية للمنطقة؛ مشدداً على أن الظروف الإقليمية تفرض على إيران وروسيا إجراء مزيد من الحوارات، وأن المشاورات الدبلوماسية بين البلدين خلال الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوماً ضد إيران كانت بالغة الأهمية.
وعلى هامش اجتماع رؤساء وزراء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، التقى النائب الأول لرئيس الجمهورية، محمد رضا عارف، صباح الجمعة بالتوقيت المحلي، رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، حيث تناول أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين في القضايا الإقليمية، مؤكداً على أن إيران على استعداد كامل لزيادة التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف والإقليمي مع روسيا. وأشار عارف إلى أن إيران سعت دائماً للحوار وبناء الثقة بشأن أنشطتها النووية السلمية؛ لكن الدول الغربية حوّلت الملف النووي الإيراني منذ البداية إلى مشروع سياسي.
وفي معرض حديثه عن مواقف بعض الدول الأوروبية بشأن آلية «سناب باك»، أوضح عارف: إن إيران ترى من الناحية القانونية أن الدول الأوروبية الثلاث ليست لها صلاحية للتدخل في هذه المسألة، وأن مقترحاتها تعني عمليًا الاعتراف بالمواقف غير المبدئية للولايات المتحدة في المفاوضات النووية. وأضاف: إن إيران لم تسع يوماً إلى الاستخدام غير السلمي للتكنولوجيا، خاصة النووية، وأن الكيان الصهيوني، بالتعاون مع الولايات المتحدة، شنّ هجوماً على إيران في منتصف المفاوضات غير المباشرة، ما أسفر عن اغتيال أساتذة بارزين وقادة عسكريين ومواطنين إيرانيين، من دون أي مبرر منطقي، وفي وقت كانت فيه المفاوضات -وفق التصور الأمريكي -تقترب من مرحلة بناء الثقة. وأشار إلى أن طهران تؤمن بضرورة تطوير وتعميق التعاون مع روسيا في جميع المجالات، لافتاً إلى أن إمكانات التعاون بين البلدين تفوق ما هو قائم حالياً، وأن بعض العراقيل البيروقراطية تبطئ هذا التعاون، داعياً إلى تفعيله ضمن إطار البرنامج الاستراتيجي الشامل، خصوصاً في مجالات الطاقة والسياحة والنقل والسكك الحديدية والممرات التجارية.  كما شدد على ضرورة تنشيط اللجان المشتركة بين البلدين، وتبادل الإنجازات العلمية والتكنولوجية الإيرانية-الروسية.  من جانبه، قال رئيس الوزراء الروسي: إن التعاون التجاري والاقتصادي بين روسيا وإيران شهد نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، مشيراً الى أن تنفيذ إتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الأوراسي سيؤثر إيجاباً على حجم العلاقات مع دول المنطقة، وأن مشروع ممر الشمال-الجنوب له أهمية خاصة في تعزيز هذه العلاقات. ولفت ميخائيل ميشوستين إلى الاتصالات الدبلوماسية المستمرة والبنّاءة بين قادة البلدين، مؤكداً على ضرورة تعزيز التعاون في المجالات العلمية والتكنولوجية والسياحية، وتنفيذ الإتفاقيات والتفاهمات المشتركة. 
الإرتقاء بالعلاقات الاقتصادية الإيرانية-القيرغيزية
في سياق آخر، أشار النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى العلاقات الثقافية والتاريخية والحضارية العريقة بين إيران وقيرغيزستان، مؤكداً على أن مستوى العلاقات الاقتصادية بين طهران وبيشكيك يجب أن يرتقي بما يتناسب مع العلاقات الثقافية والتاريخية وأن يشهد طفرة أساسية. وعلى هامش اجتماع رؤساء وزراء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وخلال لقائه رئيس وزراء قيرغيزستان، قاسم علييف، أشار النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى الهجمات التي شنها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة في منتصف المفاوضات الإيرانية-الأمريكية غير المباشرة، معتبراً إياها انتهاكاً للقانون الدولي والأنظمة الخاصة بتأمين المنشآت النووية السلمية، معرباً عن تقديره لمواقف قيرغيزستان في إدانة هذه الهجمات ضمن الأطر المختلفة والمهمة إقليمياً. وأشار عارف إلى نمو التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين بنسبة 30%، مؤكداً على أن إتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الأوراسي تمثل فرصة مناسبة لرفع مستوى العلاقات في مجالات التجارة والتعاون بين القطاع الخاص في البلدين، إلى جانب تشكيل لجنة للاستثمار وتفعيل اللجنة المشتركة للتعاون بين البلدين كحلول أخرى لتعميق وتوسيع العلاقات بين القطاعين الخاصين في البلدين. كما شدد النائب الأول لرئيس الجمهورية على تسهيل إصدار التأشيرات للسياح ورجال الأعمال الإيرانيين، وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد وفرت البنى التحتية اللازمة لاستقبال مواطني قيرغيزستان في إيران، ويجب الإسراع في إطلاق الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين. وأكد عارف كذلك على أهمية تطوير وتعميق العلاقات الثنائية في المجالات المالية والمصرفية، والسياحة، والنقل واللوجستيات، وتبادل الطلاب والأساتذة، والتقنيات المتقدمة والناشئة، خاصة الذكاء الاصطناعي؛ مضيفاً: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية على استعداد تام لنقل خبراتها وإنجازاتها إلى الجانب القيرغيزي، وكذلك تسهيل وصول قيرغيزستان إلى المياه الحرة. وتابع قائلاً: إن السياحة، نظراً لتأثيرها في توسيع وتطوير العلاقات، تمثل مجالاً مناسباً لزيادة التعاون بين البلدين، وأن الإمكانات السياحية الكبيرة لدى إيران وقيرغيزستان تقتضي زيادة حجم تبادل الزيارات بين مواطني البلدين أكثر من السابق.
دعوة رئيس وزراء قيرغيزستان
لزيارة طهران 
وشدد عارف على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في إطار استراتيجيتها لتطوير التعاون مع دول المنطقة والدول المجاورة، قد منحت صلاحيات خاصة لمحافظاتها الحدودية لبدء علاقات تعاونية مع الدول المجاورة. كما وجّه النائب الأول لرئيس الجمهورية دعوة إلى رئيس وزراء قيرغيزستان لزيارة إيران، من أجل مواصلة الإنجازات والإتفاقيات الثنائية في مسار مشترك ومتین.
بدوره، أكد رئيس وزراء قيرغيزستان على أن بلاده تولي أهمية كبيرة لعلاقات الصداقة المتينة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإن زيادة التعاون الثنائي إلى جانب الزيارات الدبلوماسية الأخيرة بين قادة البلدين تمثل نقطة تحول في تفعيل العلاقات، مشيراً إلى ضرورة تفعيل اللجان المشتركة بين البلدين لتوسيع التعاون الاقتصادي وبقية المجالات أكثر من أي وقت مضى.
وأكد قاسم علييف على أهمية حجم التبادل بين البلدين، مضيفاً: إن مسودة إتفاقية التعاون بين إيران وقيرغيزستان من أجل الوصول إلى مستوى جديد من المبادلات والعلاقات يجب أن تُنجز بأسرع وقت، وأن التعليمات قد أعطيت لكافة أجهزة الحكومة القيرغيزية لمتابعة التفاهمات والاتفاقات الثنائية. وأوضح: إن إطلاق رحلات مباشرة بين إيران وقيرغيزستان إلى جانب تسهيل العلاقات المالية والمصرفية سيسهم في تطوير الاتصالات. وختم علييف بالقول: نحن مهتمون جداً بتطوير العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف مع إيران في مختلف المجالات. يذكر أن النائب الأول لرئيس الجمهورية غادر طهران يوم الخميس إلى قيرغيزيا على رأس وفد للمشاركة في الاجتماع الوزاري الأول للاتحاد الأوراسي. وكانت إيران قد انضمت العام الماضي إلى عضوية الاتحاد الاقتصادي الأوراسي كمراقب.

 

البحث
الأرشيف التاريخي