في مواجهة واسعة مع التحالف الاستخباراتي الصهيوني-الغربي
وزارة الأمن تكشف عن إجراءاتها وإنجازاتها خلال العدوان الصهيوني
أصدرت وزارة الأمن الإيرانية بيانًا توضيحيًا بشأن الإجراءات الأمنية والاستخباراتية التي قامت بها خلال الدفاع المقدس في الحرب المفروضة لـ12 يومًا، كاشفة عن مواجهة موسّعة مع التحالف الاستخباراتي الغربي، وعن جهودها في كشف وإحباط مخططات تخريبية وتجسسية وإرهابية واسعة.
وأكدت وزارة الأمن، في بيانها، أن المعركة التي تم خوضها خلال تلك الأيام لم تكن مجرد حرب عسكرية، بل كانت عملية شاملة اعتمدت على عناصر مركبة من الحرب العسكرية، والأمنية، والاستخباراتية، والمعرفية، وحرب الإدراك، إضافة إلى عمليات إرهابية، وتخريب، وزعزعة الاستقرار الداخلي، وإثارة الفوضى، وذلك بهدف إخضاع إيران، وإسقاط النظام الإسلامي، وتمزيق وحدة إيران الجغرافية، وفق ما جاء في البيان.
واتهمت الوزارة في بيانها الولايات المتحدة بأنها الراعي الرئيسي لهذه المؤامرة، بالتعاون مع الكيان الصهيوني وعدد من الدول الأوروبية، وجماعات معارضة مسلحة، وتكفيريين، ومهربين مسلحين.
وكشف البيان عن إحباط مخططات لاغتيال 23 من كبار المسؤولين الإيرانيين خلال أيام الحرب، إضافة إلى 13 مؤامرة اغتيال أخرى كانت تُحضّر خلال الأشهر السابقة، ليصل مجموع العمليات التي تم إحباطها إلى 35 محاولة اغتيال لمسؤولين سياسيين وعسكريين بارزين.
وكذلك كشف وتفكيك شبكات تجسس تعمل لصالح الموساد، واعتقال 20 جاسوسًا، من بينهم عناصر تنفيذية ولوجستية، في محافظات طهران، البرز، قزوين، أراك، أصفهان، فارس، كرمان، خوزستان، زنجان، مازندران، أذربايجان الغربية، وكردستان. وفي ثلاث حالات خاصة، تمّ التعاون مع أجهزة استخباراتية عسكرية تابعة للقوات المسلحة الإيرانية. كما تم كشف قاعدة سرّية قريبة من الحدود الجنوبية الشرقية للبلاد تضم 300 عنصرًا إرهابيًا أجنبيًا كانوا يستعدون للتسلل إلى داخل إيران، وتم منع أي تحرّك منهم.
وكشف البيان عن محاولة للكيان الصهيوني لتجنيد مئات المرتزقة من المجموعات الإرهابية، مؤكداً أن تحركاتهم خاضعة للرصد والمتابعة الدقيقة. كما أشار البيان إلى جهود مكثفة لمواجهة التيارات البهائية والفرق الضالة، والشبكات التخريبية، ومخططات التجنيد والتغلغل الاجتماعي، والهجمات السيبرانية المعادية. وكشف البيان بأنه تم تنفيذ إجراءات متنوعة وهجومية ومعلوماتية (تجسس هجومي) في مدن مختلفة داخل الأراضي المحتلة ضد مصالح الكيان الصهيوني والمافيا الحاكمة فيه. من بين الخطوات التي تم تنفيذها، توظيف عناصر استخباراتية وعملية من أعمق الطبقات العسكرية والأمنية للكيان لأداء المهام المكلفة، واستلام تقارير موثقة ومصورة عن الإجراءات والتأكد من صحتها. ويُعلن الآن بيقين أن الكيان الصهيوني المأزوم، رغم اعتقاله عددا من العملاء الصهاينة، فإن الجزء الأكبر والأكثر حساسية من المهام ما زال مستمرا. من جهة أخرى، فإن الكشف عن تلك الحالات القليلة تسبب في قلق بالغ للكيان الإجرامي، دفعه إلى «الإضرار بنفسه» وردود فعل فضائحية من قبل أجهزة مختلفة داخل الكيان. ومن ردود الفعل تلك إصدار تحذيرات عامة متعددة من قبل أجهزة الأمن والشرطة ومكتب رئيس الوزراء الإرهابي لمنع المواطنين من التعاون والتجسس لصالح إيران، مع تهديد المتعاونين مع وزارة الاستخبارات بعقوبات شديدة.
كما تمت جهود معلوماتية فعالة لتعزيز الوصول وتوسيع قاعدة جمع المعلومات من الأهداف داخل الكيان، وإرسال النتائج إلى الجهات الوطنية والعسكرية المعنية؛ ومن بين ذلك استغلال الوثائق السرية والحساسة التي تم الحصول عليها من عملية التسلل المعلوماتي الأخيرة إلى «خزينة المعلومات النووية» للكيان الصهيوني المقتطع في الأسابيع التي سبقت العدوان الـ 12 يوما، والتي تضمنت إحداثيات دقيقة لمراكز رئيسية وحساسة أمنياً وتسليحياً ودفاعياً واقتصادياً وصناعياً، ومحطات التكرير والطاقة وخطوط نقل الوقود، والمختبرات البحثية للأسلحة غير الإنسانية (نووية، كيميائية، ميكروبية، بيولوجية)، ومراكز توجيه الترددات، وغيرها، والتي تم تزويد القوات المسلحة بها قبل وأثناء وبعد الحرب العدوانية الأخيرة. وختم البيان بالقول:في الختام، يرفع جنود المخابرات المجهولين شكرهم لله عز وجل، رغم اتساع وعمق المؤامرات والصراعات الصهيونية-الأمريكية، وتجمع المرتزقة الأجانب، والجواسيس الرسميين، وعناصر الجماعات الإرهابية والتكفيرية من داعش، والمنافقين، والفرق الضالة، والانفصاليين من شرق وغرب البلاد، إلا أن بفضل الإحاطة المعلوماتية الشاملة، وتضحيات وبطولات المجاهدين المجهولين في جهاز الاستخبارات والأمن، وفي أثناء الحرب المفروضة الـ12 يوماً وتقديم 6 شهداء من المجاهدين المجهولين، لم تتمكن أية عملية عدائية من تحقيق أهدافها ضد أمن البلاد.
واضاف:بلا شك، هذا النجاح هو من فضل الله تعالى على هذه الأمة والبلاد، وقيادة قائد الثورة الإمام السيد علي الخامنئي، ودور الشعب العظيم في صون الوحدة الوطنية.
وأضاف البيان:أما فيما يتعلق بدور الشعب، فقد تم التركيز عادة على صمودهم أمام العدو وتحمل صعوبات الحرب والحفاظ على التماسك الوطني، ولكننا شهدنا دوراً فريداً، لم يتم التطرق إليه كفاية، وهو تفاعلهم الذكي، المخلص، المتفاني مع أبنائهم من الجنود المجهولين في الأجهزة الأمنية. وعندما طلب منهم الإبلاغ عن الأمور المشبوهة، كان هناك ملحمة عظيمة لا يمكن أن وصفها بالكلمات. الدفاع المقدس والعمليات الجهادية الهجومية والدفاعية للمجاهدين المجهولين ضد العدو ومرتزقته ستستمر بحزم ويقظة بإذن الله تعالى.
