بقائي، مُؤكّداً أن أمريكا الداعم الرئيس للكيان الصهيوني:
لابدّ من إجراء دولي عاجل لكسر الحصار عن غزة
أوضح المتحدث باسم الخارجية "اسماعيل بقائي"، ان ايران اتخذت خطواتٍ بالغة الأهمية خلال العام أو العامين الماضيين بالتعاون مع الوكالة، وأثبتنا أنها الأفضل. ولكن بالمقابل قررت الوكالة، تحت ضغطٍ وتأثيرٍ سياسي من الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة، إعداد تقريرٍ أولي سُميَّ "التقرير الشامل"، التي أساءت الدول الأوروبية استغلاله.
وخلال مؤتمره الصحفي الاسبوعي، أمس الاثنين، اعتبر المتحدث باسم الخارجية "اسماعيل بقائي" أن هناك مسألة لا يمكن تجاهلها، ألا وهي التطورات المؤلمة في فلسطين المحتلة، حيث تتواصل الإبادة الجماعية والقتل في غزة والضفة الغربية رغم صمت المؤسسات الدولية وتقاعسها، بما فيها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي ساهم في استمرار الإبادة الجماعية والقتل في غزة والضفة الغربية.
واضاف بقائي: شهدنا الأسبوع الماضي استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار في مجلس الأمن يهدف إلى وقف الإبادة الجماعية في غزة. وهذا أمر بالغ الأهمية، لا سيما وأن الولايات المتحدة لا تزال تعتبر نفسها الداعم الرئيس للكيان الصهيوني، والمسؤولة عن إفلات قادته من العقاب على انتهاكاتهم الجسيمة لحقوق الإنسان.
مضيفا انه يجب على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات جادة وعاجلة لوقف هذا الوضع المحزن والمروع الذي شهدناه في فلسطين المحتلة خلال العامين الماضيين.
كسر الحصار المفروض على غزة
وردّاً على سؤال حول آخر التطورات في غزة وتوقيف سفينة المساعدات الإنسانية، قال بقائي: من المؤسف أن التطورات الأخيرة فيما يتعلق بالوضع في فلسطين المحتلة، وخاصة الهجوم الأخير على سفينة تحمل مساعدات إنسانية قبل نحو سبعة إلى عشرة أيام، تشير إلى تفاقم الوضع. لافتا الى انه ازداد الضغط الدولي على "إسرائيل" لرفع الحصار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، ولكن حتى الآن لم يُتخذ أي إجراء فعال من مجلس الأمن أو أي هيئات أخرى، معتبرا ان هذا الوضع يتطلب تحركا عاجلا من المجتمع الدولي لوقف هذه الجرائم وضمان حصول سكان غزة على الاحتياجات الأساسية.
لا يحق لأي دولة أن تقرر ما يحقّ لإيران في التخصيب
وفيما يتعلق بمسألة استمرار التخصيب في إيران، اوضح بقائي ان تخصيب اليورانيوم لا يعني بالضرورة امتلاك برنامج أسلحة. فالعديد من الدول، بما في ذلك بعض حلفاء الولايات المتحدة المقربين، تُجري عمليات التخصيب دون امتلاك برنامج أسلحة نووية. وتابع بقائي مؤكدا على انه ومن منظور ردعي، فإن صمود إيران ومقاومتها للتجاوزات، سواء في المجال النووي أو في مجالات أخرى، تلعب بلا شك دورا رادعا في مواجهة ضغوط ومطالب الأطراف المعارضة غير المشروعة، مُشيراً الى ان هذا النهج، المتجذر في الاستقلال والكرامة الوطنية، يمنعهم من فرض المزيد من التجاوزات. واستطرد انه لا يحق لأي دولة أن تفرض التزامات على إيران أو تسمح لنفسها بإصدار تراخيص في هذا الصدد، وهو الحق الذي أكدته الوثائق الدولية.
واضاف ان الادعاء برفع العقوبات المفروضة على ايران غير صحيح بتاتا، بحيث شهد هذا الأسبوع فرض حزمة جديدة من العقوبات مما يُظهر هذا الإجراء مجددا عدم جدية أمريكا، فسلوكها المتناقض، الذي يدّعي في الوقت نفسه الرغبة في الحوار والتفاهم، لا يمكن التوفيق بينه وبين أي شيء آخر، بل يزيد من شكوك ايران في النوايا الحقيقية لأمريكا في هذا الصدد.
لن يتم التوصل إلى أي تفاهم دون رفع العقوبات
وأوضح بقائي انه تم التأكيد مرارا وتكرارا، سواء في وسائل الإعلام أو في الحوارات، على ضرورة رفع العقوبات القمعية، موضحا انه في الواقع، لا يمكن تصور إمكانية التوصل الى تفاهم بين إيران والأطراف المتنازعة دون مراعاة هذا المطلب الإيراني المشروع والمبدئي لذلك، مضيفا انه مما لا شك فيه أن هذه القضية تم طرحها بشكل جدي وحاسم وموثق من قبل الفريق التفاوضي الإيراني.
ورأى بقائي أن أهم مطلب للشعب الإيراني من وزارة الخارجية والسلك الدبلوماسي وفريق التفاوض، بالإضافة إلى الحفاظ على الإنجازات النووية، هو الرفع الفعلي للعقوبات، والتي تعد هذه القضية من أهم الاولويات في المفاوضات.
وردا على سؤال حول مدى تأثير المعلومات التي تم الحصول عليها من الكيان الصهيوني على نظرة إيران لهذا الكيان والمفاوضات المستقبلية بين إيران والولايات المتحدة، قال بقائي: لقد علّقت الأجهزة الايرانية المختصة على حجم وطبيعة المعلومات التي حصلت عليها في هذا الصدد، وأعتقد أن هذه الإحاطة ستستمر.
وتابع بقائي انه وفيما يتعلق بنوعية وأهمية هذه الوثائق السرية، ينبغي القول إنه من منظور ثنائي، فإن هذه الوثائق لن تؤثر على نظرتنا للكيان الصهيوني، مضيفا ان ايران لا تعترف بالكيان الصهيوني وتعتبره كيانا محتلا ومغتصبا لم يقدم منذ إنشائه أي فائدة لشعوب المنطقة سوى الفوضى وإثارة الحروب والاعتداء على الدول الأخرى.
