رئيس الجمهورية، مُتوجّهاً بالشكر للسلطان هيثم وشعب عمان على حُسن الضيافة:
يمكن إحباط مؤامرات الأعداء من خلال التآزر بين الدول الإسلامية
أكد رئيس الجمهورية الدكتور مسعود بزشكيان، وفي إشارة منه إلى توقيع 18 مذكرة تفاهم ووثيقة تعاون خلال زيارته إلى سلطنة عُمان، على أن الجانبين يعتمدان مبدأ "التنمية جنباً إلى جنب".
وفي منشور له على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" باللغتين الفارسية والعربية، أمس الجمعة، أشار الرئيس بزشكيان إلى زيارته التي استغرقت يومين إلى مسقط عاصمة عُمان، وأوضح: خلال زيارتي لسلطنة عُمان، وخلال لقائي ومباحثاتي مع أخي السلطان هيثم بن طارق، تم التوقيع على 18 مذكرة تفاهم ووثيقة تعاون بين البلدين. والجانبان يعتمدان على مبدأ "التنمية جنباً إلى جنب" ونحن نلتزم بهذا المبدأ. وأودّ أن أشكر سلطان عمان وشعب هذا البلد على حسن الضيافة.
لا مكان للأسلحة النووية في عقيدتنا
وفي مقابلة أجراها معه التلفزيون الرسمي في سلطنة عمان، أكد الرئيس بزشكيان أن إيران لن تتنازل أبداً عن حقها القانوني في التخصيب لأغراض العلاج وتشخيص الأمراض والصحة والزراعة والصناعة، مُشدّداً على أنه لا مكان للسلاح النووي في عقيدة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وحول نتائج زيارته لمسقط ولقائه السلطان هيثم بن طارق، أوضح رئيس الجمهورية انه تم مناقشة مجموعة واسعة من القضايا الثنائية والإقليمية، مشيراً إلى أن سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم على العلاقات الأخوية والودية والمتبادلة مع دول الجوار، منوهاً بالعلاقات الإيرانية مع سلطنة عُمان والمتجذرة لمئات السنين، وربما أكثر من ألف عام؛ مضيفاً بأن هذه العلاقة حميمة وأخوية ومبنية على المعتقدات والثقافات المشتركة، حيث تمكن الطرفان مساعدة بعضهما البعض في مراحل تاريخية مختلفة، مُؤكّداً أن التعاون بين إيران وسلطنة عُمان البلد الصديق والشقيق سيكون بشكل أكثر حميمية وقوة من الماضي.
الفرص الأبرز والأكثر ثقة
وعن الفرص الأبرز والأكثر ثقة لتطوير العلاقات الإيرانية-العُمانية على المستويين السياسي والاقتصادي في المرحلة المقبلة، بيّن الرئيس بزشكيان أن البلدين على مستوى عال من التنسيق السياسي في كافة القضايا الثنائية والإقليمية، بما في ذلك قضية فلسطين والقضايا المتعلقة بالسلام والهدوء في المنطقة؛ مضيفاً بأن هناك قدراً كبيراً من التنسيق والتوافق في وجهات النظر بين سلطنة عمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وألمح إلى وجود بعض المشاكل في مجالات الاقتصاد، الاتصالات البحرية والجوية والبرية بسبب العقوبات المفروضة على إيران؛ مُبيّناً أنه في هذا الصدد تم الإتفاق على إزالة كافة هذه العوائق سواء الجمركية أو على طرق النقل البحري والجوي وتشكيل استثمارات مشتركة بين البلدين.
وفي هذا الإطار، رأى الدكتور بزشكيان ان هذه الروابط يمكن أن تأخذ التفاعلات الاقتصادية الثنائية الى مستوى يزيد عن حجم المعاملات إلى 10 أو 20 مليار دولار، مُضيفاً: يمكن لسلطنة عمان أن تصبح مركزا لنقل البضائع والمعدات والمرافق الثنائية المشتركة وحتى ابعد من ذلك ايضا على الصعيد الاقليمي، لانه يمكن لسلطنة عُمان الاتصال بروسيا وتركمانستان وأوزبكستان وكازاخستان عبر شمال إيران، كما يمكنها الوصول إلى الدول الأفريقية جنوبا.
وبالتالي فإن هذا الموقع يمكن أن يكون بمثابة نقطة لعقد المعاملات التجارية والاقتصادية والعلمية والصناعية والثقافية التي من شأنها أن تكون مفيدة وفعالة لكلا البلدين.
دور سلطنة عُمان البنّاء في المفاوضات
وعن تقييمه لدور سلطنة عُمان في الوساطة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأمريكا؛ خاصة في ضوء المفاوضات الأخيرة التي عقدت في مسقط وروما، اشاد الرئيس بزشكيان بهذا الدور واصفاً إيّاه بالقيّم والبنّاء، لافتاً الى ان مسألة المفاوضات تحظى باهتمام خاص من قبل قائد الثورة الاسلامية، الذي يعتبر أنه من خلال التعاون مع سلطنة عُمان، يمكن دفع هذا المسار قدما بشكل أكثر صحة وصوابا وسهولة.
وتابع متوجها بالشكر والتقدير لسلطان عُمان الذي يولي المفاوضات اهتماما كبيرا، وايضا وزير خارجية عُمان الذي تحمل جزءا كبيرا من عبء هذه المفاوضات، وخاصة بسبب طبيعتها غير المباشرة، قائلا: لقد عمل وزير خارجية عُمان بجد على هذا المسار، وكان مضيفا رائعا، ويحاول ضمان وصول هذه المفاوضات إلى نتيجة في إطار محدد وعلى أساس قاعدة (رابح-رابح) وتأتي بنتائج ايجابية للجميع.
وفيما يتعلق بدور العلاقات الايرانية-العُمانية المتميزة في تعزيز الاستقرار والسلام في منطقة الخليج الفارسي في ظل التوترات الحالية في المنطقة،رأى الرئيس بزشكيان انه اذا عملت الدول الاسلامية بأمر وتوصيات الرسول الاكرم (ص)، فانها تستطيع إرساء السلام والأمن في المنطقة على أساس الأخوة الإسلامية. لافتا الى الأعداء المستعمرين والمستغلين يريدون تحريض المسلمين ضد بعضهم البعض باستخدام لغات واساليب مختلفة واعتماد تقسيمات ثقافية وسياسية بهدف نهب موارد المنطقة ورأس المال وتدمير الاوطان.
ومضى في القول انه يمكن إحباط معادلات ومؤمرات الاعداء وإرساء السلام الدائم في المنطقة، من خلال التآزر بين الدول الإسلامية وتعزيز الاقتصاد والصناعة والعلم والثقافة فيما بينها، مُضيفاً الى ان هذا الامر ممكن بشرط أن يجلس زعماء الدول الإسلامية معا ويتحاوروا ولا يسمحوا لأي لهجة أو لغة أو صوت أن يزعزع وحدة المسلمين وتماسكهم.
إيران لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية
ورداً على سؤال حول الشروط الأساسية التي ترغب ايران في رؤيتها للوصول إلى اتفاق عادل مع امريكا، اوضح ان شروط ايران هي نفس القوانين الدولية، والتي بموجبها يحق لكل دولة إجراء البحوث العلمية والخبرة في مجال تخصيب اليورانيوم والأنشطة المتعلقة بالطاقة النووية للأغراض السلمية. واضاف انه إذا كانت الولايات المتحدة تسعى إلى ضمان عدم سعي الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى امتلاك الأسلحة النووية، فينبغي لها أن تعلم أن هذا الضمان يأتي من معتقدات ايران وقد تم التأكيد على ذلك مرارا في الفتوى الصريحة لقائد للثورة الاسلامية المتمثلة في ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تسعَ قط إلى بناء أو امتلاك أسلحة نووية ولن تفعل ذلك أبدا.
وتابع الدكتور بزشكيان: يقوم الكيان الصهيوني وداعموه المتشدقون بحقوق الإنسان الذين يقتلون علماء ايران والنساء والأطفال والشيوخ والمدنيين في المنطقة، باتهام ايران بالإرهاب، متسائلاً عمن يوصف بالارهاب الذي يسعى لارساء السلام في المنطقة كايران أم الذي يرتكب الجرائم ويشكل تهديدا لامن المنطقة كالكيان الاسرائيلي.
إيران رائدة في دعم القضية الفلسطينية
وعن المستجدات في غزة والسياسة الخارجية الايرانية تجاه القضية الفلسطينية، تساءل الرئيس بزشكيان الى انه هل يقبل العالم والدول الاسلامية قتل الاطفال والنساء والابرياء وتدمير المستشفيات والمدارس والمساكن ومنع المساعدات الانسانية؟ وكيف يمكن لهذا العالم الذي يدعي التحضر أن يرى هذه الجرائم ويصمت؟ مضيفاً انه ينبغي على الدول الاسلامية أن تتكاتف وان تكون صوت الشعب الفلسطيني واللبناني لإيصال مظلوميتهم الى العالم.
واضاف: اليوم لم ترتفع أصوات الشعوب الإسلامية فحسب، بل حتى شعوب أوروبا وأمريكا نفسها، احتجاجا على هذه الجرائم.
