الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ملحق خاص
  • دولیات
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وسبعمائة وثلاثة وسبعون - ٢٠ مايو ٢٠٢٥
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وسبعمائة وثلاثة وسبعون - ٢٠ مايو ٢٠٢٥ - الصفحة ٦

في تطور لافت منذ بريكست

لندن و بروكسل تقتربان من اتفاق تاريخي لتسهيل السفر

تقترب بريطانيا من التوصل إلى اتفاق تاريخي مع الاتحاد الأوروبي يسمح لمواطنيها باستخدام البوابات الإلكترونية  في مطارات الدول الأوروبية، في خطوة ستحدث تحولًا كبيرًا في سهولة السفر وتقليل أوقات الانتظار خلال موسم العطلات الصيفية، وهو ما يعد أبرز تطور في العلاقات بين الطرفين منذ بريكست.
وكشفت مصادر دبلوماسية مطلعة، بالإضافة إلى ما ذكرته صحيفة الغارديان «» The Guardian أن رئاسة الوزراء البريطانية أعلنت السبت أن المحادثات مع الاتحاد الأوروبي بلغت مراحلها النهائية، وتهدف إلى تحسين تجربة السفر للمواطنين البريطانيين، الذين واجهوا معاناة كبيرة مع الطوابير الطويلة في المطارات منذ خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. ووفقًا لتقارير إعلامية، فإن الاتفاق المرتقب سيمنح البريطانيين امتيازات غير مسبوقة تتيح لهم استخدام البوابات الإلكترونية المخصصة حاليًا لمواطني الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية، مما سيقضي نهائيًا على الحاجة إلى الوقوف في طوابير منفصلة وختم جوازات السفر يدويًا.
ويعتبر هذا الاتفاق خطوة استثنائية في مسار العلاقات المتوترة أحيانًا بين لندن وبروكسل، وهو أحد أبرز الملفات المطروحة في القمة المرتقبة بين الجانبين يوم الاثنين، والتي تمثل الاجتماع الأول من نوعه منذ تولي حكومة حزب العمال السلطة، وستركز بشكل رئيسي على تجديد التعاون الأمني والدفاعي بين الطرفين. وقد أشارت تحليلات اقتصادية إلى أن هذا الاتفاق سيوفر ما يقدر بمليارات الجنيهات سنويًا من خلال تعزيز حركة السياحة وتسهيل التنقل التجاري، حيث عانى المسافرون البريطانيون منذ تنفيذ «بريكست» من ضرورة الوقوف في طوابير منفصلة وختم جوازاتهم، في وقت يحتفظ فيه مواطنو الاتحاد الأوروبي بإمكانية استخدام البوابات الإلكترونية عند دخول المملكة المتحدة دون الحاجة إلى ختم أو فحص يدوي. وعلى الرغم من أن بعض المطارات في البرتغال وإسبانيا وإيطاليا قد بدأت بالفعل في تجربة السماح باستخدام الجوازات البريطانية عبر البوابات الإلكترونية، إلا أن وزارة الخارجية البريطانية لا تزال تحث المسافرين على الحصول على ختم دخول كإجراء احترازي لتفادي المشكلات القانونية المحتملة.
ويتوقع خبراء السياحة والسفر أن يسهم الاتفاق الجديد، في حال إقراره، في تقليص أوقات الانتظار بنسبة تصل إلى 70%، خاصة إذا تضمن إعفاءً من ختم الجوازات، وهو ما سيمثل تحولاً جذريًا في تيسير حركة السفر بين بريطانيا والقارة الأوروبية.
بالتزامن مع هذه المفاوضات، يستعد الاتحاد الأوروبي لإطلاق نظام جديد للدخول والخروج في أكتوبر المقبل، سيلزم المسافرين البريطانيين بتقديم بيانات بيومترية مثل بصمات الأصابع وصور الوجه، وسيحل محل عملية ختم الجوازات. كما يُنتظر إطلاق نظام تصريح سفر إلكتروني منفصل قبل نهاية العام. وفي خطوة استباقية، بدأت بريطانيا الشهر الماضي تطبيق نظام تصريح سفر إلكتروني خاص بها، مشابه للنظام الأمريكي، يتيح زيارات متعددة لمدة تصل إلى ستة أشهر خلال عامين مقابل 16 جنيهًا إسترلينيًا، وهو ما يعكس رغبة الحكومة البريطانية في إيجاد توازن بين متطلبات الأمن ومرونة السفر.
وتتناول المحادثات بين الجانبين أيضًا قضايا أخرى تتعلق بالتنقل، أهمها تسهيل سفر الفنانين البريطانيين إلى أوروبا دون الحاجة إلى تأشيرات معقدة، بعد أن تسببت قيود ما بعد بريكست في إلغاء العديد من الجولات الفنية والموسيقية، إضافة إلى مبادرة الاتحاد الأوروبي لإبرام اتفاق حراك شبابي يتيح للطلاب والشباب العمل والإقامة المؤقتة في أراضي الطرفين. وقد أظهر رئيس الوزراء كاير ستارمر مرونة غير معهودة تجاه هذه المقترحات، مبديًا انفتاحه على فكرة اتفاق الحراك الشبابي بشرط أن يكون محدودًا زمنيًا وعدديًا، انسجامًا مع وعود حكومته بخفض معدلات الهجرة الصافية إلى البلاد.
كما تتضمن أجندة المباحثات اتفاقية بيطرية شاملة تهدف إلى تخفيف القيود على تجارة المنتجات الزراعية والغذائية، ما سينعكس إيجابًا على قطاع الزراعة البريطاني المتضرر من تداعيات الخروج من السوق الموحدة الأوروبية. ويمثل هذا الاتفاق، إذا ما تم إعلانه رسميًا، ثالث صفقة تجارية كبرى تبرمها المملكة المتحدة خلال أسبوعين فقط، عقب توقيع اتفاق تجارة حرة طال انتظاره مع الهند، واتفاق آخر مع الولايات المتحدة لخفض الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم والمركبات. وقال رئيس الوزراء البريطاني في تصريحات حصرية لوسائل الإعلام قبيل القمة: «إن هذا الاتفاق يمثل خطوة استراتيجية إلى الأمام ستعزز فرص العمل وتخفض تكاليف المعيشة وتضمن أمن الحدود، وتعكس التزامنا بعلاقات أكثر براغماتية مع جيراننا الأوروبيين.» من جانبها، اعتبرت وزيرة الخزانة رايتشل ريفز أن الاتفاق المرتقب «يشكل بداية عهد جديد في العلاقات مع أوروبا»، مؤكدة أنه «ليس مجرد إنجاز مرحلي، بل استراتيجية طويلة الأمد لبناء شراكة أكثر عمقًا واستدامة مع القارة الأوروبية.»

 

البحث
الأرشيف التاريخي