رئيس الجمهورية، مُشيراً الى أن الإتّفاق مع أمريكا ممكن بشرط تجنّب التهديد:
لن نستسلم لمنطق القوّة تحت أيّ ظرف من الظروف
/ انطلقت يوم أمس أعمال اليوم الثاني من منتدى حوار طهران، بمشاركة مسؤولين حاليين وسابقين من مختلف الدول، إلى جانب نخبة من الأكاديميين والمفكرين من داخل إيران وخارجها.
وتضمنت اجتماعات اليوم الثاني من المنتدى مجموعة من الندوات المتخصصة تحت العناوين التالية: فلسطين: العدالة المنكورة، والتحالفات: إعادة التفكير في عدم الانتشار النووي الإقليمي، وغرب آسيا: اصطفافات جديدة في النظام الإقليمي الآخذ في التشكل، ومستقبل أفغانستان، والعقوبات والإرهاب الاقتصادي وحقوق الإنسان: القانون الدولي تحت الحصار.
الاتفاق مع اميركا ممكن
على هامش المنتدى إلتقى رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، يوم أمس الأول، وقال خلال اللقاء: «ان التوصّل إلى اتّفاق مع أمريكا أمرٌ مُمكن، لكن تحقيقه يتطلّب شرطاً أساسيا وهو أن يتجنّب الجانب الأمريكي أسلوب الفرض والتهديد، لأننا لن نستسلم لمنطق القوّة تحت أيّ ظرف من الظروف».واكد الرئيس بزشكيان على العلاقات الأخوية والصادقة بين طهران والدوحة، مُعرباً عن أمله في أن يتم تنفيذ التفاعلات والاتفاقيات التي تم التوصل إليها في أقرب وقت ممكن، وأن تنعكس نتائجها على المصالح المشتركة للبلدين والشعبين، وأضاف: «لا شك أنه إذا تم تنفيذ المشاريع المشتركة وتعزيز التعاون الثنائي فإن وجه المنطقة سيشهد أيضا تغييرات إيجابية».وأشار الدكتور بزشكيان إلى العلاقات العميقة بين البلدين وأعرب عن أمله في أنه من خلال التعاون والتفاعل البناء مع الدول الأخرى في المنطقة، يمكننا تحقيق السلام والأمن والازدهار والتقدم لبلداننا.
نأمل أن تؤدي المفاوضات إلى اتفاق عادل
كما أشاد رئيس الجمهورية خلال استقباله وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، على هامش المنتدى، بالمستوى المتميّز للعلاقات الثنائية والدور البنّاء والملتزم للحكومة العمانية في استضافة المحادثات غير المباشرة بين إيران واميركا، قائلا: «نأمل أن تؤدي هذه المحادثات، بفضل الجهود والنوايا الخالصة والصادقة للسلطان هيثم بن طارق، إلى اتفاق عادل وضامن للاستقرار الدائم في المنطقة».
وأكد الرئيس بزشكيان على ضرورة تحقيق المزيد من التقارب بين الدول الإسلامية، واضاف: «كلما اقتربت الدول الإسلامية والشقيقة من بعضها البعض وتوسعت في تعاونها، كلما أصبح أولئك الذين يريدون الشر للأمة الإسلامية أكثر يأسا لزرع الفرقة والخلاف». وأعلن استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتوسيع التبادلات والتعاون في جميع المجالات التجارية والسياسية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية مع الدول الإسلامية، وخاصة دولة عمان الصديقة والشقيقة، وأضاف: «إن زيارتي المقبلة إلى سلطنة عمان الأسبوع المقبل يمكن أن تشكّل نقطة تحول في تعميق العلاقات الشاملة بين البلدين، ونأمل أن تعود آثارها وإنجازاتها بفوائد ملموسة على الشعبين». وأعرب الرئيس بزشكيان عن أمله في أنه من خلال المزيد من التعاون والتآزر بين دول المنطقة، يمكن بناء منطقة تعيش شعوبها في رخاء وراحة وعدالة.
استثمار الطاقات بين ايران وإقليم كردستان العراق
كما اعتبر الرئيس بزشكيان لدى لقائه مع نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، على هامش «منتدى طهران للحوار 2025»، توسيع التبادلات والتعاون في المجالات الحدودية والتجارية والاقتصادية والعلمية والثقافية والاستثمارية مجالات مهمة للتعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإقليم كردستان العراق، وأكّد على استخدام هذه الإمكانيات لتعزيز العلاقات.
ووصف الرئيس بزشكيان العلاقات الثنائية بانها ودية، وقال: «نحن نعتبركم إخواننا حقًا ونعتقد أنه من خلال التعاون والتفاعل المشترك، يمكن اتخاذ تدابير كبيرة وفعالة نحو نمو وتطور المنطقة».
واعتبر توسيع التبادلات والتعاون في المجالات الحدودية والتجارية والاقتصادية والعلمية والثقافية والاستثمارية من المجالات المهمة للتعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإقليم كردستان العراق، مؤكدا على استخدام هذه الإمكانات لتعزيز العلاقات. وفي معرض إشارته إلى القضايا الإقليمية، قال: «ان اثارة الخلافات العرقية والدينية هي مؤامرة من قبل ذوي النوايا السيئة لمنع التآزر والتقدم بين شعوب وحكومات المنطقة، ويجب علينا التغلب على هذه المؤامرات من خلال المزيد من التعاون والتفاعل».
تطوير التعاون مع أفغانستان
كما أعلن الرئيس بزشكيان خلال استقباله أمير خان متقي وزير خارجية أفغانستان، أمس الأول، على هامش المنتدى، استعداد إيران لتطوير التعاون في مختلف المجالات مع أفغانستان، وقال: «بناء على سياساتنا الاستراتيجية، نعتبر انه لا مبرر ولا اساس لأي خلافات بين الدول الإسلامية، كما نعتبر تعزيز روح الاخوة والتقارب بديلا منطقيا لأيّ نوع من الانقسام في صفوف الأمة الإسلامية». وقال: «نحن على استعداد لتوسيع تعاوننا في جو من التفاهم لحل المشاكل القائمة، ونعتبر من واجبنا مساعدة شعب أفغانستان على أساس المبادئ الدينية والعقائدية».
الظروف مناسبة لتعزيز التعاون بين إيران وطاجيكستان
كما أشار الرئيس بزشكيان، لدى لقائه أمس الأول الأحد، مع سراج الدين مهر الدين وزير خارجية جمهورية طاجيكستان، على هامش المنتدى، إلى المستوى الممتاز للعلاقات بين إيران وطاجيكستان، مُؤكّداً على توافر المنصات اللازمة لتعزيز وتطوير التعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والسياسة والعلوم والأمن. وأشار أيضًا إلى القدرات الموجودة وقال: «من خلال توفير أسس مناسبة للتعاون النشط بين رجال الأعمال والتجار والصناعيين والأكاديميين، يمكننا أن نضيف إلى ثراء التفاعلات الثنائية ونمهد الطريق للنمو المشترك والازدهار والتقدم للبلدين».
تعزيز العلاقات مع الجيران
كما أكد رئيس الجمهورية لدى لقائه أمس الأول، على هامش المنتدى، مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في جمهورية أرمينيا، أرمين غريغوريان، أن هدفنا هو خلو المنطقة من الحرب والاضطرابات، مع ارساء سلام مستقر وأمن راسخ، وقال: «لقد مددنا يد الصداقة إلى جميع الدول المجاورة ونحاول تعميق علاقاتنا على أساس القواسم الثقافية والتاريخية والإنسانية المشتركة العديدة بيننا». وفي إشارة إلى تبادل زيارات الوفود الدبلوماسية بين البلدين في الأشهر الأخيرة، اعتبر الرئيس بزشكيان أن هذه العملية تمهد الطريق لمزيد من تعزيز التعاون الثنائي، مضيفا: «إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم وترحب بقوة بخفض التوترات بين جمهورية أرمينيا وجمهورية أذربيجان».
إنشاء مؤسسة شنغهاي المالية
كما اعتبر الرئيس بزشكيان خلال لقائه، الاحد، مع الأمين العام لمنظمة شنغهاي للتعاون نورلان یرمکبایف، على هامش المنتدى، إنشاء مؤسسة مالية مشتركة في إطار منظمة شنغهاي للتعاون ضرورة أساسية، وقال: إن مثل هذه الآلية يمكن أن توفّر دعماً فعّالاً لتطوير البرامج المشتركة للدول الأعضاء وتوفّر المنصة اللازمة للتفاعلات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية بين الأعضاء بشكل عملي ومؤثّر. كما اعتبر توسيع هيكل منظمة شنغهاي للتعاون من خلال قبول أعضاء جدد خطوة مهمة نحو تحقيق أهدافها، وأكّد: «في الوقت الذي تعزز هذه العملية، دور المنظمة، فإنها ستؤدي أيضا إلى إضعاف السياسات الاميركية أحادية الجانب».
إزالة العقبات أمام تنفيذ المشاريع مع جمهورية أذربيجان
من جانبه، صرح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، علي أكبر أحمديان، خلال لقائه مساعد رئيس جمهورية أذربيجان، حكمت حاجييف، يوم أمس الأول على هامش المنتدى، بأن «طهران تسعى بجدّية إلى تنفيذ الاتّفاقيات مع باكو، ويجب إزالة العقبات أمام تنفيذ المشاريع الاقتصادية والتجارية بين البلدين». وقال احمديان: إن الروابط التاريخية وعلاقات الجوار بين البلدين تتطلب الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والسياسية إلى أعلى المستويات.كما اكد «احمديان» لدى لقائه نظيره الأرميني «أرمين غريغوريان»، يوم أمس الأول، على توطيد العلاقات الإيرانية-الأرمينية، قائلاً: إن المصالح المشتركة بين إيران وأرمينيا تتطلّب أن تتطوّر العلاقات بين البلدين دون قيود.
وأضاف: إن إيران تسعى لإقامة علاقات جيدة مع كافة جيرانها، لكن القوى الخارجية غير مهتمة بالسلام في المنطقة.
وفي إشارة إلى المشاورات المستمرة بين البلدين، أشار أحمديان إلى ضرورة متابعة تنفيذ خطط التعاون المشترك تباعًا لتحقيق النتائج المرجوة.
على صعيد آخر، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني خلال لقائه مع الأمين العام لمنظمة شنغهاي للتعاون «نورلان يرميكباييف»، أمس الأول على هامش المنتدى، أن المواقف المشتركة في السياسة الدولية، وتوسيع الاستثمار والتجارة، وزيادة التبادلات الثقافية والسياحية، تعزز العلاقات بين أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون. وأضاف : إيران ليس لديها قيود بشان التعاون مع الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، ونحن على استعداد للتعاون الكامل مع هذه المنظمة وأمينها العام للدفع بالبرامج المتفق عليها.
عراقجي يلتقي عدداً من نظرائه على هامش المنتدى
من جانبه، استقبل وزير الخارجية سيد عباس عراقجي، يوم أمس الأول نظيره العراقي فؤاد حسين، على هامش المنتدى، وعقدا جلسة مباحثات تناولت قضايا ثنائية تهم البلدين. وأكد الطرفان خلال اللقاء على أهمية توسيع العلاقات الثنائية والتفاعلات بينهما، وبحث الطرفان أيضاً أهمّ التحدّيات التي تواجه المنطقة والعالم.في سياق آخر، إلتقى عراقجي مع نظيره العماني بدر البوسعيدي، يوم أمس الأول، على هامش المنتدى، وتبادلا وجهات النظر حول آخر التطورات المتعلقة بالمحادثات غير المباشرة بين إيران واميركا. وفي هذا اللقاء، شكر عراقجي البوسعيدي على مشاركته في منتدى حوار طهران، ووصف المنتدى بأنه فرصة ثمينة للدول، وخاصة الدول المجاورة، لتبادل الأفكار والتعاون لاستغلال الفرص ومواجهة التحديات المشتركة.
العلاقات القوية بين روسيا وإيران
هذا والتقى سيد عباس عراقجي مع نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو، يوم أمس الأول على هامش المنتدى، وأشار خلال اللقاء إلى العلاقات الجيدة والمتنامية بين إيران وروسيا في كافة المجالات، مُؤكّداً على جهود البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية بشكل أكبر. وفي إشارته إلى العلاقات القوية بين روسيا وإيران، أكد عراقجي على أهمية المشاورات المستمرة بين البلدين على مختلف المستويات لتعزيز العلاقات الثنائية والمساعدة في ضمان السلام والاستقرار الإقليمي والدولي.
تعزيز التعاون الفعال بين دول منظمة شنغهاي
كما أكد عراقجي خلال لقائه أمين عام منظمة شنغهاي للتعاون نورلان يرمكبايف، على هامش المنتدى، إلتزام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتعزيز التفاعل والتعاون الفعال بين الدول الأعضاء في شنغهاي في مختلف المجالات.وأكّد وزير الخارجية إلتزام ايران الخاص بتعزيز التفاعل والتعاون الفعال بين الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون في مختلف المجالات، ودور الأمانة العامة والأمين العام للمنظمة في حيوية وحراك هذه المنظمة في الساحتين الإقليمية والدولية، وتعزيز العلاقات والقدرات الاقتصادية، والمساعدة في حلّ القضايا والمشاكل بين بعض الدول الأعضاء، وتطوير التعاون مع المنظمات المؤثّرة الأخرى من قبيل مجموعة البريكس ومنظمة التعاون الاقتصادي ومجموعة الثماني.كما اعتبر وزير الخارجية الايراني تعزيز وتوسيع العلاقات بين البلدين الجارين المسلمين إيران وأفغانستان على أساس حسن الجوار والمنفعة المتبادلة بما يتماشى مع المصالح العليا للبلدين. وفي هذا اللقاء، ناقش الجانبان وتبادلا وجهات النظر حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة التبادل التجاري، ووضع المواطنين الأفغان في إيران، وقضايا المياه، والأمن، والحدود المشتركة.
تطوير العلاقات مع دول الجوار وخاصة الإسلامية
الى ذلك:، أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف، لدى لقائه الاحد، رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، أن أولوية الحكومة والبرلمان هي تطوير العلاقات مع دول الجوار وخاصة الدول الإسلامية، وقال: إن تعزيز التعاون الاقتصادي سيؤدي إلى الاستقرار الأمني في المنطقة. وأوضح أن الاتفاق الأمني بين الجانبين بشأن قضايا الحدود حقق تقدماً جيداً، ووجه الشكر والتقدير لحسن استضافة الاقليم لزوار الاربعين الايرانيين، معربا عن امله بأن يتم تنفيذ هذه الخطوة بشكل جيد هذا العام أيضًا.
