تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
اليمين يهيمن على أوروبا
أشارت صحيفة «تاغس أنزايغر» السويسرية في تقرير لها إلى الميل المتزايد في أوروبا نحو الحكومات اليمينية المتطرفة، وكتبت: «مؤخراً في هذا الاتحاد، اكتسب اليمين، وخاصة اليمين المتطرف، قوة على حساب إضعاف الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية. والنتيجة هي أن يسار الوسط يحكم الآن في نصف البلدان التي كان يحكمها قبل 25 عاماً فقط».
تفقد الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية في أوروبا منذ سنوات مشاركتها في الحكومة ونفوذها السياسي بسبب انخفاض حصتها من الأصوات. وفي المقابل، تكتسب الأحزاب اليمينية المتطرفة والشعبوية في أوروبا قوة متزايدة.
يتولى فريدريش ميرتس منصب مستشار ألمانيا منذ السادس من مايو، ويقود ائتلافاً من الديمقراطيين المسيحيين اليمينيين والاشتراكيين الديمقراطيين. وبالتالي، استمرت حكومة يسار الوسط بقيادة أولاف شولتس في ألمانيا لمدة ثلاث سنوات ونصف فقط.
من بين 31 دولة أوروبية، إما أعضاء في الاتحاد الأوروبي أو منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تحكم 8 دول فقط من قبل حكومات يسارية، بينما تحكم 23 دولة من قبل حكومات يمينية. وهذا مقارنة بمطلع العقد الأول من القرن الحالي، حيث كان اليسار لا يزال يحكم في 13 دولة من هذه البلدان.
يطرح هنا سؤال مهم: هل انخفاض النفوذ السياسي لليساريين في جميع أنحاء أوروبا هو اتجاه أساسي أم مجرد تغيير مؤقت؟
يقول نيناد ستويانوفيتش، عالم العلوم السياسية في جامعة جنيف: «أساساً، لكل حزب ناخب أساسي يبقى مخلصاً له. الفرق يصنعه أولئك الذين يغيرون توجههم السياسي مع كل انتخابات».
تشمل البلدان التي تتناوب فيها الحكومات اليسارية واليمينية على السلطة فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا. هذا يجعل تحديد الاتجاهات طويلة المدى أمراً صعباً. ومع ذلك، إذا نظرنا إلى نتائج الانتخابات البرلمانية، فسنرى أن الأحزاب اليسارية تفقد الأصوات على المدى الطويل.
تُعد بريطانيا مثالاً جيداً لبلد يمر مشهده الحزبي بفترة تغيير. هيمن حزبا العمال والمحافظين هناك لفترة طويلة. ووفقاً لمجلة «إيكونوميست»، مع ظهور اليمين المتطرف والديمقراطيين الليبراليين والخضر، يتوزع الناخبون بشكل متزايد وبالتساوي بين هذه الأحزاب الخمسة.
وكانت منطقة اسكندنافيا أيضاً لفترة طويلة معقلاً لليساريين. لكن في السويد، وصل اليمينيون إلى السلطة في عام 2022. حدث هذا رغم أن الاشتراكيين الديمقراطيين السويديين حصلوا على 30 بالمئة من الأصوات. ومع ذلك، اتحدت الأحزاب اليمينية في ائتلاف معاً، وبالتالي تمكنت من الحكم.
يقول يوناس بونتوسون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جنيف: «الحزب الاشتراكي الديمقراطي لا يزال أكبر حزب في السويد، لكنه لم يعد الحزب المهيمن. الآن، عليه أن يقدم تنازلات أكثر بكثير مما كان عليه في الماضي للفوز».
ووفقاً لبونتوسون، فإن الوضع مماثل في البلدان الاسكندنافية الأخرى. على سبيل المثال، في عام 2022، تحالف الاشتراكيون الديمقراطيون الدنماركيون مع اليمينيين للمرة الأولى منذ 40 عاماً.
