الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • مقالات و المقابلات
  • دولیات
  • رياضة وسياحة
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وسبعمائة وواحد وسبعون - ١٨ مايو ٢٠٢٥
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وسبعمائة وواحد وسبعون - ١٨ مايو ٢٠٢٥ - الصفحة ٥

تكاليف باهظة لاستقلال أوروبا العسكري

وفقاً لدراسة أجراها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فإن تعويض الانسحاب الكامل المحتمل للقوات الأمريكية من أوروبا سيكلف الاتحاد الأوروبي مبالغ ضخمة.
تشير الدراسة إلى أن استبدال القوات المتمركزة حالياً في أوروبا سيتطلب ما يصل إلى تريليون دولار على مدى 25 عاماً، وذلك بالإضافة إلى النفقات الحالية للدول الأوروبية.
وتواجه أوروبا تحدياً خاصاً في استبدال القدرات الأمريكية في المجالين الجوي والبحري. فعلى عكس الأنظمة البرية، تفتقر أوروبا إلى القدرات الصناعية للتطوير السريع في هذه المجالات. ولسد الفجوات القدراتية بسرعة في ظل التهديد الروسي، سيكون من الضروري الشراء من الخارج - وخاصة من المصنعين الأمريكيين.
وتظهر نتائج الدراسة أن المشتريات الجديدة الضرورية ستتراوح تكلفتها بين 226 و334 مليار دولار، اعتماداً على النماذج المختارة والمتطلبات النوعية. وستكون أعلى تكلفة في قائمة المشتريات هي 400 طائرة حربية تكتيكية بتكلفة تصل إلى 64 مليار دولار، تليها 20 سفينة حربية من أنواع مختلفة بتكلفة تصل إلى 50 مليار دولار.
وللاستقلال عن الولايات المتحدة، يتعين على الدول الأوروبية أيضاً شراء كميات كبيرة من المعدات في مجال أنظمة الدفاع الجوي والدبابات والمروحيات. ووفقاً لمركز الأبحاث، فإن تكلفة استبدال حوالي 128,000 جندي أمريكي ستصل إلى 12.3 مليار دولار إضافية سنوياً.
وحسب تقرير قناة NTV، يشمل هذا الرقم الجنود المتمركزين في القارة والمقرر إرسالهم في مهمات حلف الناتو. وحالياً، هناك نحو 78,000 جندي أمريكي منتشرين في جميع أنحاء أوروبا، يتمركز نحو نصفهم في ألمانيا.
ورغم المبالغ الضخمة التي تضمنتها هذه الدراسة، إلا أنها لا تشمل جميع التكاليف التي ستنشأ في حالة انسحاب الولايات المتحدة من أوروبا. فعلى سبيل المثال، لم تُؤخذ الأسلحة النووية بعين الاعتبار في هذه الدراسة. وسيتطلب التوسع المحتمل في القدرات النووية لبريطانيا وفرنسا مليارات الدولارات الإضافية. كما سيواجه الأوروبيون تكاليف إضافية للتنسيق العسكري والاستخبارات والاستطلاع العسكري بشكل عام.
وأوضح الباحثون أن روسيا يمكنها إعادة بناء قدراتها العسكرية بسرعة بعد انتهاء الحرب. ويجادلون بأن موسكو يمكن أن تشكل «تحدياً عسكرياً كبيراً» لحلفاء الناتو المتبقين اعتباراً من عام 2027. وتُعتبر دول البلطيق بشكل خاص منطقة محتملة لتصعيد التوتر. وبالتالي، سيشكل انسحاب القوات الأمريكية تهديداً للدول الأوروبية في المستقبل القريب.
وقد ظهرت إشارات متكررة لمثل هذا التغيير. فمنذ يناير من العام الحالي، أوضحت إدارة ترامب مراراً أنها ستنقل تركيزها العسكري إلى مناطق أخرى. وتحتج واشنطن بأن أوروبا يجب أن تتعلم الاعتماد على نفسها. ويُعد هذا استمراراً للاتجاه الذي بدأ في عهد الرئيس باراك أوباما مع استراتيجية السياسة الخارجية «التحول نحو آسيا». كما تُبرز مذكرة من رئيس البنتاغون في نهاية أبريل تغيير نهج الولايات المتحدة والابتعاد عن أوروبا.
وفي ظل مثل هذه التصريحات، يثار التساؤل عما إذا كان نشر المزيد من الوحدات الأمريكية في ألمانيا، الذي تم الاتفاق عليه مسبقاً، سيتحول إلى واقع أم لا. ومن المقرر أن تنتشر مؤقتاً في ألمانيا اعتباراً من العام المقبل أنظمة أسلحة بعيدة المدى تابعة لفريق الولايات المتحدة متعدد المجالات - مجهزة بصواريخ كروز من طراز SM-6 وتوماهوك. وتفتقر ألمانيا حالياً إلى أنظمة الأسلحة المناسبة لمواجهة ما تسميه التهديدات الروسية.

 

البحث
الأرشيف التاريخي