تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
تقارب صيني-أوروبي لمواجهة الضغوط الأميركية
جاء في بداية المقال: «يصادف هذا العام الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والاتحاد الأوروبي. قبل خمسين عاماً، اتخذ قادة الجيل السابق من الصين وأوروبا، برؤية بعيدة المدى وشجاعة سياسية وروح عملية، قراراً بإقامة العلاقات الدبلوماسية».
ويستعرض المقال إنجازات العلاقات الثنائية بين الصين وأوروبا على مدى خمسين عاماً قائلاً: «خلال هذه العقود الخمسة، كانت التفاعلات بين الجانبين وثيقة على جميع المستويات وفي جميع المجالات، وكانت نتائج الحوارات والتعاون مثمرة، والتبادلات الثقافية ملحوظة، والتنسيق في المجال متعدد الأطراف فعالاً وملموساً».
“تُعد الصين والاتحاد الأوروبي شريكين استراتيجيين شاملين، وقوتين رئيسيتين في دفع عملية تعدد الأقطاب العالمية، وسوقين مهمتين في دعم العولمة، وحضارتين بارزتين في الدفاع عن التنوع الثقافي. لقد أصبحت العلاقات بين الصين وأوروبا واحدة من أكثر العلاقات الثنائية تأثيراً في العالم، ولعبت دوراً مهماً في تحسين رفاهية شعبي الجانبين وتعزيز السلام والتنمية العالميين”.
وأعربت «تشاينا ديلي» عن أملها، مشيرة إلى الذكرى الخمسين للعلاقات الثنائية باعتبارها فرصة قيّمة، أن يقوم الطرفان بتلخيص تجارب الماضي، وتعميق الاتصالات الاستراتيجية، وزيادة التفاهم والثقة المتبادلين، وتعزيز موقع الشراكة، وتوسيع أبواب التعاون، والإدارة الصحيحة للخلافات من أجل مستقبل أكثر إشراقاً للعلاقات الصينية الأوروبية.
وتشير هذه الوكالة الإعلامية، مع الإشارة إلى عوامل عدم الاستقرار الجيوسياسي في عالم اليوم، إلى رغبة أوروبا في تعزيز العلاقات: «يرغب الاتحاد الأوروبي أيضاً في تعميق علاقات الشراكة مع الصين، وتعزيز التعاون والتفاعل، والحفاظ على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والعمل معاً على إدارة التحديات العالمية المشتركة، والسعي من أجل السلام والأمن والرفاهية والتنمية المستدامة العالمية».
وقد أعلن لين جيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، مؤخرا أن الصين والبرلمان الأوروبي سيلغيان جميع القيود المفروضة على الاتصالات بالتزامن بعد التوصل إلى اتفاق. ويشير المقال، مع الإشارة إلى الخلافات القائمة بين الطرفين، إلى أن: «حجم ومدى التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأوروبا هائل للغاية، ومن الطبيعي أن توجد خلافات واحتكاكات. ومع ذلك، فإن مستوى التعاون يتجاوز بكثير المنافسة والمصالح المشتركة أكبر بكثير من الخلافات، وبالطبع، يجب أن يتحول هذا إلى توافق مشترك بين الطرفين».
اتخذ المسؤولون ووسائل الإعلام الرسمية الصينية في الأيام الأخيرة مواقف إيجابية تجاه أوروبا. وهذا في وقت شهدت فيه العلاقات السياسية بين هاتين القوتين الاقتصاديتين توتراً في السنوات الأخيرة لأسباب متعددة.
ووفقاً للعديد من الخبراء، فإن سبب الرغبة الأخيرة للصين وأوروبا في حل خلافاتهما هو الحرب التعريفية الثقيلة التي تشنها الولايات المتحدة ضد الصين والاتحاد الأوروبي. ومما هو واضح أنه في ظل هذه الحرب التجارية، تحتاج الأطراف مثل الصين وأوروبا إلى مزيد من التفاعل لتخفيف الضغوط الاقتصادية عليها.
