الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • مقالات و المقابلات
  • دولیات
  • رياضة وسياحة
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وسبعمائة واثنان وخمسون - ٢٦ أبريل ٢٠٢٥
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وسبعمائة واثنان وخمسون - ٢٦ أبريل ٢٠٢٥ - الصفحة ٥

بريطانيا والمفوضية الأوروبية توشكان على إبرام اتفاقية دفاعية

تقترب بريطانيا والاتحاد الأوروبي من إبرام اتفاقية دفاعية جديدة في ظل التطورات السياسية العالمية المتسارعة. تأتي هذه المفاوضات بين الجانبين في وقت تشهد فيه الساحة الدولية تحولات استراتيجية ملحوظة، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات عبر الأطلسي والتوجهات الأمنية الأوروبية. يُتوقع أن تُحدد هذه الاتفاقية المرتقبة إطار التعاون الدفاعي بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي للسنوات القادمة.
أنهت بريطانيا والمفوضية الأوروبية وضع اللمسات الأخيرة على خططهما لإبرام اتفاقية دفاعية جديدة بعد مفاوضات استمرت لعدة أشهر بين الطرفين.
وكشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية هذا الخبر نقلاً عن عدة مصادر مطلعة واستناداً إلى المحادثات المكثفة التي أجراها كير ستارمر، رئيس وزراء بريطانيا، مع أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، خلال لقائهما الأخير في لندن.
وذكرت المصادر المطلعة أن المباحثات تركزت على آليات التعاون العسكري والتصنيع الدفاعي المشترك، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، بالإضافة إلى تنسيق المواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية الساخنة.
وكانت صحيفة "فايننشال تايمز" قد أفادت في تقرير سابق لها بأن الاضطرابات الجيوسياسية العالمية والتحديات الأمنية المتزايدة الناجمة عن سياسات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عمّقت من عزم الاتحاد الأوروبي على توقيع اتفاقية دفاعية وأمنية شاملة مع المملكة المتحدة. وبموجب هذه الاتفاقية، ستتمكن الشركات البريطانية المصنعة للأسلحة من المشاركة الفعالة في مشاريع إنتاج الأسلحة المشتركة والتقنيات العسكرية المتطورة مع نظيراتها الأوروبية.
وأشارت الصحيفة البريطانية في تحليلها إلى تصريحات وتهديدات ترامب المتكررة بشأن احتمالية عدم حماية حلفاء الناتو الذين لا يفون بالتزاماتهم المالية، بالإضافة إلى مواقفه المثيرة للجدل تجاه روسيا، مما دفع الدول الأوروبية إلى إعادة النظر في استراتيجياتها الدفاعية. ونتيجة لذلك، اضطرت هذه الدول إلى زيادة نفقاتها الدفاعية بشكل ملحوظ والتباحث بشكل معمق حول كيفية توحيد قدراتها العسكرية والتكنولوجية لتقديم أفضل دعم ممكن لأوكرانيا في مواجهتها مع روسيا، وتعزيز قدراتها الذاتية في الدفاع عن أراضيها ومصالحها الاستراتيجية.
ولم تقتصر المفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي على الجانب الدفاعي فحسب، إذ كشفت المصادر أن عواصم الاتحاد الأوروبي تعتزم أيضاً إنهاء اتفاقيتين إضافيتين مع بريطانيا تشملان مجموعة واسعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الطاقة المتجددة والتقليدية، وتنظيم حركة الهجرة، وحقوق الصيد في المياه الإقليمية، وغيرها من الملفات الاقتصادية والبيئية المهمة للجانبين.
تعكس هذه التطورات تحولاً ملحوظاً في العلاقات البريطانية-الأوروبية في مرحلة ما بعد البريكست، وتشير إلى رغبة متنامية من الطرفين في إعادة بناء جسور التعاون الاستراتيجي رغم الخلافات السابقة. وتأتي هذه الاتفاقيات المرتقبة في لحظة حرجة من تاريخ أوروبا، حيث تواجه القارة العجوز تحديات أمنية غير مسبوقة، وتسعى لتحقيق قدر أكبر من الاستقلالية في قراراتها الدفاعية والاستراتيجية.
ويرى محللون أن نجاح هذه الاتفاقيات سيمثل اختباراً حقيقياً لقدرة بريطانيا على إعادة تموضعها في المشهد الأوروبي والعالمي، كما سيكون مؤشراً على مدى استعداد الاتحاد الأوروبي للتكيف مع الواقع الجيوسياسي الجديد الذي فرضته المتغيرات العالمية الأخيرة. وبغض النظر عن النتائج النهائية لهذه المحادثات، فإن مجرد انعقادها يُظهر أن المصالح المشتركة قد تتجاوز في نهاية المطاف الخلافات السياسية التي نشأت في أعقاب استفتاء البريكست.
البحث
الأرشيف التاريخي