تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
بقائي، معلناً توجه عراقجي إلى الصين:
يجب أن يكون لرفع الحظر آثار ملموسة وفعّالة
وخلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، وضمن اليوم العالمي لإحياء ذكرى الشاعر الفارسي العالمي سعدي الشيرازي، الذي اختارته منظمة اليونسكو يوم 21 نيسان/ أبريل، قال إسماعيل بقائي: في عالم حيث هناك الكثير من الكلام والقليل من المعنى، لا يزال الشاعر سعدي مرشداً للعثور على الطريق.
وبالإشارة إلى أن هناك العديد من التطورات في مجال الدبلوماسية خلال الأسبوع الماضي، أوضح بقائي بأن وزير الخارجية قد قام بزيارة إلى روسيا، كما عقد لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي على هامش المحادثات الإيرانية-الأمريكية غير المباشرة، لافتاً إلى أن عراقجي سيتوجه غداً (اليوم) إلى الصين.
المفاوضات مازالت في أول الطريق
وحول التكهنات الإعلامية المتداولة بشأن تفاصيل الجولة الثانية من المفاوضات الإيرانية-الأمريكية غير المباشرة والتي زعمت فيها صحيفة "نيويورك تايمز" أن إيران قدمت مقترحات لدول أخرى للمشاركة في برامجها النووية، قال بقائي: لا نؤكد أيّاً من التفاصيل والقضايا التي أثيرت حول الأمور التي نوقشت في المفاوضات، واصفاً إياها بمجرد تكهنات وتحليلات إعلامية.
وأضاف بأنه لا يجوز مناقشة تفاصيل هذه المفاوضات في وسائل الإعلام، مشيراً إلى أن المفاوضات مازالت في أول الطريق وفي بداية رحلة طويلة، ولذلك لا تؤيد إيران أيًا من القضايا التي أثيرت.
يجب أن يكون لرفع الحظر آثار ملموسة وفعّالة
وفيما يتعلق بالضمانات المتعلقة بطلب إيران رفع الحظر وعدم عودته، رأى بقائي بأن الحظر المفروض على الجمهورية الإسلامية الإيرانية غير مبرر وغير قانوني وظالم، مؤكداً على أن إيران ومن هذا المنطلق لا تفرق بين الحظر المفروض عليها تحت ذرائع ومسميات مختلفة.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية بأن مطلب إيران الأساسي في أي مفاوضات هو رفع هذا الحظر غير القانوني والظالم بطريقة لها آثار ملموسة وفعالة تماماً، بحيث تكون الجمهورية الإسلامية الإيرانية قادرة على ممارسة أنشطتها الاقتصادية والتجارية والمصرفية بشكل طبيعي، وعلاوة على ذلك ضمان عدم تكرار التجارب السلبية الماضية أيضاً.
ومضى يقول: إن مناقشة الضمانات تتعلق بهذه المسألة، مما يعني أنه يتعين على ايران أن تضمن أنه إذا توصلت هذه المحادثات إلى نتيجة محددة، فسوف تكون مستدامة، وأن الأطراف الأخرى سوف تتصرف بجدية في الوفاء بالتزاماتها.
الجولة الثانية من المحادثات
ورداً على سؤال حول أن مكان عقد المحادثات قد أربك وسائل الإعلام، وأن هناك اقتراحاً بأن تجرى المحادثات على مستوى الخبراء في جنيف، أفاد بقائي بأن الأمر المهم هنا، هو أن سلطنة عمان لعبت دوراً مهماً للغاية كوسيط ومضيف لهذه المحادثات.
وضمن إشادته وتقديره للدور العُماني في هذه المفاوضات حتى الآن، أوضح بقائي بأن سلطنة عُمان اقترحت أن تعقد الجولة الثانية من المفاوضات في مكان آخر غير مسقط، واحتراماً لعُمان لم تعارض إيران هذا الاقتراح، وهكذا تم تحديد مكان المحادثات أيضاً بالإتفاق بين الأطراف الثلاثة، وهي سلطنة عمان وإيران والولايات المتحدة.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية: كان من الطبيعي أن يتطلب عقد اجتماع في بلد آخر ترتيبات وتوقعات مختلفة، وقد قدمت الحكومة الإيطالية أيضاً استضافة ممتازة، معرباً عن الامتنان لها أيضاً. وتابع معلناً بأن الجولة المقبلة من المفاوضات ستكون في مسقط، بحيث تتضمن اجتماعاً فنياً واجتماعاً على مستوى كبار المفاوضين، وسيعقد هذا الاجتماع يوم السبت.
المحادثات في مسقط وروما تركزت على الأطر والمواقف العامة
ورداً على سؤال عما إذا كان الجانب الآخر قد أثار قضايا أخرى غير القضية النووية والحظر في الجولة الثانية من المحادثات الإيرانية - الأمريكية، أكد بقائي على أن هذه المحادثات تتركز حصراً على الملف النووي ورفع العقوبات، مشيراً إلى أن هذا هو إطار التفاوض، ولا يتم تناول أي قضايا أخرى خارجه، قائلاً: كما ذكرنا منذ البداية وكما كررنا عدة مرات إن رفع الحظر بالنسبة لنا يُعد مطلباً جوهرياً وأساسياً.
وفي هذا السياق، أضاف بقائي: نحن نؤمن، وهي حقيقة أيضاً، أن الحظر الجائر المفروض على إيران لا يستند إلى أي أساس قانوني، فقد بُني على مزاعم تتعلق بالقلق من برنامجنا النووي السلمي، رغم أنه لا يوجد ما يدعو للقلق.
وأشار إلى أن كل الجهود المبذولة ستنصب على ايجاد الأساس لرفع الحظر في أسرع وقت ممكن، معرباً عن استعداد إيران لبناء الثقة، لافتاً إلى أنه وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، قامت إيران بشكل ثابت بمعالجة أي مخاوف أو شكوك بشأن البرنامج النووي الإيراني من خلال اتخاذ تدابير طوعية وشفافة.
مناقشة التفاصيل المتعلقة بالهيكل العام للتفاوض
كما أوضح بقائي، ان الاجتماع المقبل للخبراء سيبقى في إطار مناقشة التفاصيل المتعلقة بالهيكل العام للتفاوض، وإذا لزم الأمر، فسيتم التطرق إلى قضايا أكثر تفصيلاً ودقة لمواقف الطرفين ضمن الأطر التي تمت مناقشتها.
وفيما يتعلق بتزامن زيارة وزير الدفاع السعودي إلى إيران والجولة الثانية من المحادثات الإيرانية - الأمريكية ، أوضح بقائي بأن هذه الزيارة كانت مخططة ومبرمجة مسبقاً، وتزامنت تقريباً مع المحادثات غير المباشرة الجارية في روما. وأضاف بأنها تعكس أهمية وجدوى سياسة حسن الجوار التي تنتهجها إيران منذ عدة سنوات، وتُظهر مدى إيمان إيران بضرورة أن تتحرك دول المنطقة بالاستناد إلى قدراتها لتعزيز الاستقرار وصون الأمن الإقليمي في الخليج الفارسي وغرب آسيا. وأردف: انه من الطبيعي أن يتم التطرق إلى المفاوضات في مثل هذه الزيارات، وقد قامت إيران بنفسها بمبادرة نشطة إلى التشاور مع دول المنطقة في هذا السياق.
ضرورة الحفاظ على أمن ووحدة سورية
وعن زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى الدوحة ولقائه بأحمد الشرع، قال بقائي: الزيارات بين الدول شأن داخلي يخصها، وخطط الحكومة العراقية بشأن تنظيم علاقاتها وتفاعلاتها مع كل دولة من دول الجوار هي مسألة تهم العراق وسيادته. وتابع بأن موقف إيران من الملف السوري واضح تماماً، مؤكداً على ضرورة الحفاظ على وحدة سورية وأمنها، وإنشاء هيكل سياسي يمثل جميع فئات الشعب؛ مبيّناً بأن أمن سورية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمن المنطقة بأكملها، ولا ينبغي أن تتحول إلى ملاذ للنشاطات الإرهابية، لافتاً إلى أنه وفي الوقت نفسه، لا يزال جزء من الأراضي السورية تحت الاحتلال الصهيوني.
وفيما يتعلق باستمرار المشاورات مع الأعضاء الآخرين في الاتفاق النووي، خاصة الصين وروسيا، أوضح بقائي بأن الصين وروسيا عضوان مهمان في مجلس الأمن، وهما من أصدقاء إيران، وكانتا على اطلاع دائم بتطورات العملية التفاوضية بحيث انه قبل انطلاق الجولة الأخيرة من المحادثات، تم إطلاع موسكو وبكين على التفاصيل.
استخدام "آلية الزناد" ليس بنّاء على الإطلاق
ورداً على سؤال بشأن وتيرة المفاوضات والتهديدات المتكررة من قبل الترويكا الأوروبية باستخدام آلية الزناد، أكد بقائي على أن الحكومة الإيرانية جادة ولن تتردد أبداً في رفع الحظر غير القانوني المفروض على الشعب الإيراني؛ مبيّناً بأن سرعة العمل مهمة جداً بالنسبة لإيران، لكنها تعتمد على الطرف الآخر.
وفي المقابل، رأى بقائي أن تلميح الترويكا الأوروبية باستخدام ما يسمونه "آلية الزناد" ليس بنّاء على الإطلاق؛ مضيفاً انه يتعين على الدول الأوروبية أن تقرر ما إذا كانت تريد أن تلعب دورا بناء في هذه العملية واستعادة مكانتها، أو ما إذا كانت ستتصرف كأطراف غير بناءة فيها.
تشكيلة فريق الخبراء الإيراني للمفاوضات
وفيما يخص تشكيلة فريق الخبراء الإيراني في المفاوضات المقرر عقدها يوم الأربعاء، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية بأن التشكيلة سيتم تحديدها وفقاً لمراحل تطور الجولتين السابقتين في مسقط وروما ودخولها في مجالات متعددة، لافتاً إلى أن هذا الموضوع لا يزال قيد الدراسة والتحقيق في الوقت الراهن.
وفي تعليقه على تجديد الكويت مزاعمها بشأن حقل "آرش/ الدرة" الغازي المشترك مع الكويت، اعتبر بقائي انه من حيث المبدأ، تكرار الادعاءات لا يمنح أي دولة حقاً قانونياً. إطلاق المواقف التي يُفترض أن تُعالج من خلال الحوار لا يُكسب الطرف المقابل مشروعية.
وتطرق المتحدث باسم الخارجية إلى استمرار الكيان الصهيوني احتلاله لمساحة واسعة من الجولان السوري، مؤكداً على أن هذا الأمر يعد مصدر قلق جاد وحقيقي. ونظراً لتاريخ الكيان الصهيوني في احتلال الدول المجاورة وعدوانه عليها، فلابد من أخذ هذه القضية على محمل الجد.
تفاهم إيراني-عراقي لمكافحة الإرهاب
وعن موعد تنفيذ الإتفاقية الأمنية بين إيران والعراق، أوضح بقائي بأن العلاقة مع العراق ودية ومبنية على حسن الجوار، وفيما يتعلق بالقضايا التي يثيرها الإرهاب، يعتقد كلا البلدين أن القضايا التي يثيرها الإرهابيون يمكن أن تكون أساساً لزعزعة العلاقات بين البلدين. وتابع المتحدث باسم الخارجية: ان التفهم المشترك لكيفية مكافحة الإرهاب أمر ذو قيمة، وبناء على ذلك نجح البلدان في التوصل إلى إتفاق لمواجهة الجماعات الإرهابية، وبالتالي يعد متابعة تنفيذ هذه الاتفاقية إحدى القضايا المدرجة على جدول أعمال الطرفين.
