مؤكداً أن الأميركيون فشلوا في تأمين السفن الصهيونية
السيد الحوثي: القدرات العسكرية اليمنية تتنامى ونواصل تنفيذ عملياتنا المؤثرة
أكّد قائد حركة أنصار الله اليمنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن العدو الصهيوني يواصل تنفيذ حرب التجويع ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لأكثر من شهر ونصف، وأن هذه الحرب الوحشية تستهدف الشعب الفلسطيني بأساليب غير إنسانية، حيث يُفرض حصار خانق على القطاع، ما أدى إلى منع دخول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية.
وفي كلمته الأسبوعية، قال السيد الحوثي إن "المعاناة التي يواجهها الفلسطينيون قد تم الاعتراف بها رسميًا من قبل الأمم المتحدة التي وصفت الوضع في غزة بأنه أزمة إنسانية خطيرة". وأضاف أن "هذا الحصار لا يعد فقط انتهاكًا لحقوق الإنسان، بل هو جريمة إبادة جماعية بحق المدنيين العزل في غزة، تضاف إلى سجل الاحتلال الصهيوني الحافل بالجرائم ضد الشعب الفلسطيني".
العدوان الصهيوني يتسبب في تهجير سكان غزة
وتحدث السيد الحوثي عن تداعيات العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، والذي يُنفّذ بتغطية ودعم من الولايات المتحدة الأمريكية. وأوضح أن العدوان أدى إلى تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين، حيث تحول معظم سكان غزة إلى نازحين، فيما فقدوا بيوتهم وأرضهم نتيجة للغارات والقصف المكثف، وأن العدوان ليس فقط دمارًا للمنازل، بل يشمل تدمير المنشآت الصحية والمرافق العامة، مما يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني ويعرّض حياتهم للخطر.
ولفت السيد الحوثي إلى أن هذا العدوان يأتي في إطار سياسة إجرامية تهدف إلى تدمير قطاع غزة بشكل كامل، مما يضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات "الإسرائيلية" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، محذرًا من أن استمرار العدوان سيؤدي إلى المزيد من المعاناة للفلسطينيين، وأن هذا التصعيد الصهيوني ينسجم مع المخطط الصهيوني الأكبر للهيمنة على القدس والضفة الغربية.
موقف اليمن ثابت وغير عبثي
وشدد السيد الحوثي على أن موقف اليمن من القضية الفلسطينية ليس مجرد رد فعل عاطفي أو عبثي، بل هو موقف راسخ ومبني على المبادئ الثابتة للمقاومة والعدالة، وأن اليمن بقيادة أنصار الله سيظل في طليعة المدافعين عن الحقوق المشروعة للأمة العربية والإسلامية، وخاصة القضية الفلسطينية التي تعدّ جزءًا أساسيًا من أمن واستقرار المنطقة.
وأشار إلى أن اليمن يعتبر القضية الفلسطينية قضية محورية لا يمكن التنازل عنها، وأن الشعب اليمني مستمر في تقديم الدعم الكامل للشعب الفلسطيني في صموده ومقاومته ضد الاحتلال الصهيوني. وفي هذا الإطار، دعا السيد الحوثي إلى تكثيف الدعم العربي والإسلامي لفلسطين، مشددًا على ضرورة توحيد الصفوف لمواجهة التحديات التي تفرضها السياسات الصهيونية والأميركية في المنطقة.
ترامب يعترف بتطور القدرات اليمنية في تصنيع الصواريخ
وتطرّق السيد الحوثي إلى تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي اعترف علنًا بأن اليمن أصبح يمتلك القدرة على تصنيع الصواريخ بشكل مستقل، فهذا الاعتراف "يعتبر بمنزلة شهادة على قوة وإصرار الشعب اليمني في الدفاع عن نفسه ضد العدوان المستمر، سواء أكان هذا العدوان "إسرائيليًا" أو أمريكيًا".
ورأى أن اليمن قد أظهر في السنوات الأخيرة تطورًا لافتًا في قدراته العسكرية، مما جعلها قوة إقليمية قادرة على مواجهة التحديات الأمنية التي فرضتها التحالفات العدوانية، وأبرزها التحالف الأميركي الصهيوني، وأن الشعب اليمني سيظل ثابتًا في موقفه المقاوم ولن يتوقف عن تطوير قدراته الدفاعية.
القدرات العسكرية اليمنية تتنامى
كما أشار إلى أن القدرات العسكرية اليمنية تتنامى بشكل ملحوظ، حيث يواصل الجيش اليمني تعزيز هذه القدرات رغم الحصار والعدوان المستمر، وأن القوات اليمنية استطاعت تنفيذ عمليات دقيقة وفعالة استهدفت أهدافًا حساسة على مستوى المنطقة، ما يدل على تقدم هائل في القدرات العسكرية اليمنية.
العمليات العسكرية اليمنية تتواصل
وتابع السيد الحوثي: "نفذنا 4 عمليات إطلاق لصواريخ قدس على طائرات التنصت والتزود بالوقود وطائرات حربية أميركية في البحر الأحمر، كما نفذنا أكثر من 11 عملية اعتراض وتصدي لطيران العدو الأميركي بما فيها ضد طائرات الشبح، وتم إفشال عدد من العمليات".
وأكد أن "إجمالي عملياتنا منذ 15 رمضان الماضي تُبين حجم الإسناد وفاعلية الموقف وقوة العمليات، حيث نفذنا 33 عملية ضد حاملة الطائرات والقطع البحرية المرافقة لها بـ122 صاروخًا باليستيًا ومجنحًا وطائرة مسيرة"، موضحًا أن "من نتائج عملياتنا أنها حيّدت بشكل شبه كامل دور حاملة الطائرات في البحر الأحمر، لذلك لجأ العدو لاستقدام حاملة طائرات أخرى".
كما أفاد أن من "نتائج عملياتنا ضد حاملة الطائرات ترومان لجوء العدو الأميركي إلى استخدام طائرات الشبح، ولجوءه للاعتماد على قاعدة في المحيط الهندي تبعد قرابة 4 آلاف كم".
الأميركيون فشلوا في تأمين السفن "الإسرائيلية" عبر البحر الأحمر
كما أكد السيد الحوثي أن القوات الأميركية فشلت في تأمين حركة السفن "الإسرائيلية" عبر البحر الأحمر وباب المندب. وأضاف أن هذه الفشل يعكس ضعف التحالف بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، مشيرًا إلى أن عمليات استهداف السفن الحربية "الإسرائيلية" في البحر الأحمر ما زالت مستمرة، مما يعكس قدرة المقاومة اليمنية على إلحاق الهزائم بالأعداء في البحر وفي البر.
العمليات الأخيرة أدت إلى فرار المستوطنين الصهاينة
وفي سياق العمليات العسكرية الأخيرة، لفت السيد الحوثي إلى أن العملية الأخيرة أدت إلى فرار ملايين المستوطنين "الإسرائيليين" من المستوطنات "الإسرائيلية"، وذلك بالتزامن مع "عيد الفصح اليهودي"، فضلًا عن أن هذه العملية، وفق السيد الحوثي، تعكس حجم التأثير الكبير الذي أحدثته المقاومة اليمنية في قلب العدو الصهيوني، وأن هذه الهزيمة النفسية والسياسية التي تعرض لها الاحتلال الصهيوني تُعدّ دليلًا على قوة وعزيمة المقاومة.
العدوان الأميركي فشل في تحقيق أهدافه
وبيّن السيد الحوثي أن العدوان الأميركي فشل في تحقيق أهدافه الأساسية، خاصة في دعم "إسرائيل" وحمايتها من الهجمات التي تستهدف مصالحها في المنطقة. وقال: "أميركا لم تتمكن من إيقاف العمليات العسكرية اليمنية أو من حماية مصالحها وكيانها المجرم، وأن هذا الفشل يعكس ضعف إستراتيجية التحالف الأميركي الصهيوني في مواجهة المقاومة اليمنية.
ودعا السيد الحوثي إلى عدم تسليح العدو الصهيوني، معتبرًا أن تسليحه يعدّ جريمة بحق الأمة الإسلامية، وإلى ضرورة فرض عزلة سياسية على "إسرائيل" وتوقف جميع الدول عن تزويدها بالأسلحة، مؤكّدًا أن تسليح "إسرائيل" يشكل تهديدًا ليس فقط للشعب الفلسطيني، بل للأمة الإسلامية جمعاء.
عشرات الشهداء والجرحى في غارات أمريكية على الحديدة
في سياق آخر استشهد ثمانية وثلاثون يمنيا بينهم خمسة مسعفين وجرح أكثر من مئة آخرين جراء العدوان الأميركي على ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة غربي اليمن.
وأدانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بأشد العبارات العدوان الجوي الأمريكي الإجرامي الذي استهدف ميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة في الجمهورية اليمنية الشقيقة، والذي أسفر عن استشهاد وجرح العشرات من المدنيين، بينهم مسعفون وعاملون في الميناء.
وقالت حماس في بيان لها، الجمعة: إن هذا العدوان الغاشم يُعد انتهاكاً صارخاً للسيادة اليمنية، ويمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، ويؤكد استمرار السياسات الأمريكية العدوانية التي تستهدف الشعوب الحرة الرافضة للهيمنة الصهيونية والأمريكية في المنطقة.
وأضافت أن العدوان الأمريكي على الشعب اليمني يُعدّ امتدادًا لحرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وللعدوان الأمريكي الصهيوني المشترك على شعوب أمتنا.
كما أدانت الصمت الدولي إزاء العدوان على الشعب اليمني، الذي يدفع ثمن تمسكه بمبادئه ودعمه للقضية الفلسطينية.
كما عبرت عن تقديرها لصمود الشعب اليمني وقواته المسلحة في مواجهة العدوان الأمريكي، ودعت المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى إدانة هذا العدوان السافر، والوقوف إلى جانب الشعب اليمني في حقه المشروع في الدفاع عن أرضه وسيادته.
